إنجازات كثيرة حققتها "دراجات اللاذقية" في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي على المستويين المحلي والعربي، ورفدت المنتخبات الوطنية بأسماء كثيرة مثلت سورية في البطولات الخارجية، لكن المتابع للعبة اليوم يرى أن عجلاتها توقفت عن الدوران، وبعد أن كانت اللعبة في القمة ها هي تعود إلى الظل بهبوط فريقي الرجال والسيدات إلى الدرجة الثانية.

للوقوف على المشاكل والصعوبات التي تواجه اللعبة التقى موقع eLatakia مع الكابتن "شريف الأطرش" رئيس اللجنة الفنية لدراجات "اللاذقية"والذي تحدث عن واقع اللعبة المرير بالقول: «تربعت "اللاذقية" على قمة الفرق وكان لاعبونا يشكلون نصف تشكيلة المنتخب، لكن دوام الحال من المحال حيث تأثرت اللعبة سلباً بضعف الإمكانات المادية وتراجعت لضعف الاهتمام الرسمي بها والتجاهل الشعبي والإعلامي لها فهجرها اللاعبون لأن تكاليف اللعبة باهظ جداً ولا بد لأي لاعب يرغب بممارسة اللعبة أن يقتني دراجة وسعرها يتراوح من 10 آلاف ويرتفع بجودة الدراجة، وكذلك اللباس الخاص باللعبة غير متوافر ونشتريه من محلات الألبسة المستعملة والحذاء وحده يصل سعره إلى 5 آلاف ليرة، وعليه فإن الأهل يفضلون الرياضات الشعبية وغير المكلفة.

بدأت التدريب على الدراجة منذ سبعة أشهر وأنا في الصف الثامن وأمامي فرصة لتطوير قدراتي الفنية والبدنية لكنني أتمنى أن نلقى الرعاية والاهتمام من المسؤولين عن الرياضة في وطننا الحبيب

وإذا نظرنا إلى الدعم المقدم لنا نراه لا يفي بالغرض ولا يتجاوز عشرة آلاف ليرة سنوياً فيما نصرف على اللعبة من جيوبنا أكثر من خمسين ألف سنوياً ويعود ذلك لكثرة الأعطال التي تصيب الدراجات وأعمال الصيانة وشراء بعض القطع مكلف وللأسف ما زلنا نعاني حتى الآن وآخر دعم حصلنا عليه من اتحاد اللعبة كان تزويدنا بأربع دراجات عام 2005».

شريف الأطرش وماهر السليم وبشار فاتح

وعن مستقبل اللعبة قال "الأطرش": «بدأنا منذ فترة بإعداد وتأهيل عدد من اللاعبين صغار السن وأصبح لدينا قاعدة جيدة في فئتي الذكور والإناث وبمشيئة الله سنكون متواجدين في الدرجة الأولى العام المقبل خاصة أننا استفدنا فنياً وتنظيمياً من استضافة "اللاذقية" لعدد من سباقات الدراجات الهوائية والجبلية وطموحنا لن يتوقف عند الصعود إلى الدرجة الأولى بل يتخطاه للمنافسة واستعادة بريق الانجازات».

وجهة نظر ثانية نقلها لنا الكابتن "بشار فاتح" أمين السر في اللجنة الفنية للعبة ومدرب فئة الذكور تحدث فيها عن الصعوبات المادية في المقام الأول والتي ينتج عنها قلة الدراجات الصالحة للتدريب والسباقات وابتعاد اللاعبين عن ممارسة اللعبة وضعف الكادر الفني المؤهل للتدريب لكون من يرغب بالعمل لا بد له من المساهمة في تغطية النفقات، وقال"فاتح": «واقع اللعبة صعب لدينا حالياً خمس دراجات صالحة للتدريب وثلاث دراجات للسباقات ودراجتان بحاجة للإصلاح، وكما تعلمون الصيانة مكلفة وقطع الغيار مرتفعة الثمن وشهرياً ندفع ما لا يقل عن ستة آلاف ليرة من جيوبنا فقط للصيانة في حين يصلنا من فرع الاتحاد الرياضي 7.5 آلاف ليرة سنوياً».

سهام جبارة مع عدد من لاعباتها

وعن الكادر البشري للعبة قال "فاتح": «بعد عمل مضن يتواجد لدينا حالياً ثمانية لاعبين منهم اثنان مؤهلان للمشاركات نعتمد عليهما في البطولات على مستوى الأندية والمحافظات نظراً لشح الإمكانيات ولاعب مميز أو اثنان أفضل من عشرة لاعبين لا يحققون نتائج».

