في الجهة الشرقية الشمالية لمحافظة "القنيطرة" وعلى بعد /10/ كم من مدينة "القنيطرة" المحررة، وعلى /3/ كم جنوب بلدة "خان أرنبة"، تقع قرية "جبا" التي تعد من أقدم قرى محافظة "القنيطرة"، وهي أم لخمس قرى هي: "ممتنة"– "أم باطنه"– "مسحرة"– "أيوبا"– "الكوم".

وعن سبب تسميتها بهذا الاسم التقى موقع eQunaytra السيد "علي فاضل البكر" مختار قرية "جبا" ليحدثنا بالقول: «سميت بهذا الاسم لكونها تقع في مكان مرتفع وعال جداً والبعض يقول إنها كانت مكاناً للجباية على أيام العثمانيين، بالإضافة إلى وجود مقام الشيخ "سعد الدين الجباوي"، حيث سكنت لأول مرة ما قبل العهد الروماني وكانت بيوتها من الطين والحجارة البازلتية السوداء والسقف من الخشب ومن ثم تطورت لتصبح من البيتون المسلح الحديث ولا يزال بعضها من الطين والحجارة البازلتية حتى الآن».

حارة "الجامع" نسبة لوجود جامع الشيخ "سعد الدين الجباوي"، حارة "المعكر" نسبة لوجود بركة مياه اسمها بركة "المعكر"، حارة "الرصيف" نسبة لوجود بركة اسمها بركة "الرصيف"، حارة "السوق" نسبة لوجود سوق شعبي كل يوم أحد

أما عن الواقع الجغرافي لقرية "جبا" وما تشتهر به من زراعات، فيقول المختار: «يحدها من الشمال قرية "الكوم" وقسم من بلدة "خان أرنبة" ومن الغرب بلدة "خان أرنبة" وقرية "الصمدانية الشرقية" ومن الجنوب قرية "أم باطنه" و"ممتنة" ومن الشرق قرية "مسحرة" وقرية "أيوبا"، حيث ترتفع عن سطح البحر /900/ م وأعلى نقطة فيها "تل الشعار"، مناخها معتدل صيفاً وبارد جداً في الشتاء وتتساقط الثلوج فيها حيث يبلغ متوسط هطول الأمطار /700/ مم، أما عن الزراعات في القرية فهناك زراعات صيفية مثل الخضراوات (خيار– بندورة– باذنجان..) وزراعات شتوية مثل الحبوب (القمح– الشعير..)، والأشجار المثمرة بشكل أساسي الزيتون والكرمة والتين والتفاح إضافة إلى تربية الحيوانات الأبقار والأغنام».

علي فاضل البكر

وللوقوف على الواقع الخدمي قي القرية التقينا السيد "محمد اليوسف" رئيس مجلس قرية "جبا" فقال: «يبلغ عدد سكان قرية "جبا" لغاية تاريخ 31/12/2009م /9399/ نسمة، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي /250/ هكتارا بالإضافة إلى /110/ هكتارات تم إدخالها بالمخطط التنظيمي بموجب قرار المكتب التنفيذي في محافظة "القنيطرة" رقم /43/ م.ت تاريخ 24/1/2010م أما مساحة المخطط الاداري للقرية فيبلغ /540/ هكتارا، تقسم أرضها إلى قسمين قسم للزراعة والقسم الآخر للمراعي».

وعن الخدمات المقدمة للقرية يقول "اليوسف": «القرية مخدمة بنسبة 65% طرق جيدة، الإنارة جيدة ومتوافرة في القرية بنسبة 75%، وصرف صحي بنسبة 75%. وأما بالنسبة للنظافة فتقوم البلدية بتنظيف القرية من الأوساخ والقمامة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر، بالإضافة إلى توجيه سكان القرية برمي الأوساخ والقمامة من الساعة الثامنة مساءً حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً، وقد تم في هذا العام تصنيع /35/ حاوية لرمي القمامة موزعة على كافة طرق القرية، بالإضافة إلى تركيب أجهزة إنارة في التوسع الحديث وصيانة الحديقة العامة، كذلك شق وتعبيد طرق بطول /350/ م على حساب موازنة مجلس القرية، شق وتعبيد طرق بطول /850/ م على حساب الموازنة المستقلة، أما عن مياه الشرب في القرية فهي مخدمة بمياه الشرب بنسبة 95% حيث يوجد /4/ خزانات مياه بسعة /375/ م3 وحالياً قيد الإنشاء خزان مياه بسعة /150/ م3 في الحي الغربي».

