كثير من التساؤلات التي كانت تطرح عن وجود "التركمان" في منطقة "الجولان" وسبب هذا الوجود ومتى هاجروا إليه، إلى أن عمل الأستاذ والباحث "محمد خير عيد" على جمع وتوثيق كل ما يتعلق "بالتركمان" في "الجولان" وتاريخ "الجولان" و"القنيطرة"، بالإضافة إلى إصدار العديد من الكتب التي توثق تاريخ وعشائر وعائلات "التركمان" في "الجولان".

موقع eQunaytra التقى الأستاذ والباحث "محمد خير عيد" الذي حدثنا عن بداياته بالقول: «درست المرحلة الابتدائية في مدارس مدينة "القنيطرة" والمرحلة الإعدادية والثانوية في مدارس محافظة "دمشق"، ونلت درجة الليسانس في قسم التاريخ من جامعة الإسكندرية في "مصر"، ثم تابعت دراستي في دبلوم التربية بجامعة "دمشق".

التوثيق علم من العلوم الهامة وحاجة ماسة للجميع وتصنيف المعارف لتوثيق الأحداث التي مر بها الإنسان على مر العصور واستعمالها لمن يحتاج من الباحثين للتعرف على الحضارات المختلفة وعلى أعمال السابقين من الكتاب والأدباء والمؤرخين وعلى الحقب الزمنية التي كان يعيش فيها المجتمعات البشرية وتفاصيل تعايشهم من عادات وتقاليد

عملت لدى الدولة في عدة وظائف ومناصب منها سنتين في مجال التعليم وثلاثة سنوات في أمانة سر بلدية "القنيطرة" عام 1965-1966-1967م، ثم انتخبت عضواً لمجلس محافظة "القنيطرة" للإدارة المحلية لثلاثة دورات من عام 1972م ولغاية 1984م منه ثمانية سنوات عضواً للمكتب التنفيذي لمجلس المحافظة للإدارة المحلية، ثم عملت مديراً لمكتب محافظ "القنيطرة" مدة خمس سنوات، ثم مديراً لمكتب وزير التموين والتجارة الداخلية مدة ست سنوات من عام 1987م لغاية 1993م، بالإضافة إلى عملي في مجال الصحافة مدة /22/ عاماً منه ثماني سنوات مديراً للمكتب الصحفي في محافظة "القنيطرة" ومراسلاً لوكالة الأنباء السورية "سانا" وصحيفة تشرين والإذاعة السورية، وتركت الوظيفة عام 1993م لأسباب صحية وتفرغت للكتابة والقراءة والبحث التاريخي».

كتابه "عيون الزمان لمن سكن الجولان من عشائر التركمان"

وعن بداياته في مشروع الجمع والتوثيق قال "عيد": «بعد أن كثرت التساؤلات والأحاديث حول وجود "التركمان" في منطقة "الجولان" وسبب وجودهم ومنذ متى سكنوا "الجولان" ومن هم "التركمان" ولماذا سموا "بالتركمان"، هذا شجعني على البحث والقراءة وتوثيق جميع المعلومات التي تبين وجود "التركمان" في "الجولان" فعملت لعدة سنوات خلت في مجال البحث والتوثيق لأتبيّن حقيقة هذه التساؤلات والأجوبة الوافية لكل من يريد معرفة حقيقة هذه الشريحة من المجتمع، حيث أصدرت أول كتاب يتحدث عن "التركمان" بشكل عام ومختصر وعن تركمان "الجولان" من كافة جوانب حياتهم بشكل خاص وجاء الكتاب بعنوان "عيون الزمان لمن سكن الجولان من عشائر التركمان" موثقاً بالأدلة والمصادر التاريخية، بالإضافة إلى توثيق العائلات التركمانية في "الجولان" وبنفس الوقت تعريفي عن "التركمان" ومن هم ومن أين أتوا وكيف سكنوا في "الجولان"؟ والحديث عن مواقفهم الوطنية ومدة وجودهم في المنطقة والكثير من المواضيع التي تتعلق بهم».

وتابع "عيد" حديثه بالقول: «كما أصدرت كتابا بعنوان "العقود اللؤلؤية في تاريخ المرأة التركمانية" يتعلق بالمرأة التركمانية في التاريخ الإسلامي وهو عبارة عن تاريخ /37/ امرأة تركمانية حكمن في التاريخ كسلطانات وأميرات وملكات منهن شاعرات وأديبات من مختلف البلاد الإسلامية، بالإضافة إلى كتاب بعنوان "دليل الجولان" يتحدث عن الجولان جغرافياً وتاريخياً وإدارياً والمقاومة الشعبية، وأعمل حالياً لإصدار كتابين الأول يتعلق "بالجولان" بشكل موسع وموثق والكتاب الثاني يتعلق بالتركمان في "سورية" وتواجدهم في كل محافظات القطر».

من مؤلفاته

وحول الصعوبات التي كانت تواجهه أثناء الجمع والتوثيق يضيف "عيد" : «عانيت كثيراً في تأمين المصادر والوثائق لمؤلفاتي، لقد داومت فترة عام كامل في المكتبة الظاهرية ومكتبة الأسد الوطنية والبحث في المكتبات وفي معارض الكتب، حتى أصبح لدي مكتبة تحتوي بحدود أربعة آلاف عنوان في المجال التاريخي والجغرافي والاقتصادي والسياسي والديني وفي مجال المرأة والعلوم حيث أصبحت بغنى عن زيارة المكتبات للبحث عن مصادر لأبحاثي، كما عانيت من أخذ بعض المعلومات من كبار السن الذين عاصروا بعض الأحداث لتقلص ذاكرتهم».

وذكر "عيد": «التوثيق علم من العلوم الهامة وحاجة ماسة للجميع وتصنيف المعارف لتوثيق الأحداث التي مر بها الإنسان على مر العصور واستعمالها لمن يحتاج من الباحثين للتعرف على الحضارات المختلفة وعلى أعمال السابقين من الكتاب والأدباء والمؤرخين وعلى الحقب الزمنية التي كان يعيش فيها المجتمعات البشرية وتفاصيل تعايشهم من عادات وتقاليد».

وحول الفائدة من الجمع والتوثيق والكتب التي أصدرها الباحث "محمد خير عيد" يقول السيد "بلال سليمان" من أبناء التركمان في "الجولان": «إن ما قام به الأستاذ "محمد خير عيد" من توثيق لعائلات "التركمان" في "الجولان" ساعدنا على معرفة كل ما يتعلق بتاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا والعائلات التي سكنت "الجولان" التي لم نعلمها، ومن خلال كتبه وإصداراته أصبح الجيل الجديد يعلم كافة تفاصيل "التركمان" في "سورية" بشكل عام وفي "الجولان" بشكل خاص، ولا يخلو منزل لأبناء "التركمان" إلا ويوجد فيه إصدارات الأستاذ "عيد" كمرجع ودليل».

ومن الجدير بالذكر أن الأستاذ والباحث "محمد خير عيد" من مواليد قرية "القادرية" المحتلة التابعة لمحافظة القنيطرة عام 1937م، انتخب من قبل زعماء عشائر "التركمان" في "الجولان" رئيساً لهذه العشائر بعد وفاة والده عام 1972م، كما انتخب عضواً للمكتب السياسي لمنظمة الهيئة الشعبية لتحرير "الجولان" منذ عام 2006م وما زال يعمل ضمن هذه الهيئة في مجال النشاطات الثقافية واللقاءات الاجتماعية وفق خطة المنظمة.