في حين ساد استخدام وسائط النقل الخاصة في مدينة اللاذقية لمدة طويلة من الزمن، عاد المواطنون مجدداً، لاستخدام وسائط النقل العامة التي تعتبر أكثر راحة وأسهل استخداماً، إضافة للعامل الجديد القديم الطارئ، وهو انخفاض تكلفة تذكرة الركوب، مقارنة مع مثيلاتها الخاصة.

وكانت هذه الوسائط، رائجة الاستخدام كثيراً في المدينة، قبل حوالي (15)عاماً، إلا أنها ابتعدت عن الواجهة لفترة طويلة، نتيجة لمنافسة وسائط النقل الخاصة، التي تميزت بسرعتها، وصغر حجمها، وقدرتها على إيصال الركاب إلى أماكن قريبة جداً من وجهتهم.

انقلبت الحكاية، وعادت حافلات النقل الداخلي، لتصبح أكثر جاذبية في هذه الأيام، لما تمتلكه من مقومات حضارية، فأصبحت مواقف الركاب تعج بالناس، الراغبين باستخدام هذه الحافلات، لعوامل عدة، ويقترن هذا الإقبال مع خطة مديرية النقل بتشغيل حافلات جديدة على خطوطها، مع التوجه إلى زيادة عدد هذه الخطوط.

باصات النقل الداخلي الجديدة

eLatakia توجهت إلى الشركة العامة للنقل الداخلي في مدينة اللاذقية، لتستوضح عن خطط المديرية المقبلة، في ظل هذه التطورات، حيث التقت المهندس طلال حورية، مدير قسم الاستثمار في المديرية، الذي أجاب على التساؤلات المطروحة، في الحوار الآتي:

*السيد المهندس طلال حورية، هلا حدثتنا عن واقع النقل الداخلي في المحافظة، من حيث خطوط الخدمة والخطط المستقبلية، في إطار استقدام حافلات جديدة، ستوضع بالخدمة قريباً؟

خط الزراعة

-"لدينا سبعة خطوط خدمة لمدينة اللاذقية، هي خط (الزراعة)، (خط الرمل- مشفى)، (خط المشروع- السجن)، وثلاثة خطوط إلى الجامعة، كما أن جزءاً من خط (الرمل- مشفى)، يخدم مشروع العاشر، ومشروع دمسرخو.

أما عدد الحافلات العاملة حالياً، فهو يقارب (81)، وفيما يخص توسيع خطوط الشبكة، فهذا من ضمن خططنا القادمة، مع استقدام الحافلات الجديدة، التي وصل بعض منها فعلاً، إلى بعض المدن الكبرى، ووضعت في الخدمة منذ تاريخ (11/05/2008)م، أما ما يخص محافظة اللاذقية، فالحد الأقصى لموعد استلامها، قد يكون (28/05/2008)م. وستكون حصة المحافظة منها، 25 حافلة من الحجم المتوسط، و(25) أخرى من الحجم الكبير، وهذه الأحجام هي أحجام بمقاييس عالمية".

خط المشروع-سجن

  • ما هي النقاط التي ستعملون عليها، لرفع سوية الراحة في استخدام هذه الحافلات، في المستقبل المنظور؟
  • -"لكي تعمل هذه الحافلات، سواء كانت قديمة أم جديدة، داخل المدينة بالشكل المثالي، فهي بحاجة لتعاون ما بين عدة جهات، منها دائرة السير في محافظة اللاذقية، والمديرية العامة للنقل الداخلي، والمواطنين، وخاصة فيما يتعلق بالتقيد المواقف العامة في الشارع، وبأماكن الصعود، والنزول داخل الحافلة، كما أن ما قد يحدث من ازدحام فيها في سورية ليس فقط حكراً على بلادنا، ففي طوكيو في اليابان مثلاً، شهدنا هناك أيضاً ازدحام على المواقف في ساعات الذروة، والحل الوحيد، والأمثل لهذا الازدحام، هو الالتزام بالنظام، ونحن نعمل جاهداً لأن تكون الحافلات الحالية مناسبة للمواطن، على الرغم من قدمها، وعمليات الصيانة، والعناية بها مستمرة، من عناية بالنظافة، إلى الاهتمام بنسبة تصاعد الدخان من العادم، لتكون جاهزة على الدوام، حيث استقدمنا أجهزة خاصة لهذا الغرض تخفف من تأثير انبعاث الدخان، لما لها من تأثير صحي على المواطن،

  • ماذا عن الحصالات الموجودة في الداخل فهي أجهزة قديمة وبالية بحاجة لتبديل؟
  • -"نعم هذا صحيح، ونحن مهتمون بتبديل هذه الحصالات، ولذلك فلدينا خطة جدية في هذا المجال، سيسري تطبيقها مع قدوم الحافلات الجديدة.

    والجديد في الأمر، أننا سنستعمل البطاقات الممغنطة، القابلة للشحن، بحيث تمرر في جهاز الكتروني متطور، بعد الصعود، وبشكل بسيط لا يعيق الحركة مطلقاً، وهذه البطاقات، سيستفيد منها كل من يستخدم وسائط النقل الداخلي العامة باستمرار، أما الناس قليلي استخدام هذه الوسائط، فلهم أيضا تذاكر خاصة، يمكن شرائها، واستخدامها بيسر، دون الحاجة إلى شراء البطاقة الممغنطة".

    فيما يخص تسعيرة الركوب، لدى الشركة العامة للنقل الداخلي باللاذقية فقد أكد لنا الدكتور المهندس غزوان خيربيك، المدير العام للشركة "أن الشركة، لا تنوي زيادة أسعار بطاقات الصعود، لوسائط النقل الداخلي في المحافظة".

    المواطنون الذين بدأت أعدادهم تتزايد ضمن هذه الحافلات، أبدوا ارتياحاً كبيراً لفكرة استقدام حافلات جديدة، مؤكدين على أهمية وجودها، وخاصة لكون الركوب في وسائط النقل الخاصة، والتي يطلقون عليها اسم (السرافيس) مزعجة للغاية، نتيجة لصغر حجمها، حيث يضطر الراكب إلى الانحناء ضمنها أثناء الصعود والنزول، إضافة لارتفاع سعر الركوب ضمنها، وما يتبع ذلك من تفاصيل، تتعلق بالسعر الفعلي الذي يحصل عليه السائق، والكثير منهم أشار إلى أنه يضطر لاستخدامها، لعدم وجود البدائل.