بدأ مشواره مع الكرة الطائرة منذ الصغر، ونهل فنون اللعبة والتدريب والقيادة من والده المربي "محمد عجان"، لينجح ويتألق كلاعب قبل تفوقه كأصغر مدرب وحكم للعبة في "سورية".

مدونة وطن "eSyria" التقت "طارق عجان" أصغر مدرب للكرة الطائرة في "سورية" بتاريخ 26 آذار 2015، ليقول عن مشواره: «أول بطولة شاركت بها كان عمري 4 سنوات، ونتيجة مرافقتي للوالد إلى التدريبات وحضور المباريات تعلقت باللعبة مبكراً وزاد تعلقي بها عند ممارسة إخوتي الشباب والبنات لها، وحتى اليوم ما زلت أتعلم من شقيقي "هشام وهيثم"، ومن والدي صاحب الفضل الأول علي، ومن البطولات التي شاركت بها في صغري بطولات المدارس على مستوى "سورية" ابتدائي وإعدادي. لعبت لـ"حطين" مدة بسيطة في فئة الأشبال والناشئين، ثم انتقلت إلى نادي "الشرطة" ولعبت له بفئات الناشئين والشباب والرجال، وتوقفت عن اللعب بسبب إصابة لحقت بي، إضافة إلى دراستي بكلية التربية الرياضية».

أعشق اللعبة ومارستها لاعباً وحكماً ومدرباً، وأجد نفسي أكثر نجاحاً بالتدريب، وعليه سأعمل جاهداً للارتقاء المستمر بخبرتي التي تزداد كل يوم

عن مشواره كلاعب قال: «لعبت في صفوف فريق "حطين" متدرجاً في فئاته منذ عام 1995 ولغاية 1998، وفي العام الذي تلاه انتقلت للعب مع فريق "الشرطة" حتى عام 2005، وحققت معه مركز "وصيف بطل الدوري" مرتين على مستوى الشباب، وحتى اليوم ما زلت أذكر خسارتنا أمام فريق "الجيش" في بطولة الدوري، ويومها لم أتوقف عن البكاء خلال رحلة عودتي من "دمشق" إلى "اللاذقية"، وتركت اللعب مع "الشرطة" بسبب دراستي الجامعية في كلية التربية الرياضة، وبعد تخرجي تحولت إلى مجال التدريب».

طارق مع والده وفريق سيدات حطين

خلال وجودي في "الإمارات" عملت كمدرس لمادة التربية الرياضية ولم أبتعد عن اللعبة، وتحولت إلى التحكيم، وما زلت أذكر المباراة التي قمت بتحكيمها كحكم أول لتكون جواز سفري وقبولي كحكم بالاتحاد الإماراتي، وجمعت يومها أقوى ناديين باللعبة في "الإمارات"، وهما "الشباب" و"النصر" ونجحت بقيادتها رغم حالة الرهبة والخوف التي انتابتني، وكنت أصغر حكم والسوري الوحيد المصنف درجة أولى بين السوريين، وقمت بالتحكيم بمباريات كثيرة هناك ولكل الفئات من براعم، أشبال، ناشئين، شباب، رجال».

ويتابع "عجان": «اتجاهي إلى التدريب فعلياً كان عام 2007 عقب عودتي من الإمارات، حيث وجدت نفسي قادراً على النجاح فيه وأنا لست غريباً عن هذا المجال؛ حيث كنت ومنذ الصغر أرافق والدي خلال عمله كمدرب لفرق نادي "حطين" واكتسبت منه الكثير من فنون التدريب على مدار سنوات، والآن أترجم ما نهلته من خبرته خلال تدريبي لفرق "حطين" سيدات وناشئات، إضافة إلى اتباعي الدورات التدريبية المطلوبة.

طارق عجان يتلقى فنون اللعبة من والده المربي محمد

عند بداية مشوار التدريب كان عمري 26 عاماً، وكنت وما أزال أصغر مدرب في "سورية"، وسعادتي لا توصف وأنا أرى نتائج عملي على أرض الواقع، فرغم قلة الإمكانيات قياساً بفرق كثيرة؛ إلا أننا نجحنا بالحصول على المركز الثاني ببطولة الجمهورية الأخيرة لفئة السيدات، وأنا فخور بالمستوى الرائع الذي قدمته لاعباتنا بالبطولة، وسبق لنا الفوز بالمركز الثاني ببطولة الدوري مرتين بفئة الناشئات، كما حققنا المركز الثالث بفئة السيدات، وثاني كأس الجمهورية للسيدات، أنا راضٍ عما حققته حتى الآن، لكن طموحي هو مواصلة النجاح والوصول إلى المراكز الأولى مع فرق النادي».

وحول المكان الذي يجد نفسه فيه أكثر ويمكنه النجاح قال: «أعشق اللعبة ومارستها لاعباً وحكماً ومدرباً، وأجد نفسي أكثر نجاحاً بالتدريب، وعليه سأعمل جاهداً للارتقاء المستمر بخبرتي التي تزداد كل يوم».

المدرب طارق عجان وتأكيد الفوز للاعباته

وعنه يقول الكابتن "هشام حسن" لاعب سابق بنادي "تشرين" والمنتخبات الوطنية، وعضو سابق باتحاد كرة الطائرة: «"طارق" من المدربين الذين يتحلّون بصفات المدرب الناجح من: الموهبة، الذكاء، والقدرة على التعليم، وهو ابن اللعبة وعلى اطلاع دائم بكل جديد فيها، سلبيته الوحيدة عصبيته الزائدة أحياناً خلال المباريات، أما من ناحية التطوير فهو قادر على الارتقاء بالنادي إلى المنافسة على المراكز الأولى شرط تأمين الدعم المادي والمعنوي من قبل إدارته، وهو يملك مجموعة جيدة جداً من اللاعبات المميزات».

"راما حيدر" لاعبة فريق سيدات "حطين" وطالبة سنة ثانية في الأدب الإنكليزي، تقول: «يتمتع مدربي "طارق" بالكثير من المهارات الفكرية والقيادية التي لم أجدها عند غيره من المدربين، مثابر جداً ودائم البحث عن خطط وأفكار جديدة، يتابع ويراقب مستوى لاعبات الفرق الأخرى لمعرفة نقاط الضعف والقوة واستثمارها لمصلحتنا، تعلمنا من الكابتن "طارق" أن يكون النجاح غايتنا الوحيدة ولا تراجع عنها، وأن بإمكاننا تغيير نتائج المباراة ولو كان خصمنا متقدماً، باستخدام بالعقل والمهارات التي تعلمناها، اهتمامه بنا ثابت ومتوازن، ولا يوجد تفضيل أو محاباة للاعبة دون أخرى».

بقي أن نذكر أن "طارق محمد عجان" من مواليد 1983، مركز لعبه "صانع ألعاب"، خريج كلية تربية رياضية، ويحمل كورس أول دولي تدريب الكرة الطائرة، مدرب سيدات وناشئات "حطين" ومنتخب "اللاذقية"، ينتمي إلى عائلة عريقة باللعبة، ولدى "طارق" طفلان "محمد ومجد" وهما يسيران على نهج عائلة "العجان" وارتباطها الوثيق بالكرة الطائرة.