لاعب تايكواندو شاب، أحب هذه الرياضة منذ صغره، وعمل كمدرب لها، وشارك في عدة بطولات داخلية وخارجية، وحاز عدداً من الميداليات والألقاب، واختار قسم "العروض" القسم الأقوى والأخطر.

وللحديث عن تجربته الرياضية؛ التقت مدونة وطن "eSyria" لاعب التايكواندو "علاء محمد" بتاريخ 25 تشرين الأول؛ فحدثنا عن بداياته في هذه اللعبة قائلاً: «دخلت إلى عالم الرياضة العنيفة عام (2003) بتشجيع كبير من والدي رحمه الله، ووقع اختياري على "التايكواندو" لأنها بحاجة إلى الدقة والتركيز العميق أثناء أداء الحركات، وليس بإمكان أي شخص أن يتقن هذه الرياضة، فهي تتميز بصفاء الذهن، وتحتاج إلى لياقة بدنية عالية، وتصنف من الألعاب القتالية المدمرة، ولكنها تهذب الروح وتضبط الأعصاب، وهي فن الدفاع عن النفس».

بدأت أدرب الأطفال منذ ثماني سنوات بإشراف مدربي "إسبر الياس" الذي كان يصطحبني معه إلى عدة نوادٍ بهدف تعلم التعامل مع الأطفال، واكتساب أساليب تدريبية جيدة تجذب انتباه الأطفال وتزيد من حبهم للعبة

وتابع: «سجلت في مركز تدريب للتايكواندو واكتشف المدرب "إسبر الياس" موهبتي وشجعني على صقلها، واستمريت حتى عام (2005) حين قطعت أولى خطواتي نحو الاحتراف، فشاركت في بطولة المحافظة للمرة الأولى، ولكن الحظ لم يحالفني فيها، حيث كانت المستويات القوية بالنسبة لناشئ جديد، فعدت إلى التمرين، وكثفت تدريباتي عاقداً العزم على تحقيق أحد المراكز الثلاثة الأولى في المنافسة القادمة، وفعلاً لم تضع جهودي سدى بحصولي على المركز الأول فئة أشبال، وتأهلت إلى بطولة الجمهورية في محافظة "حمص"، ولكنني لم أتمكن من تحقيق أي مركز، وزادني فشلي إصراراً وعزيمة».

علاء محمد

وتابع: «شاركت سنة (2007) في بطولة المحافظة، وحققت المركز الأول في فئة الناشئين وتأهلت أيضاً إلى بطولة الجمهورية التي جرت في محافظة "دمشق"، وكانت المنافسة قوية جداً، حصدت بعدها ثمار التعب والجهد من تمريني، وحققت الميدالية البرونزية، وكانت تلك أول ميدالية لي على مستوى الجمهورية، وشاركت في نفس العام ببطولة كأس "السيد الرئيس" للأندية مع نادي "الشبيبة"، وكنت في فئة الناشئين، والبطولة لفئة الشباب والوزن الأول كان (54)كغ، وكان وزني (45)كغ، ومع ذلك تمكنت من إذهال الحاضرين والحكام بالمستوى المتألق الذي وصلت إليه في هذه المرحلة، فقد لعبت ضمن نظام البطولة (8) مباريات وفزت فيها كلها بنتيجة (7 مقابل 0) عدم تكافؤ قبل نهاية الجولة الأولى، وحققت في هذه البطولة أول ذهبية لي كأفضل لاعب في البطولة».

وأضاف: «وفي سنة (2008) شاركت ببطولة الجمهورية للأندية التي جرت في "دير الزور"، وخضت حسب نظام البطولة (8) مباريات، وبفضل التدريب المكثف من قبل مدربي فزت في جميع المباريات بنتيجة (7 مقابل 0) في الجولة الأولى عدم تكافؤ، ونلت ثاني ميدالياتي الذهبية كأفضل لاعب للسنة الثانية على التوالي».

أثناء أداء العروض الرياضية

وعن مشاركاته الخارجية تحدث "علاء" قائلاً: «كانت بدايتي مع منتخب "سورية" الوطني عام (2009)، وحققت المركز الأول في انتقاء لاعبي المنتخب لتمثيله في بطولة غرب "آسيا" التي جرت في "الأردن"، وكانت تلك من أصعب منافساتي على الإطلاق، لأنها كانت أول مشاركة خارجية لي من جهة، وقوة المنافسة والمستوى العالي للمنتخبات المشاركة من جهة أخرى، وبعد التعب تمكنت من إحراز الميدالية البرونزية، وبعد عودتنا بيومين، جاء اسمي للمشاركة مع منتخبنا في معسكر في "كوريا الجنوبية" لمدة أربعين يوماً».

