جمع المدرّب "ميسم كحيلة" بين المهنة والهواية في مجال واحد، حيث امتهن التدريب في رياضات عدّة، وتفرّد في تدريب السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة "اللاذقية".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 شباط 2018 المدرّب "ميسم كحيلة"، فتحدث عن نشأته وبداياته قائلاً: «نشأ الاهتمام بالمجال الرياضي في وقت مبكر كهواية، وجرّبت رياضات عدّة، من كرة القدم في المرحلة الابتدائية، والسباحة في المرحلتين الإعدادية والثانوية. وبعد نجاحي في الثانوية العامة انتسبت إلى كلية التربية الرياضية، وتخرجت فيها عام 2008، ونلت شهادة الماجستير في التدريب الرياضي عام 2015، وكان جهدي في تلك المرحلة مركزاً على الدراسة والتفوق، فقد اتجهت إلى التدريب، واخترت اختصاص الاحتياجات الخاصة لذوي الإعاقة الذهنية. تابعت في عام 2010 بطولة الأولمبياد الخاص الذي يرعى الرياضة للمعوقين ذهنياً، وبعد متابعتي وجدت أن هذه الشريحة تفتقد إلى توجهات واهتمامات المجتمع؛ فأغلبهم يتوجهون إلى الشخص الطبيعي».

هو مدرّس ناجح لمادة كرة الطائرة في كلية التربية الرياضية، وحاصل على درجة الماجستير بتفوق عالٍ، كما كوّنّا معه فريقاً تدريسياً واستطعنا إيصال المعلومات التي يحتاج إليها الطلاب والطالبات خلال دراستهم الجامعية لمادة كرة الطائرة

ويضيف: «حاولت أن أقدم شيئاً على مستوى هذا الموضوع، فتطوعت كمدرّب في الأولمبياد الخاص، إضافة إلى عملي كمدرّس في كلية التربية الرياضية، واشتركت مع زميليّ المدرّبين "انتصار حليبية"، و"خليل الوزة" عام 2013 بتفعيل الاهتمام بتلك الفئة، حيث توجهنا إلى فرع الاتحاد الرياضي بمبادرة شخصية، ووجدنا استجابة، واستطعنا تنشيطه في "اللاذقية"، وتكوين فرقاً، وبعد شهرين من العمل، أسسنا فريق ألعاب قوى وفريق قوة بدنية، وكرة طائرة، وريشة، وكرة طاولة، وكلها متعلق بالاحتياجات الخاصة الذهنية».

خلال أحد الأنشطة

وعن هدف وآلية تكوين تلك الفرق، يقول: «قمنا بجولة على جمعيات المحافظة التي تهتم بتلك الشريحة، ومنها: "بشائر النور"، و"جمعية الأمل"، و"التوحد"، و"الإخاء"، و"جمعية الشير"، وأنجزنا يوماً رياضياً كان النواة للانتقاء، حيث يؤخذ الجانب الطبي بعين الاعتبار، حسب حالاتهم الصحية، وعدنا لبناء الثقة لتفعيل الموضوع بعد الفجوة التي تكونت بين عامي 2010 و2013، درّبتهم بطريقة تستوعب كل ظروفهم، ولم يكن هدفي الإنجاز، لكن خلق حالة اجتماعية لدمجهم في المجتمع، ومنحهم الثقة، وتقدير ذاتهم. وصار لديهم أصدقاء، وحلم المشاركة بالبطولات، واستخدمت التحفيز في التعامل معهم.

تضمنت الفرق أعماراً بين 6 و41 سنة، ولم نكتفِ في بداية المبادرة بالموجودين في الجمعيات، لكن تواصلنا معهم في منازلهم، وقمنا بضمهم إلى الفرق؛ وهو ما فتح الأفق أمام طلابي في الجامعة للتطوع، وتقديم ما أمكنهم من تدريبات وأنشطة».

أثناء تدريب السباحة

كان تدريب السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة تجربة فريدة من نوعها في "اللاذقية"، تحدث عنها قائلاً: «لكوني سبّاحاً، وهي الهواية التي رافقتني منذ طفولتي، عملت بها أيضاً، ووجدت أن تلك الشريحة من الاحتياجات الخاصة ذوي الإعاقة الذهنية يفتقدون إلى السباحة وتعلمها، فقمت بتغيير تلك الفكرة، وأثبتُّ أنهم أشخاص قادرون على ذلك؛ معتمداً خبرتي ودراستي، وحققت معهم نتائج ممتازة.

ليس هدفنا الإنجاز، وإنما ترك بصمة، وتذليل كل الصعوبات التي قد تواجهني معهم، كالخوف من الماء، والبكاء في المرحلة الأولى من التعليم».

نزيه جبور

المدرّب "نزيه جبور" قال عنه: «الأكاديمي المتخصص "ميسم كحيلة" من الناجحين في عملهم؛ يتقن التدريب المتعدد الجوانب، لمثابرته واطلاعه على كل ما هو جديد بهذا الحقل، ومتابعته الدؤوبة للبحوث العلمية التي تجعله قريباً من الأساليب التدريبية الفنية والذهنية والنفسية التي تحتاج إليه هذه الرياضة، التي تتطلب قلباً إنسانياً، ويستطيع التعامل بطرائق حضارية لجذب هذه الشريحة لممارسة الرياضة بنشاط وحيوية ومتعة لا توصف، ولديه شهادات تدريبية بعلم كرة الطائرة، وتخصص بتدريب الفئات العمرية (القاعدية)، وأهّل لاعبات عدة برزنَ بهذه اللعبة».

ويتابع: «هو مدرّس ناجح لمادة كرة الطائرة في كلية التربية الرياضية، وحاصل على درجة الماجستير بتفوق عالٍ، كما كوّنّا معه فريقاً تدريسياً واستطعنا إيصال المعلومات التي يحتاج إليها الطلاب والطالبات خلال دراستهم الجامعية لمادة كرة الطائرة».

يُذكر أن المدرّب "ميسم كحيلة" من مواليد "اللاذقية" عام 1986، مدرّب كرة طائرة لفريق "الجيش الساحلي" للناشئات، ونادي "تشرين" للناشئات، وفريق "الحفة" للسيدات، ومدرّس في كلية التربية الرياضية، ومدرّس في جامعة "المنارة" الخاصة، ومدير النادي الرياضي فيها.