من حلمه بالعودة إلى الجولان، استطاع الكاتب الصحفي "محي الدين موسى" كتابة الكثير من المقالات والتحقيقات والكتب عن هذا الحلم، لأنه مازال يؤمن بعدالة القضية التي يطرحها.

مدونة وطن eSyria التقت مع الكاتب والصحفي "محي الدين موسى" وكان الحوار التالي:

إلى جانب الكتابة الملتزمة، وعمله في الصحافة، اكتشفت أنّ له أسلوباً رهيفاً في الكتابة الأدبية، فهو يرسم شخصياته بريشة فنان، ويغور في تفاصيلها

  • كيف دخلتَ غمار الكتابة وعالم الصحافة؟
  • الكاتب والصحفي محي الدين موسى

    ** قد يمرّ أيّ كاتبٍ بتجاربَ صعبة، وبهمومٍ ومشكلات، لكنّه يتخطاها بحيثُ لا يعودُ إلى الوراء، ولكن عندما يتخطّاها قد يعود للحديث عن تفاصيلها أو بعض جوانبها وهنا أذكر أننا أتينا إلى دمشق وكان لديّ ولكلّ جيلي همٌّ كبيرٌ وهو البقاء، ولكن كيف للإنسان أنْ يبقى، إنْ لم يكُن لهُ وجودٌ في الحياة، والإنسان بقدرِ ما يُقدّم لبلده يُقدّم لأهله وناسهِ، فكانَ قدرنا كعائلة "عائلتي" أنْ تختصَّ بموضوع الأدب، فبدأت الكتابة بالمواضيع الصغيرة، وحينها كنت متنقلاً ما بين ليبيا والأردن وكنتُ أنشرُ بعضَ الخواطر، وحينَ تُنشر كنتُ أحسّ بحافزٍ كبير، وهكذا بدأتُ أكتبُ إلى أن وجدتُ نفسي في الكتابة، وكانَ ذلكَ بجريدة الجولان، رئيساً لقسمِ محلّيات لمدة عامين، وقدمتُ فيها أكثرَ من مئة موضوع، ما بين لقاءات فنية، وثقافية وتحقيقات.

  • عن كتابك "الجولان على طريق التحرير"، ما الذي تعنيه بالتحرير؟
  • غلاف كتاب، الجولان على طريق التحرير

    ** التحرير؛ هو ذلك الإيمان بعدالة القضية التي نطرحها، وقد ألّفتُ الكتاب تبعاً للمعاناة التي كنتُ أعيشها، وقد كانَ موثقاً بوثائقَ شبهَ عسكرية، وقُدّم قسمٌ منهُ مترجماً بالإنكليزية في نهاية الكتابة لكي أقدّم الفائدة لأكبرِ عددٍ ممكن من القرّاء، ممن كانوا يزورون القنيطرة حيثُ كانَ لابدّ من وجودِ كتاب كهذا، وبهذهِ الترجمة أكونُ قد أعطيتُ لكلّ الأطرافِ حقّ الاطلاع، وهنا أريدُ أنْ أنوّه بأهمية الترجمة، وخاصة لمواضيع كالتي يحملها الكتاب عن الجولان، باعتبارِ الجولان قضيةً عربية ووطنية.

  • لديكَ تجربة مهمة في كتابة السيناريو، ومع ذلك لم نجد ما جسّد هذه السيناريوهات على الشاشة؟
  • غلاف كتاب الجيل الثالث نهج المقاومة

    ** لأنّ الموضوع تجاري بحت فالمسلسل يخضع للعبة تجارية، هكذا إلى بعض الكتابات حول اجتهادات شخصية ممثلة بلوحات فنية وسيناريوهات بعض الأفلام والمسلسلات التي كتبتها، ولكن لم أصل لمرحلة الإدمان بالمسلسلات أمّا اللوحات الفنية فهي المسيطرة، وما زلتُ متمسكاً بهويتي الوطنية، وأنْ أكتبَ ما بداخلي ونفسي وما ينعكس من معاناتي وآلامي.

