قرية تلية تتبع ناحية "المزيرعة" التابعة لمنطقة "الحفة"، تبتعد عن مركز المدينة مسافة 30كم، وارتفاعها عن سطح البحر 400م، تحدها عدة مزارع؛ فمن الغرب "بريانس"، ومن الشرق "المزيرعة"، ومن الشمال "الستانية"، ومن الجنوب نهر "ديفة".

أحد سكان "بيت جبرو" المعلم "نزيه خنيسة" التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 تشرين الثاني 2014، حين زارت القرية، فقال عنها: «تمتد قرية "بيت جبرو" على مساحة واسعة تبلغ 4000 دونم، وتعود إلى تاريخ قديم، حيث سكنها الهسوس والجبابرة، وقد اشتقت تسميتها من كلمة الجبابرة -وهو لقب الإغريق- وأصلها اللغوي "جبر"، ويعني تحمل المصاعب، حيث سكن الهيكسوس والجبابرة في عدة قرى تبدأ بكلمة "جبر"، ومنها "الجبيرية" و"جبريون".

رغم تواضع حجم القرية وعدد سكانها وبعدها عن مركز المدينة؛ إلا أنها تضم الكثيرين من الشبان والشابات الحاصلين على شهادات جامعية بمختلف الاختصاصات من الطب والهندسة والعلوم والتاريخ وكافة الاختصاصات، وقد أسست المدرسة عام 1974، وتم ترميمها حديثاً عام 1999م تضم ثماني شعب

فيما بعد توافدت إليها العائلات، وكانت "أيوب" أول عائلة تسكن القرية، ثم قدمت إليها العائلات الأخرى وهي: "طالب، ديوب، خنيسة، مرعي، حسن، إسماعيل، بدور، علي، ديب، عثمان، دندش، شحرور"، عمل الأهالي في الزراعة، فاشتهرت على أيديهم زارعة الزيتون التي بلغت المساحة المشجرة بها حوالي 700 دونم تحوي على 25000 شجرة زيتون، وتوجد معصرة زيتون على أطراف "بيت جبرو" تخدم القرية وعدة قرى.

المعلم نزيه خنيسة

تمتاز قرية "بيت جبرو" بتواجد غابات من السنديان والصنوبر وبعض الأشجار الحراجية، تبلغ مساحتها 200 دونم، وهناك أشجار ضخمة من السنديان قديمة قدم الأجداد؛ مقيمة على أطراف الطريق بجانب مزار "عبد الملك جعفر الطيار" الذي يعود إلى عام 1720م، كما توجد فيها "نواغيص" فريدة من نوعها؛ وهي عبارة عن حفرة داخل الصخر كان يستخدمها الجبابرة كمخبأ لهم من الأعداء، ويوجد أيضاً جسر قديم يربط بين "بيت جبرو" وقرية "دباش" ارتفاعه 30م عن قاع النهر، والهدف من بنائه الربط بين قلعة صلاح الدين وقلعة المهالبة».

أما عن الخدمات المقدمة للأهالي فيتابع "خنيسة" حديثه بالقول: «تتوافر في القرية خدمات الهاتف والإنترنت والكهرباء والماء، حيث تم العام الماضي حفر بئر ارتوازية بعمق 500م وغزارة 6 إنش، تروي أكثر من قرية إضافة إلى وجود عدة ينابيع عذبة أخرى، ووجود بحيرة صغيرة لتجميع المياه على نهر "ديفة"، كما حفر نفق بطول 3600م يصل النهر بسد "الثورة" لتغذيته بالمياه، غزارته القصوى 9م²×ثا، أما الناحية الصحية فتضم القرية مستوصفاً صحياً يقع على أطراف "بيت جبرو" ويفصلها عن "المزيرعة"».

غابات السنديان المحيطة

يحرص أهل القرية على رفع المستوى التعليمي والثقافي لأبنائهم، ففيها مدرسة للحلقة الأولى تقع وسط القرية، زرناها لتحدثنا مديرتها "وديعة إسماعيل" عن الجانب التعليمي بقولها: «رغم تواضع حجم القرية وعدد سكانها وبعدها عن مركز المدينة؛ إلا أنها تضم الكثيرين من الشبان والشابات الحاصلين على شهادات جامعية بمختلف الاختصاصات من الطب والهندسة والعلوم والتاريخ وكافة الاختصاصات، وقد أسست المدرسة عام 1974، وتم ترميمها حديثاً عام 1999م تضم ثماني شعب».

أما عن الجانب الاجتماعي فقد حدثتنا المعلمة "عفاف حسن" عن عادات القرية التي ما زالت تحافظ على أصالة الريف وعاداته في مختلف المناسبات الاجتماعية، قائلة: «في المناسبات السعيدة كالأعراس يجتمع أهالي القرية على الألفة والمحبة ويشاركون العروسين أفراحهم، وأيضاً عند المصائب يساعدون أهل الفقيد ويقومون بترتيب مراسم الجنازة وتجهيز مكانين لاستقبال المعزين؛ مكان للرجال وآخر للنساء، وهناك خاصية تميز أهالي "بيت جبرو" من حب التعاون والنخوة والاحترام؛ حيث يقومون بمساعدة بعضهم بعضاً في الأعمال الزراعية، قديماً كانت تشتهر القرية بخبز "التنور" الذي كان يعتمده الأهالي قبل وجود الأفران آنذاك، وتتميز أسر "بيت جبرو" بكثرة عدد أفرادها واهتمامهم بتعليم أولادهم، لذا نرى معظم أبناء القرية جامعيين».

صورة جوية

كما يوجد في القرية وحدة إرشادية ومصنع لإنتاج الأسمدة العضوية التي أسست عام 2008، وهو المصنع الوحيد لإنتاج الأسمدة العضوية في الساحل السوري، حدثنا صاحب المصنع "نبيل سليمان" عن جودة طبيعة "بيت جبرو" قائلاً: «طبيعة القرية غنية ومتنوعة المزروعات، فهي تمتاز بتربتين؛ تربة بيضاء تصلح لزراعة الزيتون، وأتربة مختلفة تصلح للكثير من الزرع كالحمضيات والتين والبندورة والبصل وغيرها من المزروعات، ووجود المصنع في منطقة "بيت جبرو" تجعل المنطقة ومن حولها تمتاز بثمار صحية خالية من المواد الكيماوية؛ لأنها تستعمل أسمدة عضوية طبيعية مخصصة بعناية فائقة لتقدم للمزارع ليحصل على نتائج صحية وجيدة، لأن المصنع يقوم بتخمير وتطهير المواد الأولية من البكتيريا السامة، ويضيف بكتيريا مفيدة للزرع، وللمصنع دور في رفد الثقافة الزراعية والصحية لدى المزارعين والأهالي».

بقي أن نذكر، أن عدد سكان القرية ألفا نسمة تقريباً، يتوزعون في بيوت ريفية حديثة تفصل بينهم مساحات واسعة من الطبيعة الساحرة تزين القرية.