محمد اليوسف

أما فيما يتعلق بالمنشآت العامة الموجودة في قرية "جبا" فيضيف رئيس البلدية: «يوجد في القرية وحدة مياه، مستوصف صحي، وحدة إرشادية زراعية، جمعية خيرية، وحدة إرشادية لصناعة السجاد، مركز ثقافي، مركز بريد، مركز هاتف الكتروني، أما واقع التعليم في القرية فهو جيد ونسبة النجاح جيدة حيث يوجد /4/ مدارس حلقة أولى، و/2/ حلقة ثانية، وثانوية عامة، وروضة للأطفال تابعة للاتحاد النسائي "بالقنيطرة"، وحالياً بناء مدرسة حلقة أولى في حارة الرصيف قيد الانجاز».

وعن تسمية الأحياء في القرية أضاف رئيس البلدية: «حارة "الجامع" نسبة لوجود جامع الشيخ "سعد الدين الجباوي"، حارة "المعكر" نسبة لوجود بركة مياه اسمها بركة "المعكر"، حارة "الرصيف" نسبة لوجود بركة اسمها بركة "الرصيف"، حارة "السوق" نسبة لوجود سوق شعبي كل يوم أحد».

جانب من القرية

وعن الآثار الموجودة في قرية "جبا" يقول السيد "عبد الله مرعي" مدير دائرة الآثار "بالقنيطرة": «تشير الدلائل الأثرية المتواجدة في قرية "جبا" إلى أنها كانت عامرة إبان العصر الروماني حيث يوجد العديد من البرك الرومانية وأهمها بركة "الرصيف" وبركة "المعكر" وبركة "براق"، كما يمر الرصيف الروماني "الطريق الروماني" المتجه إلى "القنيطرة" و"فلسطين" بالقرب منها، إضافة لتل كروم "جبا" والذي تحتوي سفوحه الشمالية والشرقية على قبور أثرية قديمة، كما تنتشر الخرب الأثرية التي تعود للعصر الروماني والبيزنطي ومن أهمها خربة "كرامة" وخربة "المراح"، وتؤكد الدلائل الأثرية أن قرية "جبا" كبقية قرى "الجولان" قد أقيمت فوق بلدة أثرية أقدم منها وذلك من خلال ما كشف خلال تنفيذ عمليات الصرف الصحي ضمن القرية في عام 1999م حيث تم الكشف على عدد من القبور الأثرية المتوضعة باتجاه واحد من غرب إلى شرق ومن خلال الكسر الفخارية والحلقات الحديدية التي كانت مستعملة للتوابيت الخشبية تبين أنها تعود للعصر الروماني».

وتابع السيد "مرعي" حديثه بالقول: «وفي الأعوام 1994- 1995- 1996م أجرت دائرة الآثار "بالقنيطرة" تنقيبات طارئة في سفوح تل كروم جبا الشرقية حيث تم الكشف على الكثير من القبور الأثرية العائدة للعصرين الروماني والبيزنطي ما يدل على أن هناك استخداماً للسكن في العصر الروماني والبيزنطي، ومن أهم المباني الأثرية الإسلامية والمؤرخة للعصر العثماني والموجودة في قرية "جبا" مقام ومسجد الشيخ "سعد الدين الجباوي" الذي بني على الطراز العثماني من خلال القباب والأقواس وقد استعمل في بنائه العديد من الحجارة الأثرية المنقوشة العائدة للعصر الروماني والتي توضعت في مداميك البناء».

والجدير بالذكر أن مجلس قرية "جبا" تأسس بالقرار رقم /21/ الصادر عن محافظة "القنيطرة" بتاريخ 17/8/1983م.

  • اسم "جبا" مأخوذ من الجب: القطع ومنه الحديث أن الإسلام يجب ما قبله والتوبة تجب ما قبلها أي يقطعان ويمحوان ما كان قبلهما من الكفر والمعاصي والذنوب.

  • ابن منظور – لسان العرب، ج2 ، ص249.