جمع الفنان "أكرم محمود الصباغ" ابن قرية "مجدل شمس" بين أنواع مختلفة من الفنون، فساهم في إيصال رسالته الفنية عبر الجهد والتعب والمثابرة؛ ليكون في المكان الذي خطط له وأراده.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 24 آذار 2014، فقال: «قصتي مع الفنون بدأت منذ الصغر، وأولها كان إتقان كتابة الخط العربي الذي ورثته عن أهلي، ما ساعدني على تعلم الرسم بسرعة ودون جهد، حيث أصبح الرسم من أهم الهوايات التي ثابرت على متابعتها واتخاذي طريقة خاصة به تميزني عن غيري في دمج الألوان والتظليل بأقلام الخشب، وهذا بالطبع ما دفعني أيضاً إلى الدراسة في أكاديمية خاصة لتعلم قوانين الرسم من أجل تعلم القواعد الصحيحة لممارسة واحتراف المهنة».

إن العلاقة بين الرسم والموسيقا وثيقة وقديمة جدّاً، وما فعله "أكرم" يثبت أن الإنسان إذا أراد النجاح فإنه لن يتوقف عن السير بهذا الطريق، ومن خلال معرفتي به فإني أراه فناناً سيصل إلى مبتغاه، وسيكون له اسم مهم في الساحة الفنية والتشكيلية

ثم تابع: «أما بالنسبة إلى العزف، فقد بدأت القصة بمحض المصادفة عندما اشترى أخي "أورغان سلم عربي" وهو آلة بسيطة للتعليم البدائي أو الأولي للنوطة، فتعلمت العزف عليه بشكل صحيح، ومع الممارسة المستمرة اكتشفت بعض المعزوفات للأغاني الشعبية دون معرفتي بالمقامات، إلى أن أتقنت العزف والدوزان السماعيين وتطبيق بعض المعزوفات الطربية، واستطعت أن أغني الطرب العربي الأصيل، حيث اعتمدت على ذاكرتي في حفظ الأغاني وترديدها، وكان لذلك دور كبير في مواصلة تلك الهواية، أضف إلى ذلك الحالة النفسية التي كنت أعيشها نتيجة الظروف المحيطة، وغالباً ما كانت تترك أثراً عميقاً في ذاتي، وهذا ما حرضني أيضاً على ترجمة ما يجول في خاطري من مشاعر وأحاسيس، لأن الموسيقا لها خاصية الترويح عن النفس ومساعدتها في الخروج من حالة الضيق إلى حالة الانفراج والانعتاق».

الفنان مع الأورغ

الفنان "الصباغ" تأثر بالبيئة المحيطة، وكان للظروف أيضاً أثرها على شخصيته وصقل تجربته، وحين سألناه عن أهمية الرسم في حياته أجاب: «إن اللوحة ترتبط بالذاكرة والتذكر والتخيل، وأنه يمكن للفنان أو الشاعر أو الرسام أن يتخيل شيئاً ما في زمن ما ويتحقق هذا الشيء في زمن آخر لا يكون الفنان موجوداً فيه أصلاً، وإذا أردنا لشخص أن يتذكرنا يمكن أن نهديه لوحة أو منحوتة كتذكار، أو ربما نكتب له بعض الكلمات على ورقة، وتبقى هذه الكلمات أو تلك اللوحة حية في وجدانه أبد الدهر».

ولدى سؤالنا له عما إذا أقام بعض المعارض في الرسم أو حقق فائدة مادية من هواياته، أوضح "الصباغ": «لم تسنح لي الفرصة لي لإقامة أي من المعارض أو المشاركة في المهرجانات، ولكن كل ما بوسعي هو اختيار اللوحة أو اللافتة أو المعزوفة حسب المناسبة التي أدعى للمشاركة فيها، وأستطيع القول: إن الخالق يمكن أن يعوض الإنسان ما يفتقده مادياً ومعنوياً، وأنا شخصياً لدي بعض الإعاقة في عضلاتي ولا أقوى على الأعمال الجسدية والعضلية المرهقة، وقد عُوِّضت بمواهبي تلك التي كانت سبباً برفد حياتي، فضلاً عن مهنة الحلاقة التي أزاولها لسد حاجاتي المادية والمعيشية أيضاً».

إحدى لوحات الفنان

"فريد القضماني" أحد أصدقاء الفنان قال عنه: «إن الموهبة نعمة من الخالق وقد وهبها للفنان "أكرم" من خلال الخط والرسم والعزف، وهذا ما ميز شخصيته حيث استطاع المثابرة في كل منها كي يصل إلى مستوى لائق لمتابعة طريقه بنجاح، وهذا ما جعله مميزاً في العزف وأصبح مطلوباً للمشاركة في معظم المناسبات، وبات كل من يعرفه يوجه له الدعوات لإحياء الحفلات والأعراس، ولا سيما ما كان يُقام منها في المدارس».

بدوره قال "واصف المرعي" وهو صديق آخر للفنان: «إن العلاقة بين الرسم والموسيقا وثيقة وقديمة جدّاً، وما فعله "أكرم" يثبت أن الإنسان إذا أراد النجاح فإنه لن يتوقف عن السير بهذا الطريق، ومن خلال معرفتي به فإني أراه فناناً سيصل إلى مبتغاه، وسيكون له اسم مهم في الساحة الفنية والتشكيلية».

مع صديقيه