يعدّ من أخصب المناطق في "الجولان" العربي السوري المحتل، يتميز بإمكاناته السياحية ولا سيما في فصل الشتاء؛ نظراً لانخفاضه عن مستوى سطح البحر، ووقوعه بجانب بحيرة "طبرية"، ويصفه بعضهم بمنجم الذهب.

يقول "محمد صالح المحاميد" رئيس مجلس محافظة "القنيطرة" وابن قرية "البطيحة" في "الجولان" العربي السوري المحتل لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 كانون الأول 2017، مستعيناً بكتاب*: «يقع هذا السهل في منطقة "البطيحة" وتحت مستوى سطح البحر، ويشكل الساحل الشمالي الشرقي لبحيرة "طبرية"، ويأخذ شكلاً طولانياً في اتجاه شمال جنوب، ويزداد عرضاً من الجنوب إلى الشمال.

ورد ذكر "البطيحة" بأسماء مختلفة في التاريخ العربي، منها: "عقبة فيق"، حيث قال "ياقوت الحموي": "عقبة فيق" ينحدر منها إلى "غور الأردن" وقد رأيتها مراراً، ويتميز موقعها بكثرة أوديتها الهابطة باتجاه الغور، ومن أسماء هذا السهل "النقرة" و"الجورة"

يمتد من خط مستوى الصفر في الشمال إلى تل "النيرب" في الجنوب، ومن أقدم الجروف الغربية لـ"الجولان" في الشرق، إلى الضفة الشمالية الشرقية لبحيرة "طبرية" من الغرب، ويميل في الشمال باتجاه الجنوب.

"محمد صالح المحاميد"

أما في الشرق، فيميل باتجاه الغرب، وتبلغ مساحته نحو 18كم2؛ أي ثلث مساحة منطقة "البطيحة" البالغة نحو 53980 دونماً، أو ما يعادل 53.98كم2، وهو عبارة عن سهل لحقي تراكمي نهري تتألف تربته من فئات الصخور البازلتية ورواسبها، وهي تربة طينية خفيفة في الجزء الغربي، وتزداد خفة كلما اقتربنا من الشاطئ، ورملية مندمجة في جزئه الشرقي.

وبحسب الاختصاصيين يعد السهل خصباً؛ وذلك وفق المعايير والمقاييس من خلال وجود التربة اللحقية؛ وهي عبارة عن ترسبات نهرية متباينة في الحجم، والمياه التي تتوفر في السهل من خلال شبكة مائية غزيرة، والمناخ الدافئ شتاءً والحار صيفاً، ويخلو من الظواهر الجوية الضارة كالصقيع؛ إذ تصل الحرارة العظمى في الصيف إلى 45 درجة مئوية في الظل، أما في الشتاء، فالحرارة لا تقل عن 4ـ5 درجات مئوية، والمتوسط السنوي للحرارة نحو 21ـ22 درجة مئوية، يبلغ معدل الأمطار نحو 487ملم في السنة، وتتميز مياه "البطيحة" القادمة من نهر "الأردن" وأودية "الجولان" بغناها بالرواسب العضوية والمعدنية، حيث يضم هذا السهل عدة عيون في حضيض الجروف الغربية لـ"الجولان"؛ تستخدم مياهها للشرب والري، منها: "السخنة"، و"عبد الله"، و"أبو حسن"، و"أم اللجا".

سهل "البطيحة"، المسعدية

زراعياً يعطي هذا السهل ثلاثة مواسم في السنة الواحدة، وقد اشتهر ببواكيره من الخضراوات، ويمكن أن تزرع فيه نباتات المناطق الحارة، مثل: "القشطة، والجوافة، والمانجا"، إضافة إلى القطن والكتان والقنب، ونباتات أخرى علفية.

سياحياً يضم السهل عدة مواقع أثرية لها علاقة بالموروث المسيحي، مثل: "الكرسي"، و"بيت صيدا"، إضافة إلى الميزة السياحية لبحيرة "طبرية"».

خارطة سهل "البطيحة"

ويتابع "المحاميد" بالقول: «شهد هذا السهل عدة مشاريع مائية لتنظيم الري والاستفادة القصوى من إمكاناته الزراعية تجسدت في خمس قنوات تتمثل بقناة "العفريتة" التي تروي الجزء الأوسط الجنوبي من السهل، ويبلغ طولها نحو 10كم، وعرضها ما بين 1.5ـ2م، وعمقها ما بين 40ـ50سم، وتبدأ من أراضي موقع "الرفيد" شمال غرب تل "الشعير" بنحو 2كم، وتسير مسافة في أعالي الحافة الشرقية لنهر "الأردن"، ثم تنحرف نحو الجنوب وتتجاوز تل "عامر" (الأعور) وشرقي موقع "أم عجاج"، وتتجاوز وادي "الصفا"، ثم تمر شرقي موقعي "غزيل" و"الحسينية" وتواصل حتى منتصف السهل، حيث تضيع معالمها بعد أن كانت تصل الحدود الجنوبية للسهل، وكانت تروي أكثر من ألفي دونم، وقناة "الشيدة" تروي نحو ألفي دونم من أراضي الجزء الشمالي للسهل، وتبدأ من شمال "خان الدكة"، وتروي أراضي "الدكة" و"أم الطواحين" وتل "عامر" و"غزيل"، وقناة "الرش الفوقا" وقناة "الرش التحتا"، وهما ترويان أراضي "القراعنة"، وقناة "البساتين" في أراضي "الذيابات"، وقناة "الباشا" تبدأ من عين "مسمار"، وتروي بيارات الحاصل».

"أحمد سويلم" من أبناء بلدة "البطيحة"، يقول: «يتألف سهل "البطيحة" من 18 قرية و7 مزارع، ويطلق على سكانه اسم عشائر "التلاوية"؛ وهم بقايا قبائل عربية قديمة هاجرت من مناطق مختلفة، مثل: "اليمن"، و"مصر"، و"غور بيسان"، وقد سكنوا السهل منذ 300 سنة، وتم استصلاحه بعد أن كان منطقة أدغال وغابة كثيفة. عمل سكان هذا السهل في الزراعة، فقد كانوا صيادي أسماك ماهرين، وقد أسّست عام 1961 جمعية لصيادي الأسماك في منطقة "البطيحة"، ويسوقون صيدهم في "القنيطرة" و"دمشق"».

وأضاف: «ورد ذكر "البطيحة" بأسماء مختلفة في التاريخ العربي، منها: "عقبة فيق"، حيث قال "ياقوت الحموي": "عقبة فيق" ينحدر منها إلى "غور الأردن" وقد رأيتها مراراً، ويتميز موقعها بكثرة أوديتها الهابطة باتجاه الغور، ومن أسماء هذا السهل "النقرة" و"الجورة"».

*كتاب "المرجع في الجولان" ـ مركز الشرق للدراسات /مجموعة من الباحثين/.