على الرغم من صغر سنّها، نجحت اللاعبة "لينا كمال كيال" باعتلاء منصات تتويج منافسات كرة المضرب؛ محققة لقب بطولة الجمهورية، ومبشرة بولادة نجمة سورية جديدة في سماء اللعبة.

مدونة وطن "eSyria" التقت اللاعبة "لينا كيال" لتتحدث عن بدايتها، فقالت: «منذ الصغر وأنا أتردد إلى ملاعب كرة المضرب بحكم أن والدتي "ياسمين عثماني" لاعبة وبطلة جمهورية عامي 1996-1997، ودخلت اللعبة فعلياً بعمر 11 سنة بتشجيع من والدتي التي تولت تدريبي وتعليمي فنون وخفايا "التنس". أحرزت بطولة "اللاذقية" عام 2016، وعام 2015 حللت بالمركز الثاني لبطولة ناشئات الجمهورية؛ أي في العام الذي مارست فيه اللعبة.

"لينا" بطلة سورية قادمة لملاعب "التنس" العربية، لاعبة تمتلك روحاً معنوية عالية، ومتسلحة بإرادة وتصميم وذكاء رياضي، تنفذ تعليمات مدربيها بسلاسة، كانت متميزة ببطولة الجمهورية الأخيرة في "دمشق"

عشقي للعبة مبكراً زاد من محبتي لها، ونجحت باعتلاء منصات التتويج على مستوى المحافظة من عام 2016 وحتى الآن، كما توّجت بلقب بطولة الجمهورية تحت 12 سنة عام 2006، ونلت لقب الجمهورية للشابات مرتين عامي 2007-2018».

"لينا" مع وصيفة بطلة "سورية" سابقاً "سمر أزهري"

وتضيف "لينا": «كان لتولّي والدتي تدريبي دور كبير ببروزي كلاعبة من كل الجوانب لكونها الأقرب إليّ والأكثر معرفة بمقدرتي؛ وهو ما ساهم برفع لياقتي البدنية، وهي ميزة لا بد لمن يمارس "التنس" الأرضي أن يتحلى بها، إلى جانب التركيز العالي والدقيق، واتباع برنامج غذائي يتناسب والمجهود العالي للعبة، إضافة إلى برنامج حياتي أساسه النوم بمعدل 8 ساعات يومياً. أتدرب ثلاث مرات أسبوعياً؛ بمعدل ساعة ونصف الساعة لكل جرعة تدريبية، ومع تدرجي باللعبة قررت والدتي أن يتولى تدريبي كل من المدربين "رؤوف مخزومة" والدكتور "تميم زريق" لما يتمتعا به من خبرة تدريبية كبيرة، وقد أضافا إليّ الكثير؛ فقد سبق لهما أن قدّما عدة نجوم للعبة على مستوى "سورية"».

وعن مشاركتها خارجياً قالت "لينا": «أولى مشاركاتي كانت مع منتخب "سورية" في بطولة استضافتها "إيران"؛ لم أحقق نتيجة إيجابية بمنافسات الفردي، لكنني نجحت بمنافسات الزوجي مع لاعبة إيرانية بالوصول إلى نصف النهائي، وعام 2017 شاركت ببطولة دولية في "قطر"، وخسرت بالدور الثاني أمام اللبنانية "ماريا ديربي" التي أحرزت اللقب، وفي العام نفسه شاركت ببطولتين في "لبنان"؛ الأولى بطولة "النهضة" وصلت فيها إلى نصف النهائي، والثانية بطولة "سمايا" وحققت فيها اللقب، وكنت أسعى للحفاظ على لقبها هذا العام، لكن لم تتم إقامتها، وقريباً سأشارك ببطولة "ITF" في "لبنان"».

"لينا" خلال التدريب

تتابع "لينا": «لعبة كرة المضرب بفئة الإناث جيدة، لكنها لدى "الرجال" أفضل وأقوى، طموحي كلاعبة أن أواصل تدريبي للارتقاء أكثر بمستواي ليؤهلني إلى تحقيق نتائج إيجابية في المشاركات الخارجية، وأملي أن أحقق انتصارات باسم منتخبنا الوطني وأرفع علم "سورية" بمختلف المحافل الدولية. ولرفع قدراتي أتابع كافة البطولات العالمية عبر التلفاز وأستفيد منها لكونها لأبطال عالميين، ومن الذين أتابعهم: "سيرينا ويليامز" من "أميركا"، و"فيدرر" من "سويسرا"».

المدرّبة "ياسمين عثماني" والدة "لينا"، قالت: «لاحظت تعلّق "لينا" باللعبة خلال اصطحابي لها في البطولات والتدريبات، وقمت بتدريبها وإكسابها مهارات اللعبة وأساسياتها، ومع تطورها أصبحت بحاجة إلى مدرّب يفوقني خبرة بملاعب "التنس".

"لينا" وشقيقتها "يارا" مع والدتهما المدربة "ياسمين عثماني"

"لينا" بحاجة ماسة إلى مشاركات خارجية لكونها ستضيف إليها الكثير وتزيد من خبرتها على المستويين الإقليمي والآسيوي. وأهم ما يميز "لينا" إلى جانب قوتها البدنية والفنية، الثقة بالنفس التي تعدّ من أقوى عوامل التميز والنجاح».

اللاعبة "سمر أزهري" وصيفة بطلة الجمهورية للسيدات سابقاً، قالت: «"لينا" لاعبة متكاملة بكل المقاييس، ذكية ولياقتها البدنية تمتاز بإرسال ممتاز وقوي، لا أتوقع أن تواجه منافسة قوية محلياً، ومستقبلها بالمشاركات الخارجية، حيث سيكون لها حضور قوي ومشرف نظراً لصغر سنّها».

"يعقوب مخزومة" بطل الجمهورية للرجال، قال: «"لينا" بطلة سورية قادمة لملاعب "التنس" العربية، لاعبة تمتلك روحاً معنوية عالية، ومتسلحة بإرادة وتصميم وذكاء رياضي، تنفذ تعليمات مدربيها بسلاسة، كانت متميزة ببطولة الجمهورية الأخيرة في "دمشق"».

يذكر أن "لينا كيال" من مواليد عام 2004، وشقيقتها "يارا" تسير على خطاها، حيث نالت بطولة "سورية" بفئة تحت 8 سنوات 3 مرات، وبطولة 10 سنوات مرتين، و"لينا" حفيدة "ماجد عثماني" الذي يطلق عليه "أبو الرياضة" في "اللاذقية".