لطالما ترى الناس على بابها كخلية نحل تسعى، فالإحتفالات والأفراح الملونة بأعلام الوطن اشتهرت بجماليتها بين مساحاتها، والمناسبات الثقافية والفنية والنشاطات التكريمية لابد منها أن تحتضنها مقاعدها، فـ"دار الأسد" غدت جامعة ثقافية لكل المعارف والثقافات. موقع eLatakia زار الدار والتقى مديرها الأستاذ "عصام إسماعيل" الذي حدثنا عن أقسام الدار وعملها وعما قدمته خلال الأربع سنوات الماضية فقال:

«تعتبر "دار الأسد" منارة ثقافية مهمة تغذي كل نشاطات المحافظات السورية ثقافياً، وكل شرائح المجتمع بمختلف مجالاتها، حيث يدخل إلى هذا المركز حوالي 2000 زائر يومياً ونحن بدورنا نحاول أن نؤمن لهؤلاء الزوار كل المستلزمات التي يحتاجون إليها، فهناك معهد الثقافة الشعبية والذي يتضمن دورات اللغات، وقص الشعر، وعلوم الإنترنيت حيث يضم حوالي 560 طالب في الدورة الأولى، وفي الدورة الثانية ضم 590 طالب بمدة دورة استمرت ثلاثة أشهر يحصل الطالب فيها على وثيقة ممهورة من الوزارة يحق له من خلالها فتح أي موقع مهني يعتاش منه ويعمل بالشهادة التي حصل عليها من المعهد.

في الدار صالة للمعارض الفنية التي نستقبل فيها الفنانين ونقدم لهم كل مستلزمات العرض الذي يستمر لمدة أسبوع كامل بالتنسيق مع الفنان نفسه من خلال طلب يقدمه لنا مسبقاً حيث تحتضن الصالة كحد أدنى معرضين فنيين

ويوجد أيضاً مسرح الدار يقدم عليه العروض الفنية والمسرحية، وطبعاً وكما تعلمون وحسب شهادات الجميع حيث يعتبر المسرح من حيث حداثة مكوناته من أفضل المسارح في سورية ويتسع لأكثر 700 مقعد، كما يوجد في الدار مركز لبيع الكتب وهو يستقبل زواره على مدار الساعة يتخلله حسم لأسعار بيع الكتب الصادرة عن الوزارة، بالإضافة لمعارض للكتب تقام على مدار العام وبشكل منظم».

من نشاطات قاعة المحاضرات ضمن بناء الدار

ويضيف الأستاذ "إسماعيل" حديثه عن محتويات "دار الأسد للثقافة" بالقول: «في الدار صالة للمعارض الفنية التي نستقبل فيها الفنانين ونقدم لهم كل مستلزمات العرض الذي يستمر لمدة أسبوع كامل بالتنسيق مع الفنان نفسه من خلال طلب يقدمه لنا مسبقاً حيث تحتضن الصالة كحد أدنى معرضين فنيين».

وعن المكتبة القديمة الأولى صاحبة السمعة الواسعة من حيث المحتوى الثقافي القيم يقول: «هذه المكتبة موجودة ضمن بناء الدار حيث تحتوي على 28 ألف عنوان لكبار والمؤرخين والباحثين، بالإضافة إلى المكتبة الثانية التي تضم 9000 عنوان، بحيث يتواجد ضمن المكتبة يومياً أكثر من 300 زائر، بالإضافة إلى الطلاب اللذين يتوافدون إليها يروق لهم الدراسة ضمن مساحتها وعلى طاولاتها».

احدى الأمسيات الموسيقية التي اقيمت على مسرح الدار

تقدم الدار العديد من الخدمات للطلاب والأطفال اللذين يقصدون الدار عنها يضيف السيد "إسماعيل": «نعمل على الإعلان مسبقا عن أي نشاط سنقوم به ومدته الزمنية وحتى محتواه، وبالتالي تعمل الكثير من الأسر من بعد الاطلاع على الإعلانات الملصقة إلى المبادرة لتسجيل أطفالهم بالدار وضمن القسم الخاص وكل نشاط ودورة نعدها نختار أصحاب الكفاءة فنحن نحتضن الأطفال من عمر 7-12 سنة وذلك بشكل دوري من خلال دورة تضم تعلم اللغة الانكليزية والفرنسية، والخط بكافة أنواعه، والرسم والموسيقى برسوم رمزية تقدر بـ200 ل.س ثمن شراء كتب للدراسة وآلات موسيقية أدوات رسم، وتهدف هذه الدورات إلى تعارف الأطفال على بعضهم وتعاونهم المشترك لرفع المستوى الثقافي لديهم بالإضافة إلى ذلك تعارف أسر الأطفال على بعضهم أيضاً وذلك من خلال متابعة أطفالهم الذين يقبلون على مرحلة مستقبلية طموحة وواعدة بتحقيق ما يحلمون به ويعيشون من أجله».

احتضنت الدار خلال السنوات الأخيرة العديد من المهرجانات الفنية والمسرحية، وعن كيفية تنظيمها يقول مدير الدار: «في الحقيقة تحتضن الدار ومسرحها العديد من المناسبات الفنية والمسرحية التي تقيمها وزارة الثقافة والجمعيات الأهلية الخاصة، فنحن نعمل كإدارة بكامل موظفيها على توفير كل مستلزمات نجاح أي احتفالية وقد استقطبت الدار العديد من الفرق الفنية الراقصة والمسرحية الدولية خلال مهرجانات عديدة نذكر منها (المنودراما، الكوميديا، ومهرجان نقابة الفنانين المسرحي...) وفرق مسرحية سورية وعربية ودولية، فالمسرح لدينا مؤهل تقنياً بشكل جيد نسعى حاليا إلى تحديث معداته وتقنياته، وكل ما نملك هو مسخر لخدمة المناخ الثقافي في المحافظة والذي يندرج ضمن زيادة الوعي الثقافي والاجتماعي للمواطنين الذي اعتادوا حاليا على زيارة الدار لمعرفة مواعيد نشاطاتها وعدم إضاعة أي فرصة تمكنهم من حضور أي نشاط يحصل، وبالنسبة لترميم المسرح القومي القديم، فتحولت جميع النشاطات التي كانت مقررة عليه إلى مسرح الدار وفق قرار من الوزارة، بحيث نعمل على استيعاب الجميع واستخدام كل مساحات الدار لتكون أماكن تدريب للفرق المسرحية والفنية ما قبل العرض».

ويختم الأستاذ "عصام إسماعيل" حديثه بالقول: «بالحقيقة، أنا راض إلى حد ما عن المرحلة التي وصلنا إليها، ولكن الفعل الثقافي يلزمه الكثير حتى يبدو فعلاً ثقافياً، فنحن نطمح رغم الظروف والإمكانات المادية البسيطة إلى تطوير أجهزة الصوت سنوياً وبالتالي مواكبة الحداثة التي تتغير حولنا في جميع أنحاء العالم، وانتم تعرفون بأن تطوير تقنيات المسرح من شأنه تطوير العمل الفني أو المسرحي نتيجة لذلك التطوير والتحديث».