يقع ميناء الصيد والنزهة في الجهة الشمالية الغربية لمدينة "اللاذقية" على الطريق العام المؤدي إلى الشاطئ الأزرق، ويعرفه كثيرون من عشاق الصيد والنزهة باسم "الميناء اليوغسلافي".

يعود هذا الاسم إلى اسم الشركة اليوغسلافية التي نفذت المشروع وقت تأسيسه أواسط السبعينيات، وقد تم تطويره لاحقاً من قبل الشركات العامة السورية فأصبح بطول 1430 متراً، ومجموعة من الأرصفة يصل عمقها حتى 6 أمتار، و"مكسرين" لرسو السفن وبسعة 350 قارباً وأكثر.

الميناء والصيادون إضافة إلى ورشات صيانة السفن الصغيرة الموجودة هنا هي متنفس للمدينة للنزهة أيضاً، حيث يقوم بعضهم بالفرجة على البحر وعلى نشاط الصيادين، ومن يدري فقد تنتقل إليه "سوسة" الصيد فيتعلم هنا ويبدأ رحلته في عالم الصيد

"محمد فارس الحج حسن" صاحب أحد مراكب الصيد في المياه الدولية تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 تشرين الأول 2015، قائلاً: «يوفر الميناء أماكن متعددة للصيادين للانطلاق في عملهم سواء أكانوا هواة أم محترفين، الصيادون الهواة عادة يبقون على الشاطئ، أما المحترفون فمجالهم البحر الواسع بدءاً من الشواطئ السورية وصولاً إلى أبعد مكان يقدرون الوصول إليه، نقصد نحن في مراكبنا المياه الدولية للصيد بكميات تختلف تبعاً للأوقات التي نخرج فيها، وقد اصطدنا قبل وقت أكثر من 250 كلب بحر من قلب المياه الدولية، لكن يبقى البحر "رزقه عليه" كما نقول».

الحاج محمد فارس الحج حسن

يقصد الميناء أيضاً صيادون محترفون لا يملكون القوارب، فينطلقون إلى الصيد في بقاع المرفأ حيث تساعد الأعماق على توفير ما يصطادون، مستخدمين عدة أنماط من الصيد منها الصنارات التي تختلف نوعياتها وقوتها وقدرتها على الصيد، يضيف الحاج "فارس".

يتم صيد مختلف أنواع السمك من المرفأ الذي يتمتع ببيئة طبيعة غير ملوثة تسمح للأسماك بالنمو، من أبرز الأنواع التي يتم صيدها هنا "الغريبة" و"السلطاني" و"القريدس"، وبعض الأنواع الأخرى الصغيرة الحجوم عادة، لكن يحدث أحياناً أن يتم اصطياد "حبات كبيرة" خاصة في مواسم الخريف التي يقل فيها الأكل في المناطق العميقة فتأتي الأسماك إلى الشواطئ والمرافئ.

سفينة صيد عليها قاطر

يقول ابن الحاج فارس "خالد" الذي يمارس مهنته كصياد منذ كان صغيراً: «الميناء والصيادون إضافة إلى ورشات صيانة السفن الصغيرة الموجودة هنا هي متنفس للمدينة للنزهة أيضاً، حيث يقوم بعضهم بالفرجة على البحر وعلى نشاط الصيادين، ومن يدري فقد تنتقل إليه "سوسة" الصيد فيتعلم هنا ويبدأ رحلته في عالم الصيد».

يوجد في المرفأ الصغير العديد من قوارب النزهة واليخوت السياحية المعروفة، أحدها مثّل قبل مدة تجربة سورية منفردة بالسياحة البحرية هي تجربة المطعم العائم، وقد انطلقت التجربة لمدة تجاوزت العام وبأسعار تشجيعية وقتها؛ لكن ظروف الأزمة الراهنة في البلد أوقفتها، وهناك اليوم مشاورات بين المالكين وشركاء جدد لإعادة إطلاق التجربة من جديد.

منظر آخر للميناء

إلى جانب الصيد والنزهة هناك ورشات لبناء وصيانة السفن واليخوت الصغيرة والمتوسطة، يقود هذه الورشات مجموعة من المهنيين والحرفيين الذين تعلموا المهنة من آبائهم ووصلوا بها إلى مرحلة بناء سفن لمصلحة دول الجوار وبأسعار أقل من غيرهم، وورشة "حريشية" لبناء السفن هي إحدى أقدم هذه الورشات التي قامت ببناء أطول سفينة وبيعها، وقد بلغ طولها 37 متراً وبحمولة ألف طن.

يقول صاحب الورشة "محمد حريشية": «نقوم بأعمال بناء السفن وصيانتها مثل إجراء العمرة للسفن واليخوت والمراكب بأنواعها، ولدينا مزلقان لرفع وإنزال السفن طولياً إلى المياه، ويتم تصميم السفن بجميع أجزائها بالخبرة؛ حيث تقوم الورشة ببناء السفن عند الطلب وحسب المواصفات المرغوبة من مالك السفينة وفق إمكانياتها».

يفتح الميناء أبوابه طوال اليوم، ويمكن الوصول إليه للراغبين من الطريق العام المؤدي إلى منطقة الشاطئ الأزرق، وتبقى وسائل النقل العام متاحة حتى وقت متأخر من الليل، كما يمكن الإطلالة عليه عن طريق زيارة نادي اليخوت المجاور للميناء؛ وهي مشاهد لن يتوقع الزائر وجودها في مدينة "اللاذقية".