"خرائب سالم" قرية جبلية جملية ترتفع عالياً عن سطح البحر لتعانق الغيوم وتغازل حبات المطر لكن ما يعكر صفوها هو ذلك الطريق المعطل منذ فترة من الزمن مما أدى إلى تراجع السياحة في القرية وتردي الأوضاع المعيشية بعض الشيء وخصوصاً في فصل الشتاء فصل المطر الذي تتحول فيه الطريق في بعض المواقع إلى حفر ملأى بمياه الأمطار ما يصعب قدرة السير عليها سيراً أو حتى بالسرافيس العامة أو السيارات الخاصة.

موقع "eSyria" زار القرية واقترب من أهلها وسمع صوتهم ونقل طلباتهم التي تفضي بأجمعها إلى ضرورة إعادة تأهيل الطريق فوراً وحملها إلى رئيس البلدية ومديرية الخدمات الفنية ولقي فيهما ما يريح أهل القرية ويعيد لهم طريق قريتهم.

الطريق الرئيسي تابع لمديرية الخدمات الفنية فيما الطرق الفرعية تتبع للبلدية، ونحن مستعدون لإصلاح أي خلل فيها والمتعهد ملتزم بإعادتها إلى سابق عهدها وقريباً ستكون جاهزة

يقول السيد "إسماعيل وسوف" وهو من أهالي القرية: «منذ فترة وطريق عام "جبلة- خرائب سالم" مقطوعة بشكل شبه كامل بسب حفريات الصرف الصحي التي تخدم القرية وترفع المستوى الخدمي فيها لكنها كانت مؤذية للطريق الرئيسية والطرق الفرعية نوعاً ما، فالحفر تم دون نشر الإسفلت وتحديد منطقة الحفر قبل البدء بالحفر ما جعل الطريق تتحول إلى طريق ترابية، فضاعت فرحتنا بتخديمنا بالصرف الصحي بسبب سوء أحوال الطريق الذي يعد صلة الوصل بيننا وبين جميع القرى المجاورة، وعليه فنحن نناشد الجهات المعنية بالأمر للإشراف على إعادة تأهيل الطريق التي تعد عقدة وصل مع محافظة "حماه" ومدينة "جبلة" وقرى "الحمام ومعرين وبشيلي وبيت ياشوط" وغيرها، لأن استمرار انقطاع هذه الطريق يصّعب من إمكانية العيش في هذه القرية ذات المناخ العليل والطبيعة الخلابة، فإعادة تأهيل الطريق ستؤدي إلى رفع دخل أهل القرية نتيجة القدرة على التحرك بشكل أكبر ونقل الحاجيات وسهولة حركة الموظفين، والأهم من هذا كله تمكين السياح من زيارة القرية والتجول فيها بحرية وسهولة أكبر، خاصةً وأن الطرق الفرعية في القرية كثيرة وكلها تؤدي إلى مواقع طبيعية جميلة وخلابة، وهي غير موجودة في غير هذه القرية».

واقع الطريق في فصل الشتاء

زميل السيد "وسوف" في المعاناة السيد "محمد سليطين" ضم صوته إلى صوت ابن قريته على أمل أن تعود القرية إلى إشراقها وتصبح زيارتها أجمل من السابق وحتى أجمل من مرحلة قبل حفر الطريق وأضاف قائلاً: «تم حفر الطريق من أجل الصرف الصحي في القرية وهو مشروع حيوي يخدم معظم أهالي القرية، لكن ما عكر صفونا هو وجود طريق فرعية تخدم أكثر من "13" منزلاً في القرية المسيرعليها صعب جداً نتيجة الحفريات المتفرقة، والمعلومات المتوفرة لدينا تقول أن هذا الطريق لن تتم إعادة تأهيله لأنه خارج خطط البلدية ما يدل على أن مشكلة القرية مازالت قائمة، والحل الوحيد لمشاكل القرية يتمثل بإعادة كافة الطرق إلى وضعها قبل بدء مشروع الصرف الصحي، وتخديم كافة المنازل بالمشروع لأنه ليس من العدل تخديم البعض وترك البعض الآخر».

وخلال زيارتنا للقرية كان برفقتنا الإعلامي "مازن يونس" الذي علق على هذا الوضع بالقول: «عندما أزور القرية أركن سيارتي بعيداً وأسير على قدمي لمسافة تصل إلى الكيلومتر لكي أصل إلى المكان الذي أقصده، فالطريق من الصعب المرور عليه في السيارة ولا حتى سيراً في فصل الشتاء، كما أن غطاء الصرف الصحي أعلى من الطريق بحوالي خمسة عشر سنتمتراً، وهذا يعني أن إعادة الطريق لوضعه تحتاج إلى طبقة إسفلت جديدة وليس إلى بعض الإصلاحات.

غطاء الصرف الصحي المرتفع عن الطريق

إن إعادة تأهيل الطريق وجعلها أفضل من السابق سيجعل القرية واحدة من أفضل القرى السياحية في المنطقة، فمن يرى طبيعة القرية لا يمكنه أن يغادرها تاركاً هواءها العليل وطبيعتها الساحرة، والشيء الوحيد الذي قد لا يعجب الزائر هو الطريق الرئيسي، وأظن أن الجهات المعنية لا تغفل عن أهمية الطريق بالنسبة لأي مواطن، لذا كلي ثقة بأنها ستجعل منه طريقاً يتناسب مع مقومات القرية وسهولها وهضابها وينابيعها وغابتها الخضراء واسعة الانتشار، وأقترح أن تصبح القرية نهاية لخط السير لأن ذلك سيقدم خدمات جمة لها على رأسها زيادة عدد الزوار وزيادة عدد السكان وتخديمهم بكل حاجياتهم من المدينة».

كما حملنا نداءات أهل القرية وتوجهنا إلى السيد "صالح عجيب" رئيس بلدية "بسنديانة" المسؤولة التي تتبع لها القرية إدارياً حيث قال: «الطريق الرئيسي تابع لمديرية الخدمات الفنية فيما الطرق الفرعية تتبع للبلدية، ونحن مستعدون لإصلاح أي خلل فيها والمتعهد ملتزم بإعادتها إلى سابق عهدها وقريباً ستكون جاهزة».

من طريق القرية

بعد أن علمنا أن الطريق مسؤولية مديرية الخدمات الفنية توجهنا إلى الأستاذ "غسان حميدوش" رئيس قسم الدراسات في مديرية خدمات "اللاذقية" وسألناه عن الحالة التي هو عليها وما المأمول في المستقبل القريب فأجاب قائلاً: «لقد درسنا وضع الطريق مؤخراً من أجل إصلاحه وتأهيله من جديد، وقمنا على إثر ذلك بالتعاقد مع إحدى الشركات المختصة لكي تقوم بإعادة تأهيله، وستتم المباشرة بتنفيذ المشروع قريباً جداً جداً».