تزخر محافظة "القنيطرة" بعدد من الأسواق الشعبية التي تعدّ جزءاً من تاريخها، حيث يشهد السوق الشعبي في قرية "الكوم" الأوسط على أرض المحافظة يوم الخميس من كل أسبوع حركة نشطة في عملية بيع وشراء المنتجات الزراعية والغذائية، وما تحتاج إليه الأسرة في حياتها اليومية من خضار وملابس وأدوات منزلية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 31 أيار 2018، تجولت في السوق والتقت "خالد الحمدان" أحد المتسوقين، فتحدث عن هذا السوق بالقول: «منذ عشر سنوات آتي إلى هذا السوق لشراء الخضار والفواكه والملابس وأي شيء أحتاج إليه في المنزل، حيث يكفي احتياجاتنا واستهلاكنا لمدة أسبوع، وأنا أقصده لأن أسعار المواد فيه أرخص نوعاً ما عن أسعار المحال على الرغم من ارتفاع الأسعار بوجه عام منذ عامين تقريباً».

منذ عشر سنوات آتي إلى هذا السوق لشراء الخضار والفواكه والملابس وأي شيء أحتاج إليه في المنزل، حيث يكفي احتياجاتنا واستهلاكنا لمدة أسبوع، وأنا أقصده لأن أسعار المواد فيه أرخص نوعاً ما عن أسعار المحال على الرغم من ارتفاع الأسعار بوجه عام منذ عامين تقريباً

وأضاف: «للأسواق الشعبية فوائد كثيرة؛ لأنها تلبي جميع احتياجات المنزل، وسوق "الكوم" الشعبي يشهد إقبالاً من الجميع نساء ورجال وأطفال بسبب انخفاض الأسعار، إضافة إلى أن الخضار والفواكه المعروضة تكون طازجة ومعروف مصدر المياه التي تسقى بها، كما توفر علينا الذهاب إلى المحال التجارية نظراً إلى قرب السوق من منازل الأهالي، والموقع الذي يتميز به وسط قرية "الكوم"».

البائع "نضال الخبي"

"عايدة الأحمد" من المتسوقين، تقول: «السوق مظهر حضاري على الرغم من الطابع الشعبي الذي يغلب عليه، لكونه يوفر بدائل للمستهلك لشراء مختلف السلع بأسعار تتماشى مع محدودي الدخل، لذلك تجد الناس ينهالون عليه من كل أنحاء القرية وحتى القرى والضواحي القريبة منها؛ إذ تضيق بهم ممرات السوق أحياناً، وخاصة موعده يوم الخميس الذي يسبق عطلة الأسبوع في اليوم التالي، وأنا أشجع هذه الأسواق الشعبية، وأطالب بالمزيد منها في المحافظة لقضاء أحوال الناس البسطاء».

"نضال الخبي" بائع في السوق، يقول: «أعمل بائعاً في السوق منذ خمس سنوات، أحرص على قطف المحصول من الباذنجان والفليفلة والبندورة وغيرها من أنواع الخضار، وأقوم ببيع الإنتاج في السوق، لأن الناس في قرية "الكوم" يقصدونه لثقتهم بنوعية ونظافة الخضار، خصوصاً أن الجميع يعرفون نظافة المياه التي نسقي بها المواسم، إضافة إلى الأسعار المقبولة، وهي بالتأكيد أرخص من أسعار المحال، وأحاول الجمع بين الرخص بالسعر والنوعية الجيدة بربح معقول حتى أتمكن من بيع كامل الإنتاج».

"علي خضر الدعاس" مختار قرية "الكوم"

"يوسف محيرس" أحد البائعين في سوق "الكوم" الشعبي، يقول: «أبيع في مختلف الأسواق الشعبية المحلية بالقرى، ومنها سوق "الكوم"، حيث إنني أقوم بعرض وبيع مختلف أنواع مواد التنظيف والأدوات البسيطة من مستلزمات الخياطة ولوازم المطبخ، وغيرها من المعروضات التي تحتاج إليها ربة المنزل في بيتها، وتشهد هذه الأسواق إقبالاً جيداً، وخاصة في القرى التي يوجد فيها تجمع سكاني كبير، وهذا النوع من الأسواق الشعبية ينشط كل يوم من أيام الأسبوع متنقلاً بين القرى والبلدات كظاهرة احتفالية تجارية واقتصادية شعبية تسود كل مناطق المحافظة».

"علي خضر الدعاس" مختار قرية "الكوم"، تحدث عن هذا السوق بالقول: «يتضمن كل ما يلزم المواطنين لتلبية احتياجاتهم المنزلية، وما يميز مثل هذه الأسواق أسعار المعروضات والسلع؛ فهي في متناول يد كافة الفئات، حيث يتم عرض البضائع من دون أي حساب لتكاليف المحال التجارية المعتادة من إيجار وكهرباء وماء وضرائب وعمالة وغيرها، وشهد هذا السوق نجاحاً واضحاً في جذب الجمهور، حيث يعج بالناس من كافة الأعمار والفئات، وبات يمثل تراثاً اقتصادياً مهماً لأبناء محافظة "القنيطرة"».

جانب من سوق "الكوم" الشعبي

الجدير ذكره، أن سوق "الكوم" الشعبي يمتد على مسافة 1 كيلو متر في "الكوم" الأوسط ـ الشارع الرئيس، جانب جامع "النصر"، ويتوسط 17 تجمعاً، ويتبع لقرية "الكوم".