وأكمل قائلاً: «كانت التمارين قاسية جداً في أيامنا الأولى شعرنا فيها بالتعب والإرهاق الشديدين، ولكننا تجاوزنا هذا الأمر وتابعنا السير قُدماً في التدريب، وانضممنا إلى معسكر مغلق في مدينة "موجو" الكورية لمدة (10) أيام، وشاركنا فيها ببطولة وديّة ضمن المعسكر، وقبل عودتنا إلى بلدنا شاركت في بطولة (Korea Open) العالمية، وحصلت فيها على المركز الرابع».

في المباراة

وعن المشاركات التي خاضها بعد العودة إلى "سورية"، تحدث "محمد" شارحاً: «عندما عدنا إلى "سورية" كنت في مستوى متألق، فشاركت عام (2010) في بطولة الجمهورية للشباب التي جرت في محافظة "دمشق" وحققت المركز الأول، إضافة إلى مشاركتي بدورة "النضال الدولية"، ونلت فيها المركز الرابع، وشاركت أيضاً في انتقاء المنتخب وحصلت على المركز الأول، ولم يحالفني الحظ في المشاركة خارجياً لأن وزني لم يكن مطلوباً حينها».

وتابع: «وفي عام (2011) شاركت في بطولة الجمهورية وحصلت على الميدالية الذهبية في "حلب"، وفي نفس العام أيضاً شاركت ببطولة الأندية في "دمشق" رغم إصاباتي الكثيرة، وحصدت اللقب الثالث كأفضل لاعب في البطولة، وشاركت في انتقاء المنتخب الوطني وحققت المركز الأول، وتوقفت بعدها عن المشاركة في البطولات بسبب الدراسة، ولكنني لم أقطع التدريب كي لا أفقد لياقتي، وحققت المركز الأول في (2014) في بطولة الجمهورية بعد فوزي على لاعبين من عدة محافظات سورية».

"علاء محمد" مدرب للأطفال حدثنا عن تجربته في التدريب قائلاً: «بدأت أدرب الأطفال منذ ثماني سنوات بإشراف مدربي "إسبر الياس" الذي كان يصطحبني معه إلى عدة نوادٍ بهدف تعلم التعامل مع الأطفال، واكتساب أساليب تدريبية جيدة تجذب انتباه الأطفال وتزيد من حبهم للعبة».

وعن العروض التي شارك بها "علاء" قال شارحاً: «يعد قسم "العروض" في رياضة التايكواندو من أجمل الأقسام من حيث الحركات الفنية العالية والدقة في تنفيذ الحركة، فقد يضطر اللاعب إلى تنفيذ حركات دورانية على أدواتٍ خطيرة كالسيف والسكين وهو معصوب العينين، وهذا يحتاج إلى الدقة والتركيز والهدوء والثقة بالنفس، وإلى تدريب مكثف، كما يمكن للاعب أن يقفز فوق شخص أو عدة أشخاص؛ وهو ما يتطلب لياقة بدنية عالية، حيث إن أي خطأ صغير قد يؤدي إلى أذى كبير لنفسه وللآخرين، والسبب الأساسي للنجاح في أداء هذه الحركات هو التمرين المكثف وإعادة الحركة الواحدة مئات المرات لإتقانها جيداً».

المدرب والحكم "إسبر الياس" قال في طالبه "علاء محمد": «هو لاعب بطل مهذب وخلوق وذو صبر كبير على الصغار، وتلك الصفات كانت سبباً لاختياري له لتدريب الطلاب في لعبة التايكواندو، كما أنه يتميز بالشجاعة والسرعة والدقة العالية، فسميته للمشاركة في أخطر العروض الرياضية وهي نزع التفاحة عن السيف بحركة التفافية في الهواء وهو مغمض العينين، ونجح في كل المرات التي أداها بفضل التدريب المكثف والمستمر، والذهن المنفتح، وحسن تقدير مسافتها، والإحساس بها بدقة ودون أن يصاب بأذى».

بطل العالم في لعبة التايكواندو "مضر ديوب" قال في صديقه متحدثاً: «نحن أصدقاء منذ ثماني سنوات، فهو اجتماعي بطبعه وطيب القلب، وشجاع مقدام لا يهاب الخصم، وقد صنف من أفضل اللاعبين في "سورية" عن وزن (54)كغ لمرتين، إضافة إلى سرعته العالية في توجيه ضرباته إلى الخصم وفي أداء الحركات الفنية المتقنة».

أما لاعب التايكواندو "علاء إبراهيم" فقال: «هو لاعب ذكي يعرف التوقيت الملائم للعب الحركة، وتميزه سرعته العالية في أداء الضربات؛ وهو ما يعزز فرصه في الفوز بعدم التكافؤ، ويركز ضرباته على الرأس وخاصة حركة "المموديلا" التي يقوم من خلالها بضرب الخصم على الرأس بحركة لولبية وهو في الجو؛ تحتاج إلى خفة وسرعة يمتلكهما "علاء"».

يذكر أن "علاء محمد" يدرس في كلية التربية الرياضية في جامعة "تشرين".