تألّق الرياضي "رؤوف روبير مخزومة" بلعبتي الكرة الطائرة وكرة المضرب، ونجح فيهما خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، إضافة إلى تميّزه بسلك التدريب، حيث قدم لرياضة التنس الأرضي أبطالاً على مدار سنوات طويلة.

مدونة وطن "eSyria" التقت "رؤوف مخزومة" يوم 28 تشرين الأول 2018، فقال: «أحببت الرياضة منذ الصغر، كنت أقف خلف والدي لأجمع كرات التنس؛ وهذا دفعني إلى التعلّق بها فيما بعد، وفيما يخص الرياضة مارست كرة السلة في بداية مشواري وأنا في المرحلة الإعدادية في "اللاذقية"، وشاركت ببطولات المدارس، وفي الأول الثانوي شاهدني اللاعب الدولي القدير "عبد المطلب صهيوني" وطلب مني أن أتحول إلى الكرة الطائرة متوقعاً دعوتي خلال سنتين إلى المنتخب الوطني، وبالفعل لم تمضِ إلا سنة واحدة حتى دعيت إلى المنتخب عام 1973 وشاركت مع منتخب مدارس "سورية" في الدورة العربية الخامسة بمدينة "الإسكندرية" المصرية بقيادة المدرّب "ميشيل صهيوني"، وحققنا المركز الثالث، وحينئذٍ فزنا على "العراق" أحد أقوى المنتخبات، وكان يمثّله لاعبو فريق "الشرطة"».

صقل والدي موهبتنا برفع الإمكانيات البدنية لدينا وتطوير المهارات الفردية، وجعلنا عناصر أساسية في المنتخبات الوطنية؛ وهذا حال أغلب لاعبيه

وتابع: «في البطولات المحلية حققت مع "تشرين" بطولة الدوري مرة واحدة والكأس مرتين، وكنا نواجه منافسة قوية من فريق "الشرطة"، وأذكر من اللاعبين الذين لعبت معهم في نادي "الحرية" سابقاً "تشرين" حالياً: "عبد المطلب ونبيل صهيوني"، والمرحوم "مروان طاسية"، و"سليم الشامي"، وكنا منافسين أقوياء، ومع المنتخب لعبت إلى جانب "سليم الشامي، وإبراهيم خاروف، ومفيد شريط، وناجي منصور، وإلياس راجحة"، وابتعدت عن لعبة الكرة الطائرة عام 1982».

مع لاعبي المنتخب يعقوب مخزومة وربيع سليم في فيتنام

وأضاف: «إلى جانب الطائرة كنت ألعب كرة المضرب، وتميّزت فيها باللعب على ملاعب الأرضية الصلبة الموجودة في "اللاذقية"، وكنت دائم الفوز، وحققت لقب بطولة الجمهورية مرتين، بينما لم أكن موفقاً على الملاعب ذات الأرضية الرملية في "دمشق" ووصلت فيها إلى النهائي مرتين، ولم أوفّق بالفوز، وخسرت الأولى أمام "ناصر الراعي"، والثانية أمام "سامر مراد" رئيس اتحاد كرة المضرب حالياً، ووصلت إلى نهائي تحت 18 سنة مرتين، وتأثر أدائي حينئذٍ بممارستي لعبتين بآن واحد، وأثّر عطائي للكرة الطائرة في مشواري بكرة المضرب».

وحقق "مخزومة" تميزاً بالتدريب، حيث قال: «بدأت التدريب وأنا لاعب كرة مضرب عام 1982، ومن اللاعبين الذين حققوا نتائج لافتة "زاهر وسامر أزهري، وعبد الغني وسامر دبلية"، وقد سيطرت "اللاذقية" على معظم ألقاب اللعبة. أعتزّ بما حققه لاعبونا بمختلف الفئات باحتكارهم لمعظم المنافسات».

رؤوف مخزومة مع نجله روبير بطل الجمهورية ووصيف بطل العرب

وحول واقع اللعبة قال: «الوضع لا يسرّ أحداً، والسبب إقامة كل البطولات بتوقيت واحد؛ إذ لا يمكن أن يتدرّب اللاعب طوال السنة فيما تقام البطولة لمختلف الفئات خلال مدة زمنية لا تتجاوز 3 أيام، والأفضل إقامة بطولة لكل فئة بأوقات مختلفة، ولتطوير اللعبة لا بد من إقامة أكاديميات لكرة المضرب بإشراف خبراء دوليين، إضافة إلى زيادة النشاط بتوسيع البطولات المحلية، وزيادة المشاركات الخارجية التي تعيقها التكاليف المرتفعة».

وختم "مخزومة" بالحديث عن صفات المدرّب الناجح، حيث قال: «لا بدّ للمدرّب أن يمتلك القدرة على القيادة للتحكم بالفريق بطريقة صحيحة وإدارة التدريبات والمباريات، والتمتع بأخلاق حسنة وسلوك جيد، والقدرة على تصويب أخطاء اللاعبين بأسهل الطرائق».

مع اللاعبة الناشئة وبطلة الجمهورية نايا الدهني

"روبير رؤوف مخزومة" بطل الجمهورية لسنوات طويلة بمختلف الفئات ووصيف بطل العرب بكرة المضرب، وصف والده بالمدرّب المؤسس والداعم له ولشقيقه "يعقوب"، وقال: «صقل والدي موهبتنا برفع الإمكانيات البدنية لدينا وتطوير المهارات الفردية، وجعلنا عناصر أساسية في المنتخبات الوطنية؛ وهذا حال أغلب لاعبيه».

المهندس "عمر هلال" رئيس اللجنة الفنية لكرة المضرب في "اللاذقية"، قال: «الكابتن "رؤوف" من المدرّبين القلائل في "اللاذقية" و"سورية"، الذين يتمتعون بأسلوب مميز بالتدريب المقتبس من أصالة تاريخية لهذه العائلة في مجال كرة المضرب، كما يتميز بمتابعته لكل ما هو جديد في عالم التدريب؛ وهذا ما نفتقر إليه لدى بعض المدرّبين، أسّس قواعد مهمة ودرّب وخرّج أبطالاً على مستوى القطر و"آسيا"، ومنهم الأبطال: "روبير ويعقوب مخزومة، وفرح وفيليب باصوص"، وهؤلاء مجموعة من مجموعات كثيرة تخرّجت على يدي الكابتن "رؤوف" ونهلت من خبرته وإبداعه الفني».

الجدير ذكره، أن "رؤوف مخزومة" من مواليد "الإسكندرية" عام 1955، خريج تجارة واقتصاد من جامعة "دمشق"، والده "روبير" رياضي سابق بكرتي القدم والسلة، ومارس مهنة التدريب، وحقق نجاحات لافتة كلاعب ومدرّب، وبات لاعبوه يسيطرون على ألقاب مميزة.