  • قدمت سيناريو "بريد ميت" عن الأسير الراحل "شكيب أبو جبل"، هل من بريد حي وبريد ميت؟
  • ** "بريد ميت" هو عبارة عن سيناريو لفيلم ساعة ونصف، ويتحدث عن معاناة أهلنا في الجولان ويأخذ بشكل أساسي قصة حياة الأسير الراحل شكيب أبو جبل.

    تناولتُ قصته منذ عشر سنوات، وقبل وفاته أجريتُ معه عدة مقابلات نشرتها في صحيفة "بقعة ضوء" و"جريدة الجولان"، وهكذا من خلال لقاءاتي هذه استطعت، إعداد سيناريو هذا الفيلم الذي يبرز معاناة أهلنا في الجولان، وصمود المقاومة هناك وخاصة ما يعكس أبناء الجولان أنهم مازالوا على العهد وما زالوا يشتاقون لوطنهم الأم سورية، وما زلنا نحن نأكل التفاح الجولاني الذي ربما يصبح رمزاً كما قمح سورية وقطنها، فالجولان يعطينا الأمل بعودته، ولعل هذا السيناريو يكون خاتمة خير حيث نقف تحت أغصان شجر الجولان ونقطف تفاحها بأيدنا، ويحيي البريد الميت.

  • في كتاباتك تركّز على مفهوم الهوية الوطنية، ما هي هذه الهوية؟
  • ** أنا أعتبرُ نفسي كاتباً ملتزماً، وحولَ الهوية الوطنية، لدي كتاب جاهز للطباعة عنه بعنوان "هوية وطن" ويتحدث عن الرايات وتاريخها وتطورها، وكل زمن وكيف كانت الراية وتطورت وكيف استطاع الإنسان أن يختصر طريقه وزمانه كله بقطعة قماش ملونة بألوان ترمز لتاريخ تلك الشعوب، فكلّ دولة أخذت لها عدداً من الألوان، لكن عندما ينظر الإنسان لهذه الألوان يقرأ تاريخ هذه الشعوب ومن خلال التاريخ يحافظ على هذه الراية وقيمتها وأمجاد هذا التاريخ، فالكتاب يعتبر موسوعة مصغرة تختص بالوطن العربي والمنظمات الدولية وصولاً إلى الإمبراطورات المثقفة في العالم التي رفعت راياتها وسقطت لأنها كانت جميعها تعيش على الباطل وتقتات من دماء الشعوب فانهارت وانتهت، فالكتاب يرسم صورة حقيقية عن عبدة الشيطان وما تحويه شعاراتهم المخالفة للحياة البشرية، أما الهوية الحقيقية فهي تمنح التاريخ الحقيقي للإنسان ولجذوره الحقيقية فهي تعطي الإنسان الحقيقي المقاوم والمستمر والصامد البقاء بعز وشموخ، وفي كتاب "هوية وطن" أقصد الهوية الوطنية السورية.

    يقول عنه الفنان التشكيلي "أحمد خليل": «إلى جانب الكتابة الملتزمة، وعمله في الصحافة، اكتشفت أنّ له أسلوباً رهيفاً في الكتابة الأدبية، فهو يرسم شخصياته بريشة فنان، ويغور في تفاصيلها».

    محي الدين موسى كاتب وصحفي من مواليد الجولان المحتل 1963

    له كتاب "الجيل الثالث، نهج المقاومة"، وكتاب "الجولان على طريق التحرير"، وسيناريوهات عديدة منها "بريد ميت"، وفي الصحافة عمل في جريدة "الجولان" كرئيس لقسم محليات، وعمل بمجلة "آيات" كمدير للتحرير لمدة عامين، وكتب بجريدة "الدبور" كمحرّر، وعمل بجريدة "بقعة ضوء"، و"أخبار الطب" كمدير تحرير، وعديد من المجلاّت الأخرى.