ينتظر جمهور كرة القدم على مستوى العالم كل أربعة أعوام لمتابعة المونديال، هذا الاستحقاق الرياضي العالمي الذي تشارك فيه أفضل المنتخبات العالمية ونجوم الكرة.

والجمهور والرياضيون في "سورية" ينتظرون هذا الحدث أيضاً، لكن أي أهمية رياضية يحققها المونديال للاعبين والمدربين السوريين، وكيف عليهم أن يستفيدوا منه؟

لأن قرار الفائدة ليس بيدنا إنه بيد القائمين على الرياضة، وهم من يجب أن يتابعوا ويستفيدوا من تجارب الآخرين لكي يحسنوا في واقع كرة القدم السورية، فالحل بيدهم وليس بيدنا نحن لأن مصيرنا الاصطدام بحائط مسدود، إذا لم يتابعوا ويقتنعوا فالفائدة الوحيدة التي سنحققها هي متعة المتابعة

يقول مدرب منتخب شباب "سورية" سابقاً "عمار الشمالي": إن دروس المونديال كثيرة جداً وهي تتجلى في كل المباريات، وعلينا جميعاً كرياضيين سوريين الاستفادة منها.

طارق جبان

ويضيف "الشمالي" في حديثه لمدونة وطن "eSyria" في 13 حزيران 2014: «إلا أن الفائدة ستكون بنسب متفاوتة، فالأمر متعلق بفكر وثقافة وتجربة الرياضي المتابع سواء كان "مدرباً، لاعباً، إدارياً، صحفياً... إلخ".

في "سورية" نعاني من شح الدورات التدريبية عالية المستوى ونفتقد لما يسمى التأهيل المستمر، وكأس العالم فرصة رائعة للتعلم، وكمدرب سوف أركز كثيراً على الاهتمام بالجانب النفسي وخصوصاً ما يخص التحفيز، نظراً لإيماني بقدرة التحفيز على دفع المجموعة لإحراز البطولة، إلى جانب التركيز على العمل الجماعي التكتيكي والموضوع الذهني (التركيز)».

محمد زيتون

من أهم الدروس التي علينا الاستفادة منها عبر متابعة المونديال هو كيفية معايشة منتخب لبطولة مدتها شهر كامل والظروف والأجواء المحيطة بالبطولة من كافة النواحي، وأهمها النواحي النفسية والبدنية والتكتيكية، هذا ما يقوله كابتن منتخب "سورية" سابقاً "طارق جبان".

ويتابع "جبان": «تبقى الأمور الفنية بالنسبة لنا كمدربين ولاعبين سوريين هي الأهم؛ فلذلك يجب علينا التركيز بشكل دائم على الطرق التكتيكية المتبعة في المباريات، التي تختلف في تطبيقها من منتخب لآخر، والاهتمام بالانضباط التكتيكي لكل الفرق المشاركة فيه من أهم عناصر نجاح أي فريق مهما كانت نتيجة المباراة».

من وجهة نظر الكابتن "جبان" ليس علينا التركيز على الجانب المهاري فهو مرتبط بموهبة اللاعبين وإبداعاتهم، وإنما علينا مراقبة التنوع في استثمار الكرات الثابتة وإبداع المدربين في ابتكار حالات تكتيكية عند تنفيذها حتى نستفيد من ذلك.

المونديال مناسبة مهمة للاعبين لكي يتعرفوا على الاحتراف ويفهموه بشكل جيد، هذا ما يراه اللاعب السوري المحترف في أوروبا "محمد زيتون"، ويمضي "زيتون" في حديثه قائلاً: «كل اللاعبين والمدربين والمشرفين على كرة القدم يستفيدون من تقنية المونديال، ومن لا يستفيد فالمشكلة تكون فيه وبقدرته على الاستفادة والتطور، ونحن كسوريين علينا أن نفهم معنى الاحتراف بالكامل مستفيدين من الفوائد التي يظهرها لنا المونديال تنظيمياً ونفسياً من خلال البطولة ككل والمباريات متفرقة، وباعتقادي هذا ما نفتقده وآمل أن نستفيد ونسير مع التيار التطوري وليس عكسه».

اللاعبون في الداخل السوري ينتظرون المونديال بفارغ الصبر، ويقول لاعب نادي "جبلة" الكابتن "نضال عباس": «على كل لاعب أن يتابع اللاعبين الذين يلعبون في نفس مركزه وكيف هي حركتهم في أرض الملعب، وما هي الأخطاء التي يرتكبونها لكي يكتسب خبرة منها ويتلافاها، إضافة إلى ضرورة تعلم المدربين كيف يتعاملون مع النجوم في فريقهم أو في الفريق الخصم.

يجب أن نكون جميعاً كالطالب الذي يتابع تطبيقاً عملياً على الدروس التي يتعلمها».

اللاعب والإعلامي الرياضي "زياد شعبو" ليس متفائلاً كثيراً بأن يحقق الرياضيون السوريين فائدة كبيرة من المونديال، ويعلل ذلك بالقول: «لأن قرار الفائدة ليس بيدنا إنه بيد القائمين على الرياضة، وهم من يجب أن يتابعوا ويستفيدوا من تجارب الآخرين لكي يحسنوا في واقع كرة القدم السورية، فالحل بيدهم وليس بيدنا نحن لأن مصيرنا الاصطدام بحائط مسدود، إذا لم يتابعوا ويقتنعوا فالفائدة الوحيدة التي سنحققها هي متعة المتابعة».

هو حدث رياضي يأتي كل أربعة أعوام مملوءاً بالمعارف والتجارب والأساليب الكروية الحديثة، وهو مدرسة مجانية لمن أراد أن يتعلم، وفرصة لا تتكرر إلا كل أربعة أعوام، وبالتالي فإن التعلم من هذه التجربة يجب أن يكون خياراً استراتيجياً لكل الرياضيين، لما في ذلك من فائدة للرياضة السورية وتحديداً كرة القدم.