نجح بتحقيق أول إنجاز لكرة القدم الساحلية عندما فاز فريق "تشرين" بلقب دوري كرة القدم، محققاً إنجازاً لم يسبقه إليه أحد من مدربي فرق محافظة "اللاذقية"، مؤكداً تميزه كمدرب يمتلك رؤية فنية وقراءة فريدة للمنافس وقلب مجريات المباريات.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 آب 2015، "سعيد نبهان" لاعب في نادي "القادسية" سابقاً "تشرين" حالياً، من مواليد 1958، ممن عاصروا الكابتن "أحمد السوما" وتدرب على يديه وكان قريباً منه، وعنه يقول: «امتاز بحنكة كروية ورؤية ثاقبة وقوة شخصية، فكان المدرب الصارم في الملعب والأخ الكبير للاعبين خارج المستطيل، "السوما" الذي تعرفه جماهير "اللاذقية" بلقب "أبو مختار" نجح بخلط موازين كرة القدم خلال سنوات قليلة محققاً ما عجز عنه من سبقوه، عندما قاد فريق "تشرين" للفوز بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخ النادي عام 1982؛ ساعده في ذلك مجموعة متميزة من اللاعبين الشباب صغار، حيث سخر قدراتهم ومواهبهم مع تطعيمهم بعدد من اللاعبين المخضرمين ليتفوقوا على نجوم ومخضرمي اللعبة في ذلك الوقت، فتحول الشباب من لاعبين بعضهم غير معروف إلى نجوم سطعت أسماؤهم على مستوى الكرة السورية، ولم يكتف "السوما" بلقب الدوري؛ حيث نجح بتحقيق "كأس السوبر" عندما فاز على "الاتحاد" بطل كأس الجمهورية بنفس الموسم 2-0».

"أحمد سوما" إنسان صادق وملتزم، صاحب كلمة، يضع هدفه أمامه ويعمل جاهداً لتحقيقه، وكان قد وعد بالفوز بلقب الدوري وحقق وعده، وقد ترجل عام 2002 تاركاً إرثاً سيبقى جمهور كل من "تشرين" و"حطين" يذكره

ويتابع "نبهان": «بدأ "أبو مختار" مشواره كلاعب في "دير الزور" مع فريق "غازي" سابقاً "الفتوة" حالياً بمركز صانع ألعاب "سنتر هاف"، ونظراً لظروف عمله انتقل إلى "اللاذقية" أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، حيث لعب موسماً لفريق "الساحل" سابقاً و"حطين" حالياً قبل الانتقال إلى "الجلاء" الذي تحول إلى "القادسية" قبل اندماجه مع "النهضة" تحت اسم "تشرين".

فريق "تشرين"

اعتزل اللعب بداية السبعينيات لكثرة الإصابات، حيث كان يمتاز بحسن الاستحواذ على الكرة والتسديد القوي ودقة التمريرات، إضافة إلى صفة القائد في الملعب والقراءة الجيدة للتفاصيل».

ويضيف: «قبل انتقاله إلى التدريب مارس "السوما" التحكيم كحكم درجة ثانية ثم أولى، وحكم ساحة وتماس مع حكام دوليين، لم يستطع مواصلة التحكيم لنفاد صبره وحزمه؛ فترك التحكيم عام 1972 إثر مشكلة حصلت معه في مباراة "الاتحاد" و"الكرامة" لفئة الشباب».

الكابتن سعيد نبهان

وعن مشواره التدريبي يقول "نبهان": «بدأ بتدريب شباب "القادسية" عام 1972 وكنت أحد اللاعبين الذين تدربوا على يديه إضافة إلى مجموعة من اللاعبين المتميزين في تلك الفترة، ونجح في قيادة الفريق إلى صدارة بطولة عام 1973 من دون أي خسارة، وهو ما ساهم بصعود فريق رجال "القادسية" إلى الدرجة الأولى بعد صدارتهم للترتيب العام، واللافت عدم دخول أي هدف بمرمانا على مدار 24 مباراة.

حاول أعداء النجاح إفشال "السوما" وحدثت منغصات مع إدارة "تشرين"؛ فقرر الابتعاد وانتقل لتدريب الجار "حطين" المهدد بالهبوط إلى الدرجة الثانية، حيث تسلم تدريبه قبل خمس مراحل من نهاية البطولة وحقق معه الفوز بأربع مباريات والتعادل بمباراة واحدة، وتقدم "حطين" إلى المركز السادس وبقي بين الأقوياء، واللافت هو فوز "حطين" على "تشرين" مرتين تحت قيادة "السوما" بالدوري والكأس، وعاد "السوما" إلى تدريب "تشرين" موسم 1985-1986، وحقق معه المركز الثالث وعدّه النقاد إنجازاً وبطولة لكون "تشرين" لعب كل مبارياته خارج "اللاذقية" بسبب إعادة بناء الملعب تحضيراً لدورة المتوسط العاشرة التي استضافتها "سورية" عام 1987».

وختم "نبهان" حديثه بالقول: «"أحمد سوما" إنسان صادق وملتزم، صاحب كلمة، يضع هدفه أمامه ويعمل جاهداً لتحقيقه، وكان قد وعد بالفوز بلقب الدوري وحقق وعده، وقد ترجل عام 2002 تاركاً إرثاً سيبقى جمهور كل من "تشرين" و"حطين" يذكره».

المهندس "موفق كنعان" لاعب منتخب "سورية" ونجم "تشرين" سابقاً وهداف الدوري السوري ثلاث مرات، كان أحد أبطال الإنجاز الذي حققه "السوما"، وعن مدربه يقول: «"أبو مختار" كما كان يحب أن نناديه دربني بفئة الرجال مع عدد من اللاعبين، وكان يحق لنا اللعب بفئة الشباب لموسمين قادمين 1978- 1979، هو مدرب ممتاز يمتلك شخصية صارمة عند اللزوم، فرض احترامه على الجميع لأنه كان يحترم الجميع، قارئ جيد للملعب يقول كلمته بالشوط الثاني الذي كنا نحقق الفوز به، كان يميل إلى تغيير مراكز لعبنا بين الحين والآخر، التدريبات لها مكانتها عنده خاصة التدريب الذي يسبق المباراة، وكان يحرص على عدم غياب أي لاعب مهما كانت الأسباب، كان يحفزنا للفوز بوجه دائم ويطالبنا باحترام الخصم حتى لو كنا نتفوق عليه، أتذكر دائماً قوله لنا: صحيح أنكم فزتم باللقب لكن الحفاظ على النجاح يبقى أصعب من تحقيقه بكثير، كما تحضرني واقعة عندما عاد إلى تدريبنا بعد انتقاله إلى "حطين" فوجد أن اللاعبين أصابهم شيء من الغرور فقرر تغيير مراكز لعبنا بقصد كسر حالة الغرور؛ حيث خسرنا أمام فريق "الشرطة" في "دمشق"؛ وحينها قال لنا: "متى أريد الفوز أصنعه، وحينها عاد الجميع إلى صوابهم"».

يذكر أن الكابتن "أحمد السوما" من مواليد "دير الزور" عام 1938، إلا أنه قضى أغلب حياته المهنية والشخصية في "اللاذقية".