هو قبلة أهالي جبلة ومقصدهم ريفاً ومدينةً، كما انه قبلة زوار هذه المدينة الفينيقية العتيقة وسياحها، يتميز بحركته النشطة صباحاً ومساءً، ويتحول عند غروب الشمس إلى مجمع اجتماعي ورياضي وثقافي وترفيهي لمختلف الأجناس والأعمار.

يبدأ الكورنيش من حي الفيلات شمال المدينة ومع بدايته تبدأ الكزدورة في منطقة هادئة قليلة الازدحام ما تلبث ان تعج بالناس عند دوار الفيلات الجديد، حيث تنتشر المقاهي على يمين الكورنيش والتي تشكل عامل جذب للمستثمرين والزبائن بمختلف مشاربهم.

بشكل شبه يومي أقوم بعد العشاء بزيارة الكورنيش لكي أتناول الذرة بالملعقة إنهم يحضرونها بطريقة شهية جداً لا يمكن مقاومتها

يقول "أحمد سليمان أحمد" مستثمر مقهى "فينوس البحر" لمدونة وطن eSyria بتاريخ 9/9/2013: «الكورنيش لم يخلق فقط لكي نتمشى عليه لذلك كان لابد من خيارات أخرى لتأمين الراحة والسعادة للزوار، والمقاهي هي أحد هذه الخيارات حيث إنها تستقطب عدداً كبيراً من الناس خصوصاً في فترة المساء حيث يتابع الناس الغروب وهم جالسون يحتسون بعض المشروبات (شاي، قهوة، متة.. إلخ)، والزبائن مقسومون لقسمين بعضهم يفضل الجلوس على الجهة البحرية والتمتع بمنظر البحر وبعضهم يفضل الجلوس على الجهة الثانية المطلة على الكورنيش وحركة المواطنين».

قطار الكورنيش

من لا تستهويه المقاهي فإن بإمكانه الجلوس في الحدائق التي تنتشر بكثرة على الكورنيش وهي متنزه العائلة بالكامل بحسب الكابتن "عمار الشمالي" مدرب منتخب سورية للشباب، حيث يقول "الشمالي": «كورنيش جبلة نشط جداً في المساء وهو متنفس جميل لكل أفراد العائلة، فالحدائق المنتشرة عليه تستوعب الجميع وهي تخلق فرصةً للترفيه والتواصل الاجتماعي بين الأطفال، حيث إنني أصطحب عائلتي إليها بين الحين والآخر، وفيها يلعب أطفالي مع الأطفال الآخرين فيما أجلس وعائلتي مع أهالي الأطفال وقد نتبادل أطراف الحديث حول أطفالنا أو حول الكثير من المواضيع الأخرى».

عربات الذرة والقهوة وغيرها من المواد الأخرى تنتشر على جانبي الكورنيش وهي تؤمن دخلاً جيداً لأصحابها وتحظى باهتمام رواد الكورنيش، حيث يقول السيد "حكمت محلا": «بشكل شبه يومي أقوم بعد العشاء بزيارة الكورنيش لكي أتناول الذرة بالملعقة إنهم يحضرونها بطريقة شهية جداً لا يمكن مقاومتها».

الكورنيش نهاراً

قطار الكورنيش هو أيضاً من المعالم الرئيسية له في هذه الأيام حيث يجوله يومياً عشرات المرات محملاً بالأطفال وأهاليهم الذين لا يتوقفون عن الغناء والتصفيق ويعيشون أجواءً ترفيهية تنسيهم ولو للحظات متاعب الحياة، وقد دفع بهذا القطار السيد "علي حمدان" وهو مدير روضة أطفال لأخذ الأطفال في رحلة مسائية على الكورنيش بالقطار، وعنه يقول: «لقد سعد الأطفال بالرحلة كثيراً وشعروا وكأنهم سافروا إلى بلد آخر ولعبوا بكل الألعاب وعادوا للنوم بعمق بعد جولة تعب من اللعب».

لا يغيب العشاق عن الكورنيش صغار السن منهم وكباره، بعض هؤلاء العشاق يعشقون الكورنيش كحال الشاب "عمر حاج خميس" الذي يزور "جبلة" قادماً من "إدلب": «منذ كنت صغيراً وأنا أسمع عن هذا الكورنيش الذي لطالما رسمت في مخيلتي صوراً له، لكن بعد زيارتي له شعرت بأن كل الصور لا تضاهي صورة الحياة فيه، لقد تحولت علاقتي معه إلى علاقة عشق حقيقية، إنه منارة جبلة وقبلتها الجميلة التي لا يتوه عنها زائر لهذه المدينة ولا مقيم فيها».

ميناء جبلة المطل على الكورنيش

لا يقل كورنيش جبلة أهمية عن أهم المعالم في العالم بالنسبة لأهالي جبلة، فهم يلتجئون إليه في أوقات الفرح والحزن، ويفاخرون ضيوفهم به، ويجتمعون ريفاً ومدينة صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً عليه.