لم تأخذ من صفات القلاع إلا المكان الذي كان السبب في منحها اسم القلعة، فهي ترتفع ألف متر عن سطح البحر وتتمتع بطبيعة بكر، وفيها مغارة وبقايا خرب..

تقع قلعة "بسطوير" أعلى قمة جبل مطل على قرى "خرائب سالم"، "بيت عانا"، "بسنديانة"، "بسمالخ البحر"، و"بسطوير" القرية التي تنسب لها القلعة، ويقدر ارتفاعها عن سطح البحر بحوالي ألف متر، وهناك رواية شعبية غير موثقة تشير إلى أن لها بعداً يونانياً حيث إنه لطالما عثر على فلوس يونانية فيها، و"الفلس" كلمة يونانية تعني الشيء المستدير، هذا ما يقوله مدير مدرسة "بسطوير" الأستاذ "عبد الإله صالح".

يحيط بالقلعة غابة من الصنوبر، وقد انتشرت فيها بعض الأحراج بعد أن هجرها الناس، حيث إن المنطقة المحيطة بها كانت مستثمرة في الزراعة خصوصاً الموسمية منها والمحاصيل الرئيسية، إضافة لأشجار التين وكروم العنب

ويضيف "صالح" في حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 آب 2014 قائلاً: «سكنت القلعة من أهالي المنطقة حتى ما قبل 100 عام من الآن، حيث كانت عائلة "ديوب" من قرية "دوير بسنديانة" آخر العائلات المغادرة لها، وتشير بعض الدلائل في المكان على آثار لحياة بشرية كالبئر وقبر قديم تم بناؤه بواسطة الحجر يقال إنه لشيخ جليل القدر أخذ نسبه من المكان وسمي "الشيخ مصطفى بالقلعة"، كما أنه لا يوجد ما يشير إلى أنها سكنت يوماً من قبل ملوك وأمراء لكن ما هو معروف أنه قد سكنتها عائلات ترتبط مع بعضها بعضاً برابط اجتماعي وإنساني، جعلهم يشكلون قوة مجتمعية شعبية تحكم القلعة وتدير شؤونها».

جزء من غابة القلعة

ويتابع: «يحيط بالقلعة غابة من الصنوبر، وقد انتشرت فيها بعض الأحراج بعد أن هجرها الناس، حيث إن المنطقة المحيطة بها كانت مستثمرة في الزراعة خصوصاً الموسمية منها والمحاصيل الرئيسية، إضافة لأشجار التين وكروم العنب».

مكانها الطبيعي الجميل جعلها مقصداً لعشاق الطبيعة وهواة الاستكشاف حيث تزورها وفود بشكل دوري، ويقول "حازم سليمان" رئيس جمعية طبيعة بلا حدود: «تمتلك قلعة "بسطوير" موقعاً جغرافياً متميزاً بإطلالته ومكوناته الطبيعية، حيث تحيط بالقلعة من جهة الغرب غابة من الصنوبر، وهذه الغابة تنتشر فيها أزهار من فصيلة السحلبيات، أما باقي الجهات ففيها حراج مختلفة "سنديان"، "بلوط"، "بطم" وغيرها، كما يوجد في منطقتها أزهار الربيع "البربهان"، "البنفسج"، و"التوليب البري" ذو اللون الأحمر، وقد نفذنا كجمعية عدة رحلات باتجاهها سيراً، وكانت محطة لاستراحة المستكشفين والاطلاع عليها كمكان، حيث إنها استطاعت الحفاظ على بكريتها معتمدة على بعدها جغرافياً عن البشر وارتفاعها وبالتالي صعوبة الوصول إليها».

بقايا من الصخور

المكان الطبيعي الجميل لا شيء فيه يشير إلى وجود قلعة أو حتى بقايا، وما هي إلا بضعة أحجار كبيرة يقال إنها بقايا خرب (بيوت كانت تسمى خربة) كانت مسكونة في الماضي، إضافة لهاوية (حفرة في الأرض تشبه المغارة من الداخل لكنها تحت سطح الأرض) نزل لها يوماً السيد "قيس صالح" من أهالي "بسطوير"، ويقول لمدونة وطن "eSyria": «كانت تخزن المغارة بعض الماء بداخلها، ويمكن النزول لها من فتحة واسعة نسبياً توصل إلى قاع على شكل بئر الماء، ومن ثم يوجد فوهة يدخل منها إلى مكان واسع أشبه بالصالة ينتشر فيها الصواعد والنوازل، وفي صدرها تلاحظ جرن ماء حجرياً جميل المشهد.

موقع القلعة جعلها مقصداً للثوار في العهد الفرنسي، حيث يقال إنهم احتموا بها يوماً وبحسب السيد "معلا إبراهيم" وهو في العقد التاسع من العمر، فإنها احتضنت بعض الثوار ضد الفرنسيين، ويضيف: «لقد استخدمت القلعة أيضاً كمرصد ومكان محمي من الفرنسيين فالوصول إليها صعب جداً».

موقع قرية بسطوير التي تحتضن القلعة على خارطة غوغل

جدير بالذكر أن القلعة المذكورة تقع في أعلى قرية "بسطوير"، ويمكن الوصول إليها من القرية ومن قرية "خرائب سالم"، وعن طريق قرية "بشراغي" المعروف بطريق "الظهر".