وحول مضمار التدريب قال "فاتح": «في الأيام العادية نتدرب على مضمار ملعب الباسل باللاذقية وهو جيد وهناك تجاوب من المسؤولين عن الملعب في هذه الناحية، لكن الصعوبة تكمن عندما نرغب بالتدريب على الطرقات ولمسافات قد تصل إلى 100 كم، حيث نعاني من عدم وجود وسائل الأمان التي ترافق الفريق وعند حدوث إصابات "تدهور" نبدأ البحث عن سيارة لإسعاف اللاعب المصاب، وكثيراً ما نقوم باستئجار سيارة خاصة لترافقنا في التدريبات الطرقية».

الصغار يشكلون قاعدة متينة للعبة

والتقينا "سهام جبارة" بطلة العرب عام 1992 والتي سبق لها تمثيل سورية من عام 1983 ولغاية 1997 وتشغل الآن منصب عضو اللجنة الفنية ومدربة الإناث وعن واقع اللعبة لدى فئة الإناث قالت"سهام": «اللعبة لم تتراجع كما هي في فئة الرجال وبناتنا لاعبات منتخب وبطلات العرب لكننا نعاني من ابتعاد اللاعبة عند الزواج وبسبب عدم وجود رديف هبطنا إلى الدرجة الثانية، لكننا تعلمنا من الدرس وكي لا نقع بنفس الخطأ بدأت بتشكيل فريق أساسي وآخر رديف وهذا يتطلب جهداً ومالاً.

الجهد متوافر بإصرارنا وعزيمتنا وحبنا للعبة والعقبة في المال وقلة عدد الدراجات حيث نقوم باستعارة دراجات الشباب في التدريبات والسباقات، ومع هذا قمت بجولات على مدارس اللاذقية وبمساعدة زميلاتي مدرسات التربية الرياضية استقطبت 28 لاعبة وبعد التدريب تقلص العدد إلى 5 لاعبات يتدربن حالياً مرتين بالأسبوع ولمدة ساعتين ونسعى لاستعادة بعض اللاعبات اللاتي ابتعدنّ عن اللعبة، وسأقوم خلال الفترة المقبلة بجولة ثانية لاستقطاب لاعبات صغار السن لتأهيلهن واللاعبة المبتدئة تحتاج لعام من التدريب حتى تتقن اللعبة وتكون قادرة على المنافسة».

ومن اللاعبين التقينا الشاب "محمد نداف" وهو من ومواليد 1994 يعشق اللعبة ويصرف عليها مما يوفره من مال وعنها قال: «اللعبة ممتعة جداً أفرغ فيها طاقاتي الشابة وأتدرب بشكل مستمر لأكون بين أبطال الجمهورية عما قريب، لكننا كلاعبين نعاني من عدم توافر عوامل السلامة والأمان خلال تدريباتنا على الطرق العامة إضافة لعدم توافر الدعم المالي وللعلم دراجتي اشتريتها من حسابي الخاص وسعرها حوالي 26 ألف ليرة سورية».

في حين تقول اللاعبة "رؤى حسن": «بدأت التدريب على الدراجة منذ سبعة أشهر وأنا في الصف الثامن وأمامي فرصة لتطوير قدراتي الفنية والبدنية لكنني أتمنى أن نلقى الرعاية والاهتمام من المسؤولين عن الرياضة في وطننا الحبيب».

وفي لقاء مع الكابتن "مازن الكفري" رئيس اتحاد الدراجات قال لنا: «تراجعت اللعبة في اللاذقية لعدم انسجام القائمين عليها والخلافات التي كانت بينهم، ومنذ فترة بدأت اللعبة تتعافى وهي الآن تسير في الاتجاه الصحيح ونحن في الاتحاد لن نقصر في دعمها حسب المستطاع ووفقاً للإمكانيات المتوافرة».

الكابتن "ماهر السليم" مدرب في نادي "المحافظة" الدمشقي يرى أن دراجات "اللاذقية" بحاجة للدعم المادي وتضافر الجهود لتعود إلى الواجهة لكونها تملك خامات متميزة ولاعبين تطلبهم أندية لها باع في اللعبة ولدينا في "دمشق" عدد من لاعبي "اللاذقية" فضلوا اللعب للأندية التي تدفع لهم رواتب ومكافآت الفوز وهو ما تفتقده "اللاذقية".

بقي أن نشير إلى أن محافظة "اللاذقية" كان لها شرف رفد المنتخبات الوطنية بالعديد من الأسماء الذين حققوا لسورية الألقاب على المستويين العربي والقاري ومنهم "علي عبد الرحمن هنيدة" و"ناصر هنيدة" و"رزق الله هنيدة" و"أحمد هنيدة" و"جمال زربا" و"فهد حوش" و"سامر صالح" و"محمد منزلجي" و"محمد غانم" و"مصطفى عرداتي" و"ميرتا العش" و"مانيا كحيلة" و"رؤى حسون" و"انتصار رجب" و"ريم ماشي" و"شريهان شعباني" و"رونا شاهين" و"افتكار نافلة".