تشهدُ حديقة "الأندلس" على ضحكات الأطفال وأحاديث الكبار كل يوم في أوقات مختلفة، حيث أصبح زوّارها من المرتادين الدائمين لها لأهمية موقعها وطبيعتها التي تساعدهم على ممارسة أنشطتهم المنوّعة، والملاذ الذي يقضون فيه أوقات فراغهم، ويزيل بعض متاعبهم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" قامت بتاريخ 17 كانون الأول 2019 بجولة في يوم شتائي مشمس في حديقة "الأندلس"، والتقت المهندس "علي بركات" مدير مركز "المشروع العاشر" وحديقة "الأندلس"، فتحدث عن الحديقة قائلاً: «تقع حديقة "الأندلس" بالقرب من نقطة تقاطع حيوية، حيث دوار "الأزهري"، وبداية طريق "الشاطئ الأزرق"، وتحيط بها أحياء "الرمل الشمالي"، "الأزهري"، "مشروع ب"، حي "الشرفاء"، و"باب المرفأ الرابع"، تبلغ مساحتها خمسة وعشرين دونماً، فيها سور خارجي وتحتوي على أشجار متنوعة كالنخيل، خف الجمل، أكاسيا، جكرندا، سرو، خرنوب، توت، صنوبر، وشجيرات منوعة وأسجية نباتية، وتتميز بأنها محافظة على غابة الصنوبر التي تعود لبدايات القرن الماضي».

الجلوس في الحديقة يساعدني في تبديد الملل، خاصة أنني متقاعد، وهي قريبة من منزلي حيث أحضر مع عائلتي وأبنائي وأحفادي، ونقضي معظم أوقات فراغنا فيها

وعن الخدمات المتوفرة في الحديقة قال: «الممرات مرصوفة جميعها، ومناهل الشرب بكامل جهوزيتها، إضافة للإنارة ودورات المياه وسلل المهملات والمقاعد الخشبية التي نقوم بصيانتها بشكل دائم، واستراحات خشبية وألعاب ومسرح للأطفال، ويوجد بئران للمياه، كما أنّ العمل اليومي يبدأ بتنظيف الحديقة ورفع الأشجار من خلال تقليمها وصيانة الألعاب، وقصّ الأسيجة النباتية، والمواصلات مؤمنة للحديقة من أكثر من جهة كونها تقع عند نقطة تقاطع حيوية».

علي بركات

هندسة الحديقة كانت محطة لكثير من الأنشطة والفعاليات، وهنا تحدث المهندس "علي" قائلاً: «هي عبارة عن حديقة صنوبر كاملة، كانت متنزهاً طبيعياً لسكان المدينة، وزوارها من فئات عمرية مختلفة، وتمّ إحياء فعاليات كثيرة فيها، مثل عروض مسرحية للأطفال، ومعارض رسم وأنشطة ثقافية ودورات ومعرض للمنتجات الريفية، وحملات تشجير ونظافة قامت بها جهات مختلفة، وهناك زوار دائمون ونراهم بشكل يومي، فهي تشكل محطة هامة لسكان المدينة والأحياء المحيطة بها».

تزور "سعاد سليمان" الحديقة، فهي بالنسبة لها الطبيعة الريفية التي تحبها، تحدثت عن ذلك بالقول: «أحضر إلى هذا المكان منذ خمسين عاماً لقضاء أوقات الفراغ وممارسة الرياضة، وأصبحت الحديقة أجمل من السابق، ومكاناً آمناً تتوفر فيه خدمات عدة، وتشبه طبيعة القرية، وكوني أحب الطبيعة لا بدّ لي من الحضور يومياً والجلوس لساعات، ففيها راحة للنفس وراحة للبصر».

نوفل معلا

السبعيني "نوفل محمد معلا" تحدث عن الحديقة، وبعض ذكرياته فيها قائلاً: «كنت أمرّ من هذا المكان حين كان عمري سبعة أعوام، كانت أشجار الصنوبر العالية والصنوبر الشجري القصير تطغى على المكان، حيث كنا نأتي لنلعب، ولم تكن ملامح المنطقة كما هي الآن، وأذكر أنه كان في الحديقة معلّماً يدعى "محمد" يعطي الدروس هنا، وأجد في الوقت الحالي هذه المظاهر لمجموعات من طلاب المدارس أو الجامعات يدرسون في الحديقة، وأرى أحياناً البعض ممن يطالعون كتبهم الخاصة، ما زلت أحضر وأصدقائي، ونلتقي أبناء جيلنا نتحدث في كل شيء عن الظروف والحياة، ونستعيد ذكرياتنا، أصبحت الحديقة من العادات الدائمة واليومية لملاقاة الأصدقاء».

أما الثمانيني "نصر سلمان عمران" تحدث عنها قائلاً: «الجلوس في الحديقة يساعدني في تبديد الملل، خاصة أنني متقاعد، وهي قريبة من منزلي حيث أحضر مع عائلتي وأبنائي وأحفادي، ونقضي معظم أوقات فراغنا فيها».

نصر عمران