حازت أعمالها الخزفية ومشاركاتها الفنية عدداً من الجوائز في عدة معارض داخل وخارج "سورية"، ترسم وتعمل في الخزف بثقة وقدرة على تطويع أفكارها لتقدمها إلى المتلقي بجمالية لونية واحترافية.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنانة "صريحة شاهين" بتاريخ 15 كانون الأول 2013 فكان هذا الحوار:

الخزف من الفنون اليدوية التي عاشت مع الإنسان، وتفاعل الإنسان مع المادة الأولى للحياة، التراب والماء، وأعطى ذاته لما له من أثر، ولدى الفنانة "صريحة" هذا التفاعل الواضح مع هذه المواد

  • العمل الخزفي عموماً يرتبط بذهن الناس بالاستخدام اليومي أو الزينة بشكل رئيسي وهذا ما يقلل من اهتمام النقاد به، هل هذا الكلام برأيك صحيح؟
  • عمل بعنوان امرأة من معرض الخريف

    ** إذا كانت الأعمال الفنية تقيم على قدر ما فيها من معلومات تعين الإنسان على فهم حقائق الأشياء واكتشاف الحياة بالتعبير عن كل جوانبها، بالتالي يكون من المستحيل أن نسلم أن أي عمل تزييني بسيط يقوم به الإنسان له صفة الفن، إن النحت والتصوير وما تفرع عنها من أعمال فخارية وخزفية وما شابه كانت عبر التاريخ وعلى الدوام في متناول وملك الجميع من حيث التلقي والتذوق والمشاهدة أي هي حق وملك للجميع من حيث الاستفادة من تأثيرها المعرفي والقيمي بكل ما في الكلمة من معنى ولا يمكن لأحد مصادرة هذا الحق.

  • ولكن هذا يصعب عملية اقتناء العمل الخزفي لدى الناس عموماً والفقراء خصوصاً؟
  • من أعمالها النحتية

    ** من حيث الاقتناء فليس بمقدور الجميع وعامة الناس الحصول عليها وعلى الدوام كانت حكراً على الطبقات الحاكمة والسائدة أي الملوك والحكام والطبقة الأرستقراطية عموماً؛ لأن تكاليف هذه الأعمال باهظة الثمن، وبناء على ذلك نستطيع القول إنه لا يمكن الربط بين الجمال والاستخدام العملي للأعمال الفنية وهذه المقولة سطحية وليس لها معنى، إن نقل الأعمال الفنية إلى البيوت وبتكاليف بسيطة شيء مستحيل، ومن شأنه أن يمسخ ويسطح كل المفاهيم الجمالية ووظيفة الفن المركبة والمعقدة لما لها من دور عظيم في سبر الحياة واكتشافها وما للفن من تأثير معرفي ونفسي واجتماعي يبعث ويحقق توازناً في شخصية الكائن البشري.

  • ترتفع في أعمالك حرية ممارسة الفعل التكويني للمنحوتة من خلال (الرموز ـ التكوينات ـ الأكاسيد اللونية) في أصالة تحسب لمهارتك كفنانة قادرة على استلهام مفردات المحيط، كيف يمكن كشف هذه العلاقة اللونية الشكلية بالمتلقي؟
  • خزف باللون الأسود

    ** كما أسلفنا سابقاً في تعريف العمل الخزفي، فهي إلى حد ما تطبق على مقاييس العمل النحتي، مضافاً إليه -أي الخزف- التلوين، وهنا يكون الجانب التزييني للعمل الخزفي إضافة أيضاً إلى الاستخدامات العملية والمنزلية.

    يختلف التذوق عند المتلقي من شخص إلى آخر باختلاف مستويات الوعي والثقافة والميول، فليس هناك من ذائقة واحدة، هناك درجات بكيفيات الاستقبال والتلقي عند الناس للأعمال الفنية، من الذائقة الشعبية إلى المستوى النقدي التخصصي، كل يرى العمل من زاوية معينة وبطريقة مختلفة عن الأخرى.

  • كيف يمكن صناعة الموضوع الخزفي؟ ما الآلية؟ ما هي الصورة التي تختمر في الذهن قبل الصناعة؟
  • ** إن لأي نتاج فني أو لأي عمل، تصور نظري ومسبق للعمل وبالضرورة، وهناك قواعد يجب التقيد بها خاصة في صناعة الكتل لجهة التناسب والشكل والمادة والانحناءات...إلخ، ولا يمكن إنجاز أي شيء سواء في العلم أم الفن إلا من خلالها، بمعنى آخر توجد معرفة نظرية في العلم والفن؛ من ثم في الفن يتم تخيل العمل حتى بشكله المكتمل إلى النهاية قبل إنجازه. وللعمل الخزفي قواعد وأليات يتم العمل بها وعليها، ومراحل إنجاز العمل في الغالب متعبة ودقيقة ولا تحتمل الخطأ، وهنا تكمن خصوصية المنحوتة الخزفية والتعامل معها.

  • هل هناك اختلاف بين علاقة الأنثى مع المادة الطبيعية وكيف تتعاملين معها؟
  • ** هناك بصمة أنثوية في الفن وهذا أمر طبيعي، وتبدو آثارها واضحة على المنتج الفني، ولا يمكن إلا أن يختلف النتاج الفني بين المرأة والرجل، هذا الاختلاف لا يشكل هوية فاصلة لكل منهما بقدر ما هو تنوع على واحد الأصل أي الإنسان.

  • بين اللوحة والخزف.. أيهما الأقرب إلى روحك ويديك؟
  • ** الخزف مادة تزيينية تندرج وتصنف ضمن إطار الديكور الداخلي لعلم وفن العمارة، كما أن لها أيضاً استخدامات عملية منزلية، ولا يمكن للخزف بكل جماليته أن يحل مكان الصورة أو اللوحة بوظيفتها الجمالية وتأثيرها في المتلقي، من هنا أرى إنني أقرب إلى اللوحة أو إلى الصورة.

    قال في أعمالها الخزفية الفنان التشكيلي السوري "عاصم زكريا": «أعجبت بسرعة تطوير أسلوبها الفني في التعامل مع اللون أولاً، والأفكار التي تحملها كل لوحة من لوحاتها ثانياً حيث شاهدت أسلوب البراءة والبساطة في أعمالها فهي تستعمل عدة ألوان متنوعة وتارة تستعمل لوناً واحداً بدرجات متباينة متدرجة، وهذا يدل على مقدرتها في التعامل مع اللون».

    أما الفنان التشكيلي "محمد الوهيبي" فقال: «الخزف من الفنون اليدوية التي عاشت مع الإنسان، وتفاعل الإنسان مع المادة الأولى للحياة، التراب والماء، وأعطى ذاته لما له من أثر، ولدى الفنانة "صريحة" هذا التفاعل الواضح مع هذه المواد».

    يذكر أن الفنانة السورية "صريحة شاهين" من مواليد "القنيطرة" عام 1969، درست الفن دراسة خاصة، وشاركت في عدة ملتقيات فنية منها: ملتقى تدمر الدولي والمعرض الجوال في "الأردن – عمان" 2009، إضافة إلى مشاركتها الدائمة في معارض الربيع والخريف التي تقيمها وزارة الثقافة في "سورية"، كما نفذت عدداً من البوسترات لمصلحة وزارة الصحة منها البوستر المعروف للمخدرات.