تنتشر على سطح منطقة "الجولان" عشرات التلال، يتجاوز ارتفاع بعضها 1200 متر، لها دور كبير في مسألة الأغشية المائية والجريان السطحي لمياه "الجولان" ومناخه، ويتكامل دورها في المجال الاستراتيجي مع طبيعة السطح البازلتي لـ"الجولان" وعمق الأودية واتجاهاتها العرضانية والطولانية.

وبحسب الباحث في تاريخ وشؤون "الجولان" "عبد الكريم العمر"، الذي قال: «تنتشر هذه التلال في "الجولان" على شكل سلاسل تتعامد مع "جبل الشيخ" وتتوازى مع وادي غور "الأردن"، وفي دلالة واضحة للارتباط البنيوي البنائي بين "الجولان" وكتلة "جبل الشيخ" الالتوائية ووادي "الأردن" الذي يمثل جزءاً من الانهدام السوري الإفريقي، وتأخذ عموماً اتجاه شمال غرب ـ جنوب شرق، وتتوازى مع سلاسل من التلال البركانية في "حوران" وحوض "دمشق"، وصولاً إلى جبل العرب "السويداء"؛ وهو ما يؤكد الطبيعة البركانية الواحدة لـ"سورية" الجنوبية الغربية.

لا تكاد تخلو قرية أو بلدة في "الجولان" من وجود تل، حيث ساعدت هذه التلال والتربة الحمراء التي تحتويها على انتشار بعض الزراعات مثل القمح والشعير، بالإضافة إلى كثرة رعي المواشي، وتميزت بعض التلال في "الجولان" بوجود القلاع والحصون ووجد بداخل بعضها مغاور وكهوف

وأضاف لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 تشرين الثاني 2017: «يمكن تحديد خمس سلاسل في "الجولان"؛ اثنتان في الغرب، واثنتان في الوسط، وواحدة في الشرق، ويلاحظ في السلاسل الوسطى والشرقية أنها تبدأ في الشمال من كتلة متراصة من التلال تأخذ اتجاه (شرق غرب)، وتشكل ما يشبه الجدار عند أقدام "جبل الشيخ".

"عبد الكريم العمر"

وتأخذ السلسلتان الغربيتان سلسلة غربية وسلسلة شرقية، تمتد الغربية على امتداد التخوم الغربية لـ"الجولان"، ولعل من أهم تلالها: تل "العزيزيات" في الشمال، وتل "المشنوق"، وتل "الشعير"، وتل "عامر" (الأعور) في الوسط، وجبل "الشرارات"، وتل "عين النمر"، وتل "الثريا" في الجنوب، إضافة إلى عدة تلال تقع في غور "البطيحة" وامتداده جنوباً، وهي من الشمال إلى الجنوب: (تل "النيرب"، تل "الموكي"، تل "قرين"، تل "الأسود"، تل "الكواير"، تل "شقحة"، تل "القصير").

وتمتد الشرقية بموازاة الغربية، ولعل أهم تلالها: (تل "الفخار"، تل "الفرن"، تل "المغارة"، تل "شيبان") في الشمال، وتل "التبة" غرب قرية "القادرية" في الوسط، وتل "البازوك" في الجنوب، ويعدّ تلّا "شيبان" و"المغارة" أعلى هاتين السلسلتين، حيث يرتفع الأول 865 متراً، والثاني 862 متراً».

تل "أبو الندى"

وأضاف: «تصنف جميع هذه التلال بتلال صغيرة، وتأخذ أهميتها من مواقعها الاستراتيجية، وقد احتل بعضها أهمية خاصة في الصراع السوري الإسرائيلي، كتلال "العزيزيات"، و"الفخار"، و"النيرب"، "القصير"، ويعدّ تل عامر (الأعور) من أهم المواقع الأثرية في "الجولان"، حيث يضم بقايا مدينة "بيت صيدا"، التي تحتل جزءاً كبيراً في التاريخ المسيحي.

