تعد أكلة "الرقاقة" طبقاً شعبياً واسع الانتشار في محافظة "القنيطرة"، وهي من أشهر الطبخات الشعبية والتقليدية التي تشتهر بها المنطقة؛ حيث تقدم في المناسبات والأفراح، وهي سهلة التحضير خاصةً للسيدات كبار السن.

وللحديث عن أكلة "الرقاقة"؛ مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 31 تموز 2015، التقت الحاجة "سعدة البشير" أم عدنان من قرية "البطيحة"؛ التي حدثتنا: «تعد "الرقاقة" من الأكلات الشعبية المنتشرة على نطاق واسع في الأرياف، وتعرف باسم "المكامير" أو "البرقاقة" حسب كل منطقة ولهجتها، وعادةً يُصنع هذا الطبق للمناسبات والاجتماعات الأسرية، وهو مناسب في جميع الفصول، إلا أن أغلب الناس يفضلون تناوله في الجو البارد، وتعد "الرقاقة" من الأكلات التي مازالت تتوارثها الأجيال جيل بعد آخر، ولا بد من وجودها على المائدة كتقليد اجتماعي في الريف، حيث تقدّم للضيوف في المناسبات الاجتماعية كمناسبات الأفراح والولائم، وكذلك فإن لحضورها على المائدة دلالات اجتماعية أصيلة تدل على الكرم وحب الضيف ومن أساليب الاحتفاء به».

لا يوجد سبب محدد لهذه التسمية، ولكن باعتقادي سميت "الرقاقة" لأنها عبارة عن رقائق من العجين الطرية والرقيقة، التي ترق بالزيت جيداً لتوضع بعدها في الصينية على شكل طبقات، واحدة عجين وأخرى دجاج وبصل لتصل إلى خمس طبقات أو رقاقات

أما عن مكوناتها فتضيف: «لصنع طبق من أكلة الرقاقة نحتاج إلى: 1.5 كوب طحين أسمر، 1.5 كوب طحين أبيض، وحوالي 2 كوب ماء للعجن مع رشة ملح، و10 قطع من البصل متوسطة الحجم مقطعة مكعبات، مع 2 كوب زيت زيتون، ودجاجة، إضافة إلى رشة من الملح والفلفل والبهارات المتنوعة وزنجبيل مطحون، مع وضع عود قرفة وورقتي غار، و5 حبات هيل، و5 كبش قرنفل.

الحاجة "أم عدنان"

وعن طريقة تحضيرها تقول الحاجة "أم عدنان": «تُغسل الدجاجة بالملح والخل، وتنظف جيداً، وتُقطع إلى حوالي عشر قطع، لتوضع في قدر على النار مع كوب زيت زيتون، وتُقلب إلى أن تأخذ لونها المائل إلى النضج، ثم نضيف البصل المقطع مع جميع البهارات المطحونة والصحيحة، ونُقلبها على نار هادئة إلى أن يذبل البصل تماماً، تُعجن العجينة بخلط الطحين الأبيض والأسمر، يضاف إليه حبة البركة والشومر ورشة ملح وماء، ويعجن إلى أن نحصل على عجينة متماسكة ومتجانسة، وفي هذه الأثناء يكون البصل قد ذبل جيداً فنضعه في المصفاة حتى يبرد، ونقوم بتقطيع العجينة إلى أربع قطع، كل قطعة بمقدار قبضة اليد، ندهنها بالزيت ونرقها بـ"الشوبك" وتوضع في صينية دُهنت أرضيتها بالزيت كي لا يلتصق العجين بها، ونوزع فوق العجينة القليل من البصل وأربع قطع من الدجاج على الأطراف وواحدة في الوسط، ثم نرق قطعة ثانية ونكرر العملية حتى انتهاء الكمية، فيكون لدينا ثلاث طبقات من العجين المحشوة بالبصل والدجاج، لنأتي بقطعة العجين الرابعة ونرقها ونضعها فوق الطبقة الأخيرة كي لا تجف في الفرن، ثم توضع في الفرن لمدة ساعة وعلى نار هادئة حتى تحمر، وعند إخراجها من الفرن نقوم بإزالة أول طبقة وهي التي وضعناها في الأخير كي لا تجف العجينة المحشوة، ونقلبها في صدر كبير الحجم لتقطع، وتصبح جاهزة للأكل، وتؤكل مع اللبن».

عن سبب التسمية حدثتنا الباحثة الاجتماعية "هبة المعارك" بالقول: «لا يوجد سبب محدد لهذه التسمية، ولكن باعتقادي سميت "الرقاقة" لأنها عبارة عن رقائق من العجين الطرية والرقيقة، التي ترق بالزيت جيداً لتوضع بعدها في الصينية على شكل طبقات، واحدة عجين وأخرى دجاج وبصل لتصل إلى خمس طبقات أو رقاقات».

الرقاقة بعد النضج

وعن فوائد أكلة "الرقاقة" يحدثنا الدكتور "عقبة الخوالدة" بالقول: «تعد "الرقاقة" أو "المكامير" من الأطباق الغنية لما يتواجد بها من مكونات، ومنها الدقيق الذي يساعد على الحيلولة دون الإصابة بالمشكلات الهضمية، إضافة إلى البصل الذي له فوائد لا تعدّ ولا تحصى أهمها أن أكل البصل طازجاً أو مطهواً بالزيت أو السمن أو مشوياً يقلل من نسبة الإصابة بجلطة الدم، ويعد مطهراً للفم؛ حيث إن مضغ البصل لمدة ثلاث دقائق تعد كافية لقتل جميع الجراثيم الموجودة في الفم، كما يخفف السكر لدى مرضى السكري لاحتوائه على مادة الجلوكوزين وهي مادة شبيهة بهرمون الأنسولين، وهو علاج فعال للزكام والأنفلونزا عند استخدامه كشراب، ويستخدم كعلاج لنقص الشهية وتصلب الشرايين ولعلاج مشكلات سوء الهضم وغيرها الكثير من الأمراض، كما أن لدخول الدجاج ضمن مكونات هذا الطبق فوائد عدة لاحتوائه على عناصر غذائية متعددة ومفيدة، مثل البروتينات ذات النوعية الجيدة للجسم، والدهون الصحية الجيدة، والفيتامينات، والأملاح المعدنية، ومن ميزاته أيضاً أنه سهل الهضم ويحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدسمة غير المشبعة، وهو مفيد للحماية من أمراض القلب والشرايين؛ شرط الابتعاد عن أكل الجلد الغني بالدهون والكوليسترول».