يعدّ "سدّ الثورة" منجزاً مهماً للمناطق المحيطة به؛ فهو الخير الذي أحيا الأرض وفرشها بالأخضر لتتحول إلى بقعة سياحية، كما أنه نقطة وصل ومحطة للعابر بين منطقة "الحفة" ومنطقتي "القرداحة" و"المزيرعة".

قامت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 آب 2016، بجولة على "سدّ الثورة" الذي تحيط به تسع قرى، فيكفي أن ننظر إلى المساحات الخضراء الواسعة لنلمس أهمية مياهه ودورها في إحياء آلاف الهكتارات، وهناك التقينا المزارع السبعيني "أحمد محمد" من قرية "القريمانية" المروية بمياهه، ويقول: «قبل إنشاء السدّ كانت الأراضي البور منتشرة على مساحات واسعة باستثناء القريبة من مجاري الأنهار والينابيع، ولكن في وقتنا الحالي تنعم المنطقة بوفرة زراعية ومواسم كثيرة تعتمد على الريّ؛ ففي السابق اقتصرت الزراعة على الزراعات البعلية، وكانت الأراضي جرداء، والأرض التي أملكها تزيد على أربعين دونماً، كنت أزرعها قمحاً وشعيراً ومزروعات بعلية، وبعد إنشاء السدّ بتّ أزرعها بأشجار البرتقال بعد مرور خط الريّ بها من كل الجهات، حيث ساهمت مياهه الوافرة بانتشار الريّ بالتنقيط الذي وفر الجهد وساعد على ترشيد المياه، كما نزرع الخضراوات الصيفية بوجه دائم، وأبنائي يهتمون بالأرض وزراعتها حالياً».

لقد أحدث نقلة نوعية في حياة الناس من النواحي كافة، وساهم في إحياء الأراضي والتوسع في المساحات الزراعية وزيادة مردودها وتنوع المحاصيل، والانتقال من الزراعات البعلية إلى المروية، كما ساهم في تحسين الوضع المعيشي، وتأمين فرص العمل، وتوفير مياه الشرب لبعض القرى من خلال مشروع معالجة المياه في قرية "طرجانو"، ولكنه لم ينل نصيبه من الاستثمار السياحي، واقتصر على مشاريع صغيرة لا تلبي حجم أهميته، وغير مستثمر من ناحية الثروة السمكية

يحدثنا "سليمان إبراهيم سلمان" صاحب استراحة في قرية "غرناطة" المطلة على بحيرة السدّ، قائلاً: «قمت منذ اثنتي عشر سنة بتحويل بستان الزيتون الذي أملكه والذي يطلّ على سدّ "الثورة" إلى استراحة أقدم فيها بعض المأكولات، الإطلالة الجميلة ومنظر المياه يشجع الناس على الجلوس والاستمتاع؛ فالمكان شعبي، وأشجار الزيتون، والبساطة في التجهيزات، والهدوء، والابتعاد عن الازدحام؛ كل هذه العوامل تجذب الزوار من قرية "غرناطة" ومن كافة أنحاء مدينة "اللاذقية"، يزداد عملي في فصل الصيف، وأسعاري تناسب الوضع المادي لكل من يقصد المكان، ووفرة مياه السدّ ساعدتني بإحياء أرضي أيضاً والعمل بالزراعة إضافة إلى عملي بالاستراحة، كما أنني قمت بتأمين فرص عمل لشبان عدة من المنطقة».

سلمان إبراهيم سلمان

المهندس "مازن السيد" الذي يعمل بالسدّ، حدثنا عن جغرافية السدّ وتفاصيل أخرى عنه، قائلاً: «يقع "سدّ الثورة" على نهر "الصنوبر" شرق مدينة "اللاذقية" على مسافة 25 كيلو متراً، ويرتفع عن سطح البحر 90 متراً، وسعته التخزينية 98 مليون متر مكعب، ومساحة سطح البحيرة 365 هكتاراً، وطولها 2.7 كيلو متر، حيث دخل الاستثمار عام 1996، ويروي عشرة آلاف هكتار من الأراضي الزراعية، وتمتد شبكاته من "البهلولية" شمالاً مروراً بقرى ومزارع عديدة إلى "اسطامو" و"كلماخو" جنوباً، ويتغذى من الأنهار "ديفة" و"كيمين" و"رسيون"، إضافة إلى الروافد الطبيعية في فصل الشتاء، ويفيض حسب هطول الأمطار، فقد فاض مرتين عام 2003، وعام2013».

وعن أهميته، يضيف قائلاً: «لقد أحدث نقلة نوعية في حياة الناس من النواحي كافة، وساهم في إحياء الأراضي والتوسع في المساحات الزراعية وزيادة مردودها وتنوع المحاصيل، والانتقال من الزراعات البعلية إلى المروية، كما ساهم في تحسين الوضع المعيشي، وتأمين فرص العمل، وتوفير مياه الشرب لبعض القرى من خلال مشروع معالجة المياه في قرية "طرجانو"، ولكنه لم ينل نصيبه من الاستثمار السياحي، واقتصر على مشاريع صغيرة لا تلبي حجم أهميته، وغير مستثمر من ناحية الثروة السمكية».

م.مازن السيد
موقع السد على جوجل إيرث