بين أحضان الطبيعة الساحرة شق "وادي جليبينة" الذي يحد هضبة "الجولان" من الشمال طريقه بين الصخور البازلتية، ليكون أحد أجمل وديان تلك المنطقة.

رئيس دائرة الآثار والمتاحف في "القنيطرة" "فارس الصفدي" في حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 تشرين الثاني 2017، قال: «وادي "جليبينة" موجود في منطقة مركز "الجولان"؛ إذ إنه يشكل الحد الشمالي لهضبة "الجولان"، وهو واحد من جملة الأودية دائمة الجريان في الهضبة، ويشق طريقه بين الصخور البازلتية مكوناً شلالات هائلة، وبركاً واسعةً وعميقة وباردة، وجداول تنساب بين الكتل الصخرية، كما يوجد على جوانبه وأطرافه "أدغال" من النباتات والشجيرات الكثيفة، تجري فية المياه طوال أيام السنة، وتقع شلالاته في أخدود جميل يتسع تدريجياً مع الاقتراب من نهر"الأردن" في الناحية الجنوبية الشرقية لسهل "الحولة"».

هذا الوادي هو أحد روافد نهر "الأردن"، وجنباته مكسوة بأشجار الصفصاف والتين والقصب والدفلة والميس، وقد استغلت مياهه المتفرعة إلى عدة فروع في الأراضي السهلية لري الخضار المبكرة، وأُخذت قناة ذات قناطر صُممت بشكل رائع لتجلب المياه لتشغيل مطحنة القمح التي لم يبقَ منها سوى آثار مدمرة، كانت تقوم عليها التجمعات البشرية في قرى "دير سراس" و"دبورة" و"جليبينة" في "الجولان"

أضاف "الصفدي": «يبلغ طول الوادي من بدايته من قرب تل "أبو الندى" حتى مصبه في نهر "الأردن " نحو 17كم، إذ يبدأ من الأطراف الغربية للتلال البركانية شرقي "الجولان"، ويقسم مجرى الوادي إلى عدة أقسام: القسم الأول منطقة "المسلان" جمع "مسيل"، وهي المناطق العليا لحوض التصريف، إذ تجري فيه المياه في فصل الشتاء فقط، و"المسلان" عبارة عن قنوات طبيعية غير عميقة، جريان الماء فيها بطيء ونجدها في الأقسام العلوية بالقرب من التلال البركانية. والقسم الثاني هو منطقة التقاء "المسلان" بعضها ببعض لتكون مجرى رئيساً، هنا يزداد عمق الوادي نتيجة قوة المياه، التي نحتت الصخور البازلتية ليصل بمجرى عرضه ما بين 5-10م. القسم الثالث هو المجرى الأخدودي؛ أي منطقة الشلالات، وهنا يشق الوادي مجراه عبر طبقات البازلت عميقاً، وتتكون نتيجة ذلك سفوح شديدة الانحدار شبه عمودية، ونجد في هذا الجزء شلالي "دبورة" و"جليبينة". أما القسم الرابع، فهو منطقة المجرى الواسع والدلتا، حيث يدخل الوادي سهل "الحولة" بعد خروجه من المنطقة الأخدودية، ويتفرع هناك لعدة شعب مكونة الدلتا، حيث تترسب المواد التي جرفها الوادي من المنطقة العليا والبعيدة، وتكثر على سفوح الوادي ينابيع صغيرة يتغذى منها طوال أيام السنة، إضافة إلى مياه الأمطار، ومن هنا يظهر منسوب مياه الوادي بين الشتاء والصيف».

مسار الوادي

عن مسار الوادي، "الصفدي" قال: «يبدأ مسار الوادي من آثار القرية المهجرة عام 1967م، التي تسمى "العوينات" الشمالية، وفي بداية المسار يمر على شلال قرية "دبورة" المحتلة، ويبلغ ارتفاعه نحو اثني عشر متراً، ويقسم المسار إلى قسمين: الأول وهو المسار القصير، ومدته ساعة ونصف الساعة، وينتهي في موقف شلال "جليبينة" بعد زيارة "مطلة شلال جليبينة" البالغ ارتفاعه واحد وثلاثون متراً تقريباً. أما المسار الثاني، فهو طويل، ومدته ثلاث ساعات، وينتهي ببركة "الضباط" في قرية "جليبينة" المحتلة، الواقعة على "عين جليبينة" في الأقسام السفلية للوادي الذي سمّي باسمها، التي تُعدّ محمّية طبيعية، ومساحتها 1650 دونماً».

وبحسب المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري، جاء فيه: «هذا الوادي هو أحد روافد نهر "الأردن"، وجنباته مكسوة بأشجار الصفصاف والتين والقصب والدفلة والميس، وقد استغلت مياهه المتفرعة إلى عدة فروع في الأراضي السهلية لري الخضار المبكرة، وأُخذت قناة ذات قناطر صُممت بشكل رائع لتجلب المياه لتشغيل مطحنة القمح التي لم يبقَ منها سوى آثار مدمرة، كانت تقوم عليها التجمعات البشرية في قرى "دير سراس" و"دبورة" و"جليبينة" في "الجولان"».

موقع "وادي جليبينة" حسب المعجم الجغرافي في "سورية"
القناطر التي توصل المياه إلى طاحونة القمح في الوادي