في مكان يكتنز صوراً خريفية ممتعة يحلو فيها النظر كما يحلو فيها السهر وتحلو فيها الحياة، وإلى شماله يسير نهر بهدوء باتجاه البراري حيث يمر بالعديد من الأماكن هادئاً؛ في هذا المكان تغفو قرية "دوير بعبدة" متسلقة قمة أحد الجبال في الساحل السوري.

eLatakia كان له جولة في القرية بتاريخ 3/12/2008، التقى خلالها مع المهندس "إياد جديد" رئيس بلدية القرية والذي حدث موقعنا عن موقع القرية وحدودها بالقول: «على امتداد 4000 دونم تقع قرية "دوير بعبدة" متوسطة قرى "بعبدة"؛ "سربيون"؛ "قرفيص"؛ "بيت العلوني" على ارتفاع 700م تقريباً عن سطح البحر. وتطل على سهول "بانياس، جبلة، اللاذقية" في منظر ساحر ونادر، ومن يزور القرية في هذه الأيام يجد بين أحراجها جمال لوحات ربانية مدهشة، وقد اختلطت ألوان أوراق الأشجار بين خضراء صافية وصفراء خريفية وهي تستعد لتنقل بين مراحل حياتها المختلفة منذ ولادتها حتى نهايتها، وإلى الشمال سيجد الزائر نهر "القنيطرة" الذي يعد من الأنهار الموسمية التي يستخدمها بعض الأهالي في سقاية كروم الزيتون، والبعض الآخر يلجأ إلى نبع صغير يدعى "عين برمان" لسقاية أشجاره، وعن الزراعات التي تتمتع فيها القرية قال المهندس "إياد جديد": «تتمتع قرية "دوير بعبدة" بتربة خصبة جعلتها ملائمة لمواسم عدة ولكن مناخها البارد شتاءً ترك لها بصمات في زراعة التبغ بأنواعه والزيتون بالإضافة إلى التفاح بنوعيه الصيفي والشتوي».

وعن الخدمات وواقع التعليم في القرية قال المهندس "إياد جديد": «تتميز قرية "دوير بعبدة" بأنها ذات مركز متوسط للقرى الريفية، لذلك فقد نالت درجة واضحة من الأهمية والتطور إذ تحوي القرية سوقاً تجارياً كبيراً يخدم القرية والقرى المجاورة، ويتوفر فيها العديد من الخدمات الصحية من مركز صحي متطور، ومركز حديث للتوليد، إضافة إلى العديد من العيادات الطبية والصيدليات، أما مستوى التعليم في القرية فقد تواجدت المدارس في القرية منذ عشرينيات القرن العشرين، وهي ذات مستوى تعليمي عالٍ وقد حقق العديد من أبنائها إنجازات متعددة في داخل الوطن أو في بلاد المغترب، إضافة إلى ذلك فقد وصلتها الخدمات الفنية من كهرباء وماء وبريد منذ سبعينيات القرن الماضي».

وعن أصل تسمية القرية فقد اختلفت الآراء فيه بين أهالي القرية وقد كان لـeLatakia استطلاع بين الأهالي الذي رأى البعض منهم أن تسميتها تعود إلى كثرة دور العبادة في القرية والتي تركت أثاراً لها في القرية على امتداد العصور والأزمان، وبعض آخر رأى فيها أنها تعود لوجود دير بيزنطي قديم بناه البيزنطيون عندما احتلوا القرية في أحد الأزمنة.