هو لاعبُ كرةِ قدمٍ، عشق هذه اللعبة باكراً، لكنّ الحظّ لم يسعفه في اللّعب مع الأندية الرّسميّة، فغادر "مفيد محمّد" ليتابع تدريباته، ونشاطاته الكرويّة، حيث نال كؤوسَ التّقدير والإعجاب.

مدوّنة وطن "eSyria" التقته في منزله في قرية "البرجان" بتاريخ 14 حزيران 2014، للحديث عن ذاكرته الكرويّة، ومشروعه الرّياضيّ، حيث بدأ حديثه بالقول: «بدأتْ حكايتي مع كرة القدم منذ الصّفّ الخامس الابتدائيّ، عندما قام المُعلّم المرحوم "محسن نوفل" بتدريب مجموعةٍ من التلاميذ، لتشكيلِ فريق كرة قدَمٍ، لإجراء مبارياتٍ مع المدارس الأخرى، وتمّت في العام 1978 بطولةٌ مدرسيّةٌ في قرية "العيديّة" المجاورة، وقد تمّ تتويجُ فريقنا، وانتقاء مجموعةٍ من التّلاميذ من الفرق المشاركةِ لتشكيلِ فريقٍ موحّدٍ، ليكونَ ممثّلَ القرى في بطولة مدينة "جبلة"، وقد تمّ اختياري بسبب الجهد والمهارة التي بذلتها. وفي بداية الثّمانينيات من القرن الماضي، شارك هذا الفريق في بطولة المدينة، وتأهّل للمباراة النّهائيّة التي خسرناها بفارق هدفٍ واحدٍ، وقد حضر هذه البطولة بعضُ إدارييّ ومدرّبي نادي "جبلة"، حيث تمّت دعوتي مع مجموعةٍ من اللاعبين للالتحاق بتدريبات النّادي».

عرفته في مباريات الأحياء الشّعبيّة. هو من العاشقين لكرة القدم الّتي لا تزال شغله الشّاغل، حيث يجتهدُ في إقامة البطولات، وتنشيط الرّياضة في معظم قرانا. ومشهودٌ له بأخلاقه الرّياضيّة الّتي جعلته منظّماً، وحكماً، لمعظم دوريّاتنا الشّعبيّة

وتابع: «في المرحلة الإعداديّة تابعت تدريباتي، تحت إشراف المدرّب "سمير البوظ" لمدّةِ سنةٍ كاملة، ثمّ توقّفتُ عن التّدريب بسبب بعد المسافة، وكثرةِ العقوبات من والدي. وخلال فترةِ القطيعة هذه، تابعتُ تدريباتي في ملعب قريتنا تحت إشراف أستاذ الرّياضة "أحمد حسن"، الذي كان ملهمَ الرّياضة والرّياضيين في قريتنا، والذي أصبح لاحقاً مدرّب شباب "جبلة"».

بعض الكؤوس التي نالها مع فريقه

في العام 1985 كان رجال نادي "جبلة" في أوج عطائهم، وكانوا يقيمون معسكراً تدريبيّاً في ملعب "البرجان"، بقيادة الكابتن "رفعت شمالي"، ووقتها كان "مفيد" في الصّفّ الثّاني الثانويّ: «يومها أقيمت مباراة ودّيّةً بين رجال "جبلة"، ورجال قريتنا، شاركتُ فيها كمدافعٍ، ويومها خسرنا بهدفٍ واحدٍ، عن طريق ضربة ركنيّةٍ، انبرى لها لاعب جبلة "منير الزّينو"، ووضعها في المرمى، حيث لم أتمكّن من منعه من إحراز الهدفِ بسبب قامتي القصيرة. وبعد أدائي اللافت تمّت دعوتي للالتحاق بشباب "جبلة"، فتدرّبتُ لمدّةِ نصفِ سنةٍ كرويّة، ولكنّ شهادتي الثانويّة وقفتْ عائقاً في طريقِ طموحي».