ومجموعة السلاسل الوسطى تضم عدة تلال تتميز بالارتفاع والموقع الاستراتيجي، أهمها تل "وردة" 1227 متراً، ويعدّ الأعلى في "الجولان" الطبيعي، وتل "الشيخة" 1209 أمتار، وتل "الحزيقة" 1155 متراً، وتل "الفرس" 927 متراً، وتشكل هذه المجموعة خط تقسيم المياه في "الجولان"، وبعض هذه التلال كانت مواقع بشرية في العصور القديمة، مثل: تل "العدنانية" (الصرمان)، وتل "الفرس"، وتل "الرمثانية".

تل "الأحمر"

وتمتد السلسلة الشرقية في شرقي "الجولان" من تل "الأحمر" 1023 متراً شمال بلدة "خان أرنبة"، إلى تل "الجموع" 627 متراً في الزاوية الشرقية، وشمال شرق "تسيل"، وتضم من الشمال إلى الجنوب عدة تلال، منها: تل "القبع"، وتل "الشعار" شرق قرية "جبا"، وتل "الكروم" غربها، وتل "أيوبا"، وتل "مسحرة"، وتل "المال"، وتل "الحارة"، ويعدّ تل "الشعار" 1136 متراً أعلى هذه التلال، يليه "الحارة" 1069 متراً، وتشرف هذه المجموعة على منخفض وادي "الرقاد" في الغرب، وسهول "حوران" في الشرق، وقد اشتهر منها تاريخياً تل "الجابية" 708 أمتار، حيث احتلت "الجابية" حيزاً كبيراً في التاريخ الإسلامي في بدايات انتشار الإسلام في "بلاد الشام" والعصر الأموي».

"محمد خير عيد" كاتب ومؤلف من أبناء "الجولان"، يقول: «يرتفع فوق أرض "الجولان" العديد من التلال البارزة على السطح، وبلغ عددها نحو ستين تلّاً، حيث لا تخلو قرية أو بلدة في "الجولان" من وجود تل إلى جوارها، بعضها على شكل سلسلة، وبعضها الآخر منفردة، والأول يمتد من الشمال إلى الجنوب الغربي وإلى الجنوب الشرقي، وتنحصر بين وادي "الرقاد" شرقاً وطريق "القنيطرة" "الجويزة" "الشيخ مسكين"، يبلغ أقصى هذه السلسلة 1158متراً في قمة "بئر عجم"، أما التلال المنفردة، فهي كثيرة العدد في منطقة "الجولان"، أهمها: تل "أبو الندى" ارتفاعه 1211 متراً، وتل "عرام" ارتفاعه 1171 متراً، وهما قريبان من مدينة "القنيطرة" غرباً، وتل "الأحمر" ارتفاعه 1187 متراً، وتل "خنزير" ارتفاعه 977 متراً، وتل "يوسف" ارتفاعه 981 متراً.

أما كتلة "جبل الشيخ"، فتقع على الحد الشمالي لـ"الجولان"، وتمتاز هذه الكتلة بارتفاع وتعدد قممها؛ فأعلى ارتفاع لها 2814 متراً، وتتميز بصعوبة مسالكها وممراتها وإشرافها على منطقة واسعة من "لبنان" و"سورية"، ويتراكم الثلج على قممها معظم أيام السنة».

وفي لقاء "عبد الرزاق المحمد" من أبناء "الجولان" يقول: «تنتشر التلال والمرتفعات البركانية فوق سطح "الجولان" ويعطيها موقعها المميز كمواقع تحكم وخطوط دفاعية طبيعية تؤمن مساحة من رؤية رصد كبيرة، إضافة إلى أن هذه التلال تشكل حاجزاً طبيعياً بين "الجولان" من الجهة الغربية و"حوران" من الجهة الشرقية ويرتفع في وسطها تل "أبو الندى" 1204 متر عن سطح البحر، بالإضافة إلى أن هذه التلال تجمع المكانتين الأثرية والإستراتيجية».

وأضاف: «لا تكاد تخلو قرية أو بلدة في "الجولان" من وجود تل، حيث ساعدت هذه التلال والتربة الحمراء التي تحتويها على انتشار بعض الزراعات مثل القمح والشعير، بالإضافة إلى كثرة رعي المواشي، وتميزت بعض التلال في "الجولان" بوجود القلاع والحصون ووجد بداخل بعضها مغاور وكهوف».