لا يزال "عبد القادر قضيماتي" مواظباً على منح خبرته الرياضية في مجال ألعاب القوى على الرغم من بلوغه السبعين من العمر، ولا يبخل في إعطاء كل ما اكتسبه من أساليب وطرائق تدريبية خلال مسيرته لكل من يطلبها منه، ومن يتدربون على يديه.

وفي لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 نيسان 2018، تحدث "عبد القادر قضيماتي" عن بداية مسيرته الرياضية والإنجازات التي حققها وشجعته للمواظبة على الرياضة بالقول: «بدأت في عمر الثانية عشرة في ثانوية "الأرض المقدسة" في "اللاذقية"، وكان "ديكران أسكجيان" من أفضل المدربين في تلك المدة، ويواظب على تدريبنا على سباقات 100 و200 و300 متر، وسباقات ألعاب القوى. وشاركه فيما بعد المدرب "ماجد عثماني"، لنشارك بعدها في بطولة على مستوى محافظة "اللاذقية"، وأحقق المركز الأول في سباق 800 متر. أحببت اللعبة، وتابعت التمرين والمشاركة في بطولات ألعاب القوى، وحققت المركز الأول حتى عام 1958، عندما ظهر لي منافس يدعى "زكريا قعقاع"، لأحقق بطولة الجمهورية، ونشترك في التصفيات بين "سورية" و"مصر" أيام الجمهورية العربية المتحدة».

أعدّ المدرّب "عبد القادر قضيماتي" مثلي الأعلى وقدوتي، فهو يهتم بنا وبتدريبنا كأولاد له لا كلاعبين، ودائماً ما يشجعنا ويمدّنا بالدافع المعنوي للسعي نحو الأفضل، فطريقته الاحترافية بالتدريب كان لها الأثر الواضح في أدائي وتطور مستواي في ألعاب القوى

ويتابع الحديث عن دراسته للرياضة: «نجحت في الثانوية العامة عام 1964، وتقدمت لعدّة بعثات دراسية على نفقتي الخاصة، وحصلت على القبول للدراسة في "الإسكندرية"، وخلال سنوات دراستي الأربع كنت مواظباً على المشاركة ببطولات سباق الجري 800 متر، وحققت المركز الأول، إضافة إلى الاستمرار في التدريب لتطوير نفسي كلاعب ومدرب، حيث شاركت في دورة مدرب صقل لألعاب القوى في جامعة "الإسكندرية" ضمت العديد من المدربين من جميع دول الوطن العربي، وحققت الترتيب الأول مع مدرب مصري، وحصلنا على شهادة بتقدير جيد جداً».

مع لاعبي منتخب السعودية

ويقول "قضيماتي" عن دخوله مجال العمل بعد التخرج: «تعينت كمدرس في محافظة "الحسكة" بعد عودتي إلى "سورية"، واستطعت خلال ثلاث سنوات أن أضع محافظة "الحسكة" في الواجهة الرياضية السورية، حيث حققت المحافظة مراكز متقدمة، وظهر نحو عشرة أبطال في ألعاب القوى. وكنت إلى جانب ذلك مدرب منتخب "سورية" أيضاً. وفي عام 1973، عدت إلى "اللاذقية"، وكلفت بتدريب ستة من أبطال "سورية" إلى جانب عملي كمدرس، وبعد عامين انتقلت إلى "السعودية" لأعمل مدرساً في معهد الرياضة في "الرياض"، لكن أرعبتني فكرة أن أكون مدرساً فقط؛ لأنني أهوى التدريب، وبمساعدة من مستشار الأمير "فيصل" استطعت العمل كمدرب في نادي "النصر"، وأسست مدرسة لكرة اليد في النادي، وبعدها تم تعييني كمدرب للمنطقة الوسطى بين عامي 1977-1978 وتدريب منتخبات المدارس، بالمشاركة مع مدربين مصريين ومدرب سعودي».

وعن تعرفه بتمارين الإطالة و"المطمطة" في الرياضة، ونقلها إلى "سورية"، يقول: «في عام 1987، وجد في "السعودية" فريق أميركي تابع لشركة تهتم بتطوير ألعاب القوى، وتعرّفت عن طريقهم إلى تمارين الإطالة و"المطمطة"، وأهم أساليب التدريب الحديث لألعاب القوى في تلك المدة، وكان لي الشرف بأن أكون أول من أدخل هذا النوع من الإحماء إلى محافظة "اللاذقية" عن طريق كلية التربية الرياضية، التي كنت مدرّساً فيها منذ افتتاحها عام 1995 حتى عام 2003. وانتقلت بعدها لأصبح مشرفاً رياضياً في مدرسة "واحة الشام" الخاصة، ومنذ عامين تفرغت لتدريب ألعاب القوى، ولدي عدّة لاعبين أعمل على الارتقاء بمستواهم لتحقيق أهم الإنجازات».

أثناء التدريب في المدينة الرياضية باللاذقية

يتحدث "باسل زربا" طالب هندسة، وبطل الجمهورية في ألعاب القوى عن مدرّبه "عبد القادر" بالقول: «أعدّ المدرّب "عبد القادر قضيماتي" مثلي الأعلى وقدوتي، فهو يهتم بنا وبتدريبنا كأولاد له لا كلاعبين، ودائماً ما يشجعنا ويمدّنا بالدافع المعنوي للسعي نحو الأفضل، فطريقته الاحترافية بالتدريب كان لها الأثر الواضح في أدائي وتطور مستواي في ألعاب القوى».

يذكر أن "عبد القادر قضيماتي" من مواليد "اللاذقية" عام 1945، حاصل على "لسانس" من جامعة "الإسكندرية" عام 1969، ودبلوم بالتدريب "مدرب صقل"، كان تابعاً للجامعة العربية، وماجستير في تدريب وتطوير ألعاب القوى بمدينة "ميونخ" في "ألمانيا".

باسل زربا