تمتاز قرية "كرم المعصرة" بالتنوّع المناخي والطبيعي؛ وهو ما أكسبها طابعاً سياحياً لمحبي الطبيعة والمناطق المرتفعة، حيث يأتيها الزوّار من "سورية" وخارجها خاصة في الصيف لما تمتلكه من مقومات للاصطياف دفعهم إلى امتلاك الأراضي وتشييد البيوت فيها.

مدوّنة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 14 كانون الثاني 2019، مع "مضر مرشد" رئيس بلدية قرية "كرم المعصرة"، فتحدث عن الموقع الجغرافي للقرية وميزاتها السياحية قائلاً: «تقع قرية "كرم المعصرة" شرقي محافظة "اللاذقية"، وتبعد عن مركز المدينة 45 كيلو متراً، كما تتبع القرية إلى منطقة "الحفة" ناحية "المزيرعة"، وترتفع عن سطح البحر 800 متر، ويحدها من الشرق جبل "الشعرة" ومحافظة "حماة"، ومن الجنوب قرية "القرير" وناحية "جوبة برغال"، ومن الشمال بلدة "صلنفة"، وهي آخر قرية شرقي ناحية "المزيرعة".

هناك نوع من العرف في طريقة البناء الحديثة؛ وهي ألا تأخذ القرية شكل المدينة، فقد بُنيت بيوتها بطريقة جمالية تعطيها تنوعاً، ولا يوجد منزل يشبه الآخر، إلا أنها تشابهت بوضع القرميد على كل منزل فيها وطوابقها محدودة؛ وبذلك نحافظ على طابع القرية، وأخذت المنازل شكل (الفيلات)، واستطعنا بالتعاون مع كل قادم إليها تنسيق البناء وفق المخطط التنظيمي، حيث أصبح سكانها من أغلب المحافظات السورية، إضافة إلى القرية القديمة ووجود بيوت حجرية مشيدة بالحجر السوري

القرية تشبه إلى حدّ بعيد "صلنفة" بطبيعتها وجغرافيتها، وأصبحت مصيفاً سياحياً بغاباتها الصنوبرية وإطلالتها البحرية على الساحل السوري التي تمتد من "بانياس" إلى جبل "الأقرع"، حيث يزورها في الصيف أكثر من 5000 نسمة ممن امتلكوا المنازل فيها من القرية والمحافظات السورية المختلفة، إضافة إلى سكانها الأصليين الذين يبلغون 800 نسمة، وهناك غابات صنوبرية تثري طبيعتها الخلابة، إضافة إلى تضاريسها الجغرافية المتنوعة. ولتسميتها دلالات جاءت من كثرة كروم العنب والزيتون ووجود بقايا جرن حجري فيها يدل على اعتماد أهلها على عصر العنب واستخراج النبيذ قديماً».

مضر مرشد

أما عن الخدمات الموجودة في القرية، والأعمال التي يقوم بها السكان، فيتحدث "مضر مرشد" قائلاً: «أُحدثت بلدية في القرية عام 2010، ووضِع مخطط تنظيمي لها، كما أن شبكة طرقها جيدة، إضافة إلى صرف صحي يلبي 85% من التجمعات السكنية، وأشهر ينابيعها نبع "الدلب" الذي يشرب منه أهل القرية ونبع "السكري"، ولا أغفل وجود معمل للصناعات النسيجية يعدّ الأول من نوعه في "سورية"، حيث ساهم بالتنمية المحلية ومالكه من أبناء القرية، فقد حرص على تشغيل الأيدي العاملة، وحدّ من نسبة البطالة في القرية ومحيطها. وأعمال أهل القرية متنوعة، حيث يعمل قسم منهم كموظفين في القطاعين العام والخاص، وقسم خارج "سورية"، وبعضهم يعملون في زراعة التبغ التي تشتهر بها القرية، حيث حصلت بتصنيف مؤسسة التبغ (الريجي) على سعر تصنيفي أول نتيجة طبيعتها؛ وهي زراعة بعلية؛ وهو ما يعطيها جودة أكثر من غيرها، إضافة إلى زراعة الأشجار المثمرة المقاومة للبرودة، كالتفاح، والكرز، والجوز، والتين، والكرمة».

وتميزت قرية "كرم المعصرة" بالناحية العمرانية وبيوتها الجميلة التي تدل على التنسيق واللمسات الأنيقة في تصميمها، وهنا يقول "مرشد": «هناك نوع من العرف في طريقة البناء الحديثة؛ وهي ألا تأخذ القرية شكل المدينة، فقد بُنيت بيوتها بطريقة جمالية تعطيها تنوعاً، ولا يوجد منزل يشبه الآخر، إلا أنها تشابهت بوضع القرميد على كل منزل فيها وطوابقها محدودة؛ وبذلك نحافظ على طابع القرية، وأخذت المنازل شكل (الفيلات)، واستطعنا بالتعاون مع كل قادم إليها تنسيق البناء وفق المخطط التنظيمي، حيث أصبح سكانها من أغلب المحافظات السورية، إضافة إلى القرية القديمة ووجود بيوت حجرية مشيدة بالحجر السوري».

جانب من القرية

المدرّس "محمد طه" رئيس الوحدة النقابية في المنطقة، تحدث عن قدم القرية والتعليم فيها قائلاً: «قرية "كرم المعصرة" قديمة جداً، فيها آثار فينيقية وأخرى تعود إلى العصر الحجري، وهناك كهوف ونواغيص صخرية ومغارة "المصيص"، وكلها تدل على قدمها تاريخياً، وبعض القرى والمزارع التابعة لها تحمل الأصول السريانية والبيزنطية، وتعود أصول سكانها إلى بقايا الدولة الحمدانية في "حلب"، حيث جاؤوا إليها وسكنوها، وعدد سكانها قليل لسببين؛ هجرة قسم كبير منهم إلى منطقة "الغاب"، وقسم إلى مدينة "اللاذقية". وتوجد فيها خمس مدارس حلقة أولى، ومدرستان حلقة ثانية، وثانوية "السراج" التي تتبع لقرية "كرم المعصرة" فيها أعلى نسبة تعليم في "سورية"».

يُذكر، أن معنى قرية "كرم المعصرة"، كما ورد في معجم معاني أسماء المدن والقرى في محافظة "اللاذقية" للباحث "محمد جميل الحطاب"، كرم المعصرة: تتبع ناحية "المزيرعة"، منطقة "الحفة"، والمَعْصَرَة: مكان العَصْر، جمع "مَعَاصر"، والمِعْصَرة: ما يعصر به العنب ونحوه.

موقع كرم المعصرة عبر غوغل إيرث