عشق كرة القدم، وظلّ يواظبُ على ممارستِها إلى أن أصبح لاعباً أساسيّاً في شباب نادي "جبلة"، لتبدأ بعدها حياة "آصف شحوارة" الكرويّة في منعطف لم تشتهيه رياحه.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت اللاعب "آصف" في منزله في قرية "الزهيريّات" بتاريخ 23 آذار 2014، حيث تحدّثَ عن بداياته الكرويّة بالقول: «حكايتي مع "كرة القدم" بدأت منذ الصّف الثّالث الابتدائيّ، وشعرتْ وقتها بأنّها الهدف الأساسيّ كمستقبلٍ لي، وفي الصّفّ الخامس في عام 1985 أشرفت مدرّسة الرّياضة "وفاء محمّد" على مباراةً لفريق مدرستي "قبو سوكاس" مع فريق أشبال "جبلة"، ولعبنا المباراة في الملعب الرّئيسيّ حيث فازوا علينا بستّةِ أهدافٍ مقابل ثلاثةٍ، ويومها أحرزتُ الأهداف الثلاثة».

إنّ تسجيلي للأهدافِ بطريقةٍ مُميّزةٍ لفتَ انتباهَ مدرّبِ الأشبال "سمير البوظ" وأشار عليّ بالانتسابِ إلى النّادي والتّدرّب عنده، ويومها رفضتُ بسبب البعدِ عن مركز المدينةِ والحالة المادّيّة والوضع الدّراسيّ

وتابع: «إنّ تسجيلي للأهدافِ بطريقةٍ مُميّزةٍ لفتَ انتباهَ مدرّبِ الأشبال "سمير البوظ" وأشار عليّ بالانتسابِ إلى النّادي والتّدرّب عنده، ويومها رفضتُ بسبب البعدِ عن مركز المدينةِ والحالة المادّيّة والوضع الدّراسيّ».

عندما أنهى دراسته الابتدائيّة خيّره والده بمتابعة الدّراسة الإعداديّة في إحدى المدارس القريبة، ولكنّه اختار مدرسة "محمّد سعيد يونس" في "جبلة" لكي يصبح قريباً من مقرّ النّادي: «شهدت تلك الفترة انتسابي إلى نادي "جبلة" وأنا في الصّفّ الأوّل الإعداديّ، فبدأت تدريباتي مع الأشبالِ تحت إشراف المدرّب "سمير البوظ" ووقتها عانينا الكثيرَ حيث يوجد رديفُ أشبالٍ وأشبالٌ أساسيّون، وكان عددنا كبيراً لدرجة أنّنا كنّا نتمرّن بين شوطيّ مباريات الرّجال في الدّوريّ أحياناً، ونتوزّع وقت المباراة على أطراف الملعب "التارتان" لنجمع الكرات المُبتعدة خارج حدوده وإعادتها إلى أرض الملعب».

وتابع: «في الصّفّ الثاني الإعداديّ أصبحت بعمر النّاشئين ولعبنا مباراةً بين رديف الناشئين وفريق النّاشئين الأساسيّ وقدّمتُ مباراةً مميزةً، فلفتّ نظر المدرّبين "عادل خضّور" و"راغد خليل" كلاعبِ قلب هجومٍ سريعٍ، ولديه قدرةٌ على المراوغة والتّحكم بالكرة، فتمّ اختياري مع مجموعة من اللاعبين لنلعبَ مع فريق النّاشئين الأساسيّ ووقتها تمّ رفعُ كشوفِ اللاعبين وكنت من بينهم لأصبحَ لاعباً أساسيّاً في ناشئي "جبلة" عام 1989 في وقتٍ كانت فيه كرة رجال "جبلة" في أحسن أحوالها بقيادة المدرّب "رفعت شمالي" ومجموعةٍ من النّجوم "مناف رمضان، أحمد شلبي، مالك شكّوحي، راغد خليل" الذين كانوا الحافز الأكبرَ لنا لتطوير مهاراتنا وبذل المزيد من الجهد في التّمرين».

انتقل "شحوارة" بشكلٍ آليّ إلى فئة الشّباب عام 1991 بعد أن لعب موسماً كاملاً 1989- 1990 مع النّاشئين حقّقوا فيه نتائج مهمّةً ومستوىً كرويّاً مقبولاً: «في هذه الفترة بدأنا نشهدُ تغيّرَ المدرّبين بكثرةٍ، وبدأت الضّغوط المادّيّة تلاحقني بسببِ المواصلاتِ ولوازم الرّياضة. والسّبب الأبرز كان تغييرُ مركزي من مهاجمٍ إلى "ظهير شمال" من قبل المدرّب "محمّد عتّال" مستفيداً من سرعتي، حيث يمكنني أن أهاجمَ وأدافع مع الهجمات المرتدّة، ولكن أثّر هذا على معنويّاتي ونشاطي في الملعب، حيث فقدتُ التّركيزَ وأخذ مستواي بالتّراجع، وتغيّبتُ عن التدريبات، وعلى الرّغم من ذلك فقد لعبتُ في هذا المركزِ مباراةً مهمّة ضدّ نادي "الكرامة"، وكنت مكلّفاً بمراقبة اللاعب المهمّ "تامر اللوز"، ولاحقاً تمّ حذف اسمي من التّشكيلة الأساسيّة بسبب غيابي المتكرّر عن التدريب لأغادر بعدها كرة القدم الرّسميّة مكتفياً بدوراتِ الأحياء الشّعبية التي كانت تقام سنويّاً في السّاحل وأحياناً نصل إلى "تلّ كلخ" و"أريحا"».

وختم حديثه قائلاً: «أشعر حالياً بالنّدم وأنا أبلغ الأربعين من العمر لأنّي لم أواظبْ على التّدريب، ولم أعطِ لمركزي الجديد حقّه لكي تأتيَ الفرصة المناسبة لي كما فعل صديقي اللاعب المُميّز "أكرم علي" الذي عانى كثيراً قبل أن ينال طموحه، ولكنّه لم يستسلم فلعب أساسيّاً مع فريق الرّجال وأبدع وتميّز».

لاعب رجال "جبلة" السّابق "عيسى البدويّ" قال: «عشنا معاً حياة كرويّةً بدءاً من البطولات المدرسيّة والأحياء الشّعبيّة وانتهاءً بمباريات نادي "جبلة"، ولم أعرف عنه سوى أخلاقه العالية وحبّه العميق لكرة القدم. وكان دائماً يحبّ أن يرتديَ القميص رقم 8 تيمّناً بمثلِه الكرويّ "عبد القادر كردغلي"، ولكنّه تسرّع في مغادرته لتدريباتِ فريق الشّباب التي أثّرت في مُستقبله الكرويّ».

عازف الرّبابة المعروف "صالح شحوارة" تحدّث عن عشق ابنهِ لكرةِ القدم بالقول: «كان يحمل كتبَه في حقيبةٍ، و"كرة القدم" في حقيبةٍ ثانيةٍ ليلعب بها أثناء الاستراحة في المرحلة الابتدائيّة. وأذكر أنّني ذهبتُ لأسأل عن مستواه الدّراسيّ في مدرسة "محمّد سعيد يونس" فأجابني مديرها بالقول: لا تسألْ عنه عندنا وإنّما اسألْ عنه في النّادي. وهو حتّى الآن من النّادر أن تراه سوى باللباس الرّياضيّ لكثرة ما يحبّ رياضة "كرة القدم"».

يُذكر أنّ اللاعب "آصف شحوارة" من مواليد قرية "الزّهيريّات" 1974. متزوّجٌ وله ابنتان.