السجل المدني هو أول جزء من أجزاء الحكومة الإلكترونية يتم وضعه قيد التنفيذ في "سورية"، الأمر الذي اعتبر وقتها رافعة حقيقية لعلاقة المواطن مع الدولة، لكنه خلق بالمقابل مشكلات جديدة.

تبدأ علاقة المواطن مع السجل المدني منذ اللحظة الأولى لولادته، فوثائق الولادة وإخراج القيد والهوية الشخصية، وسندات الإقامة، وحصر الإرث وغيرها؛ كلها أوراق ترافق الإنسان في حياته يتضمنها السجل المدني، ولذلك فإن تسريع الحصول على هذه الأوراق يعد هاجساً وحيداً للإنسان السوري.

أصبح الحصول على الوثائق الشخصية أكثر صعوبة نظراً للظروف الراهنة، وبسبب انقطاع الكهرباء وتوافر الشبكة المرتبط بها، وبالنسبة للوافدين فإن أغلب الوثائق فقدت إثر خروجنا من مدننا وقرانا، لذلك نحن الأكثر ارتياداً للسجل المدني، والأكثر احتياجاً لهذه الوثائق، ويستغرق الحصول على بعضها أياماً تبعاً للظروف

في جولة ضمن مقر السجل المدني في "اللاذقية" حيث لا ينتهي الازدحام أبداً، التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 تموز 2015، السيد "عبد الله زعرو" من وافدي محافظة "حلب" والقادم للحصول على إخراج قيد، يقول: «أصبح الحصول على الوثائق الشخصية أكثر صعوبة نظراً للظروف الراهنة، وبسبب انقطاع الكهرباء وتوافر الشبكة المرتبط بها، وبالنسبة للوافدين فإن أغلب الوثائق فقدت إثر خروجنا من مدننا وقرانا، لذلك نحن الأكثر ارتياداً للسجل المدني، والأكثر احتياجاً لهذه الوثائق، ويستغرق الحصول على بعضها أياماً تبعاً للظروف».

حركة لا تهدأ

المواطن "حسن أبو غبرا" من "اللاذقية" احتج على التأخر في الحصول على الوثائق، مضيفاً: «وقتنا ليس ملكاً لنا دائماً، فنحن أيضاً موظفون ونترك عملنا للحصول على هذه الوثائق، أعتقد أنه يجب إيجاد طريقة للحصول عليها من دون الحاجة للمراجعة هنا دائماً، كأن يكون هناك موقع إلكتروني على الشبكة يمكن الحصول منه على هذه الوثائق ودفع الرسوم المترتبة بناء على الرقم الوطني أو الراتب أو المؤسسة، أو غير ذلك».

موظفو السجل المدني لا يألون جهداً في خدمة الناس، وما إن يبدأ الدوام حتى تكون تجمعات الناس بالعشرات، الأمر الذي يؤدي إلى ضغط على الموظفين، وتكون أغلب المشكلات التي تحدث في تأمين حاجة كل فرد، يقول "مهند أحمد" موظف في السجل المدني: «الازدحام هنا طبيعي، ولكن المشكلة هي في تحقيق غاية كل فرد التي تستغرق وقتاً لإنجازها، فهناك حقيقة سجلات ما نزال بحاجة للرجوع إليها، عدا أمور الشبكة التي تتعلق بكثير من ظروف المناطق الأخرى ودوام الموظفين فيها، فالموظف يرسل استعلامات إلى مراكز متعددة، وما إن يتلقى منها إجابة حتى تكون الوثيقة جاهزة، الوقت المستغرق مرتبط بهذه الظروف، بعض المراكز لا يداوم موظفوها كثيراً بسبب وقوعها في مناطق ساخنة، بعض هذه المراكز تم إحراقه وبالتالي يكون المرجع الرئيس السجل المركزي في "دمشق"؛ ويحصل بالتالي اختناق بسبب كثرة الاستعلامات الواردة إلى هذا المركز».

عبد الله زعرور

يداوم موظفو السجل المدني أحياناً يوم السبت للتخفيف من ضغط العمل، فيما يبقى الازدحام سمة موجودة في سجل "اللاذقية" المدني، يقول المختار "طلال غانم" مختار حي "بسنادا": «العدد الكبير من الناس من مختلف المحافظات وكثرة فقدان الوثائق؛ أضاف عوامل ضغط كبيرة علينا وعلى النفوس، مع أن هناك عدداً من الموظفين على كل حاسوب، إلا أن الحاجة تبقى إلى مزيد من الوقت والكهرباء وتوافر شبكة الربط، كذلك فإن هناك حاجة إلى التخفيف من القدوم إلى السجل المدني عبر افتتاح مراكز مؤتمتة على الشبكة مثلاً، أو عبر الموقع الإلكتروني للوزارة الذي يمكنه استقبال الطلبات وطباعتها ثم توقيعها هنا لتصبح بذلك وثيقة رسمية».

تختلف المدة الزمنية لاستخلاص الوثائق تبعاً لنوعها والبيانات الموجودة فيها، ففي حين تستغرق وثيقة "إخراج القيد" بضع ساعات تبعاً للمركز المطلوب منه الوثيقة، فإن الوثيقة المرتبطة بجواز السفر تستغرق يومين أو ثلاثة، كذلك فإن معاملة فقدان الهوية أو طلب تالف تستغرق حتى إنجازها حوالي الأسبوع، أما معاملة حصر الإرث فقد تستغرق شهوراً.

أمام السجل المدني

تبقى هناك حاجة ماسة إلى تحديث عمل هذه المؤسسة بالارتباط بعناصر أخرى تخفف من الضغط عليها، وتتيح في نفس الوقت إنجاز معاملات المواطنين بالسرعة المطلوبة.