تمتلك مزرعة "نبع الديس" الكثير من المقومات التضريسية والمناخية والطبيعية التي جعلت منها موقعاً سياحياً مميّزاً لمحبي بعض الرياضات الجبلية والمسير في الجبال الساحلية، والجلسات الشعبية الهادئة البعيدة عن ضوضاء المدينة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 حزيران 2019، المدرّس "أيمن ديبو" من أهالي المزرعة ليحدثنا عن الموقع والسكان، فقال: «تقع المزرعة إلى الشمال من مدينة "اللاذقية"، وتبعد عنها مسافةً تقدر بثلاثين كيلو متراً، وهي إدارياً تتبع إلى ناحية "عين البيضاء"، وتحيط بها من مختلف جهاتها مجموعة من القرى والمزارع والبلدات، أهمّها "مشقيتا" و"عين الزرقا" من جهة الجنوب، و"وطى السركسية"، وإطلالة رائعة باتجاه "وادي قنديل" من جهة الغرب، ومن الشمال "السركسية" و"حمام". أما من جهة الشرق، فتحدها مجموعة من المزارع المتفرّقة، كما يبلغ عدد السكان فيها نحو ثمانين نسمة، موزعين على ثلاث عائلات، وهي: "ديبو"، و"شميسة"، و"زيدان"».

تقع المزرعة إلى الشمال من مدينة "اللاذقية"، وتبعد عنها مسافةً تقدر بثلاثين كيلو متراً، وهي إدارياً تتبع إلى ناحية "عين البيضاء"، وتحيط بها من مختلف جهاتها مجموعة من القرى والمزارع والبلدات، أهمّها "مشقيتا" و"عين الزرقا" من جهة الجنوب، و"وطى السركسية"، وإطلالة رائعة باتجاه "وادي قنديل" من جهة الغرب، ومن الشمال "السركسية" و"حمام". أما من جهة الشرق، فتحدها مجموعة من المزارع المتفرّقة، كما يبلغ عدد السكان فيها نحو ثمانين نسمة، موزعين على ثلاث عائلات، وهي: "ديبو"، و"شميسة"، و"زيدان"

وعن سبب التسمية والطبيعة التي تمتاز بها، يقول: «تتمتع المزرعة بطبيعة ساحرة، اكتسبتها من موقعها المميّز على سفح جبل الشيخ "عبد الرزاق"، الذي يرتفع ثلاثمئة متر عن سطح البحر، وتقطع أراضيها مجموعة من السواقي والمجاري المائية المؤقتة، التي تزداد غزارتها في الشتاء، وجميعها ينتهي مجراها في نهر "العرب" والنهر "الأسود"، ضمن غابة من الصنوبر البكر، وأحراج غنية بالنباتات الطبيعية؛ منها الغار والقطلب والحور والصفصاف والبلّان، إضافةً إلى عدة أنواع من النباتات والأعشاب الطبيّة؛ منها الزعتر البري والزوفا، ويكثر فيه أراضيها وأحراجها نبات "الديس"، وخاصةً عند النبع الذي كان في الماضي مصدراً وحيداً ورئيساً لمياه الشرب، ومنه اكتسبت هذه المزرعة اسمها.

أيمن ديبو

وإلى جانب غناها بالنباتات الطبيعية تكثر في الغابة أنواع من الطيور البريّة؛ كالهدهد والشّحرور والجوارح، وبعض أنواع الحيوانات؛ كالثعالب والأرانب وأنواع من الخنازير والسلاحف، كما شوهدت فيها الغزلان حتى في الأراضي القريبة من المنازل السكنية، هذا كلّه جعل منها محميةً رائعةً من صنع الطبيعة».

وفيما يخص الوضع المعيشي للسكان، والوضع الخدمي للمزرعة بوجه عام، يختم حديثه بالقول: «إضافة إلى أعمالهم ووظائفهم، يعتمد معظم الأهالي في تأمين معيشتهم على الزراعة، وما تنتجه الأرض من المحاصيل المتنوعة، التي يأتي في مقدمتها الزيتون وأشجار الحمضيات، وأشجار التوت واللوز، وغيرها، إلى جانب قيامهم بزراعة بعض الأنواع من الخضراوات الحقلية، مع ملاحظة تأخّر وصول مياه الرّي حتى عام 2016؛ الأمر الذي وقف عائقاً أمام التوسع بالزراعات المرويّة. أما مياه الشرب بوجه عام، فتصل إلى البيوت بتواتر ضعيف، ومع توفر بعض الخدمات البسيطة كشبكة الكهرباء وخطوط الهاتف، إلا أنّها تفتقر إلى الكثير من الخدمات، فلا توجد فيها شبكة للصرف الصحي، وهناك مشكلة تتمثل بقلّة وسائل النقل، حيث يضطر الأهالي إلى التنقل سيراً باتجاه "مشقيتا" أو "السركسية"، أو اللّجوء إلى طلبات نقل خاصة؛ وهو ما يترتب عليه تكاليف إضافية خاصةً بالنسبة للموظفين والطلاب، أيضاً تفتقر إلى وجود مدارس من مختلف المراحل التعليمية».

المزرعة عبر غوغل إيرث

وعن أهميتها السياحية تقول "غنوة علي" من سكان المزرعة: «هنا يمضي الزمن، لكن تبقى آثاره محفورةً في المنازل القديمة، التي ما تزال منتصبةً بموادها المحليّة البسيطة من الأخشاب والحجارة الكلسية المكسوّة بطبقات من الطين والتبن، حيث يحافظ عليها أصحابها حتى بعد انتقال معظمهم للعيش في المساكن الحديثة، وعلى الرغم من صغرها، تعدّ مزرعة "نبع الديس" منطقةً ذات أهمية سياحية كبيرة، بعضها وضع بطريقة بسيطة وخجولة قيد الاستثمار على مستوى السياحة الداخلية، كما أنّ المقومات الكثيرة التي تمتلكها كالتنوع الحيوي الكبير والغابات البكر الممتدة حتى الحدود التركية، جعل منها موقعاً مهماً لقيام سياحة بيئية لمحبي المسير والاستكشاف والترفيه، والهاربين من ضجيج المدن ورطوبة الساحل الخانقة. ويعدّ استثمار موارد هذه الغابة داعماً اقتصادياً مهماً للأهالي من خلال جمع وبيع بعض المنتجات الغذائية مثل بعض الأنواع من الفطر، والأعشاب الطبية كالزعتر والزوفا والغار».