حملَ هاجسه الكرويّ إلى "دمشق"، ليعود بعدها إلى ملعب قريته، وعن ذلك تحدّث: «بعد حصولي على الشّهادة الثّانويّة غادرت إلى العاصمة، لأدرس في "معهد اللغة الرّوسيّة"، حيث التحقتُ بتدريبات نادي "المعضميّة" القريب من سكني الدّراسيّ، ولكنّ الدّراسة شكّلتْ عائقاً أمام تدريباتي، بسبب صعوبة اللّغة الرّوسيّة، وعدم وجودِ ساعات الفراغ الكافيةِ للتّمرين. وبعد إنهاء دراستي عدت للالتحاق بفريق قريتنا الّذي شكّله المدرّب "أحمد حسن"، وخضنا مبارياتٍ كثيرةً خارج محافظتنا، فلعبنا مع نادي "ساحل طرطوس" ونادي "بانياس"، ووصلنا إلى المدينة الرّياضيّة في مخيّم "فلسطين"، وكنّا نحقّق الانتصارات المُهمّة».

إحدى فئات تجمعه الكرويّ

عدم تحقيق رغباته الكرويّة مع الأندية، لم يمنعه من متابعة شغفه، وعن ذلك قال: «كنّا نقيم في كلّ فصلٍ تقريباً، دوريّاتٍ للأحياء الشّعبيّة، وكنت المسؤولَ عن تنظيمها، وتحكيمها، وقد شملتْ هذه المنافسات معظم القرى السّاحليّة والجبليّة، وبعض الفرق في مدينة "جبلة"، وكان فريق "البرجان" يحقّق النتائجَ الطّيبة، حيث نال فريقي العديدَ من الكؤوس والميداليّات، ونلتُ أنا شخصيّاً أكثر من ميداليّةٍ وكأس، تقديراً لجهودي كلاعبٍ وحكمٍ ومنظِّم. ولم أكتفِ بهذا فقد جعلتُ من قريتي تجمّعاً كروياً، بدءاً من العام 2009، حيث أقوم بتدريب اللاعبين الّذين وزّعتهم في ثلاثِ فئاتٍ: "الفئة الأولى من الصّف الرّابع إلى السّابع. والفئة الثّانية من الثّامن إلى الثّاني الثّانوي. والفئة الثالثة من سنّ الثّامنة عشرة، وما فوق. والهدف من ذلك هو النّشاط الكرويّ في القرية، ورفد الأندية القريبة باللاعبين، وقد أشار عليَّ أحد إداريي مصفاة "بانياس"، "تيسير حمود" بتبنّي هذا التّجمّع، حيث يتمّ دعمه بالكرات، واللّباس، والمال، مقابلَ رفد النّادي باللاعبين، وهذا يحقّق لي السّعادة الكبيرة».

مدرّب شباب "جبلة" سابقاً، وابن "البرجان"، الأستاذ "أحمد حسن" قال: «كان "مفيد" منذ طفولتهِ شغوفاً بالكرة، ومع الوقت أصبح مدافعاً أساسيّاً في فريق قريتي، امتازَ بالمهارة، وعدم الاستسلام. هو لاعبٌ منضبطٌ يلتزم بالتّوجيهات. وربّما هو الوحيد الآن من أبناء جيله، الّذي تشغله الرّياضة، حيث يواظبُ على تدريب معظم أبناء القرية الموهوبين، راغباً في تحقيق طموحه، بتحويل تجمّع القرية الكرويّ إلى مدرسةٍ».

أثناء التدريب

لاعب شباب "جبلة" سابقاً، "آصف شحوارة" قال: «عرفته في مباريات الأحياء الشّعبيّة. هو من العاشقين لكرة القدم الّتي لا تزال شغله الشّاغل، حيث يجتهدُ في إقامة البطولات، وتنشيط الرّياضة في معظم قرانا. ومشهودٌ له بأخلاقه الرّياضيّة الّتي جعلته منظّماً، وحكماً، لمعظم دوريّاتنا الشّعبيّة».

يُذكر أنّ، اللاعب "مفيد محمّد" من مواليد قرية "البرجان" عام 1967م.