يُعتبر حي "العوينة" قلب مدينة "اللاذقية" لكونه يقع في منتصف البلدة القديمة ويحتل اليوم مركزاً حساساً سواء من حيث موقعه أم من حيث اهميته التجارية لما يمتلكه من محلات متنوعة ومستودعات ومخازن لكبرى المؤسسات.

موقع eLatakia جال بين أزقة "حي العوينة" الضيقة بتاريخ "6/1/2011" والتقى السيد "أحمد خليل تن" والذي تحدث عن الحي بالقول: «كان الحي من الأحياء الراقية جداً أيام العثمانيين- كما هو متداول هنا بين الأهالي-، حيث يقال إن بيت "الحاكم العثماني" كان في "العوينة"، وفي شارع "القناصل" كانت توجد محكمة، وكان الشارع يضم مجموعة من البيوت القديمة والخانات التي هدم البعض منها وما زال هناك بعض الخانات الأخرى، فيما حولت إسطبلات الدواب إلى محلات تستخدم في تجارة الخشب والنجارة ويظهر بوضوح القناطر داخل هذه المحلات ذات الأسقف العالية والمبنية من الحجر الصخري».

حي "العوينة" كان في أغلبية مساحته بساتين البرتقال في المحافظة لوفرة المياه فيه

السيد "فؤاد سامح ساعي" البالغ من العمر /53/ سنة مختار حي "العوينة والصباغين" من عام ونصف تقريباً حيث بدا بالحديث عن حدود حي "العوينة" بالقول : « يعتبر الحي قلب مدينة "اللاذقية" لكونه يتوسط المدينة القديمة فمن الشرق يحاكي حي "القلعة" ومن الشمال حي الشيخ ضاهر وتجميل "العوينة" ومن الغرب شارع "عمر بن الخطاب" والذي يفصله عن حي "العنابة" و"الشيخ ضاهر" ومن الجنوب يحده حي "الصباغين" وعدد سكان الحي يقارب الـ /25/ ألف نسمة».

المُختار فؤاد ساعي

وتابع "ساعي": «يضم حي "العوينة" عدد من الأبنية الأثرية والتي تتوزع ما بين دور للعبادة والقناطر والخانات ومنها جامع"العوينة" وجامع "الجديد" وخان"الحنطة" و"القنطرة" الموجودة في ساحة "العوينة"، أما التسمية فتعود إلى كثرة العيون التي كانت في الحي، ومما أذكره في صغري أن بيت جدي المرحوم "محمد نعيم ساعي" كان فيه بئرين يفصل بينهما /12/ مترا، وكانت مياه الأول حلوة والثاني مالحة ومنا نطلق على المياه المالحة اسم مياه "ديس"، أما شوارع الحي أيام زمان فكانت ضيقة وما زال البعض منها حتى اليوم وشوارعنا يتفرع منها عدد من الأزقة المُغلقة والتي تفصل بين بيوت أهل الحي».

وعن العائلات التي تسكن الحي قال المختار "ساعي": «هناك الكثير من العائلات التي تقطن الحي منذ عشرات السنين ومنها عائلات "السيد، ساعي، الطريفي، السقا، كنعان، الصهيوني، قلاب، السقاطي، نوفل، برو، أبو موسى، صوفان، حمادة"».

أحمد تن

يوجد في حي "العوينة" عدد من المهن والصناعات اليدوية مثل "تبيض الأواني المنزلية ومحلات الحمص وفرن يدوي قديم ومحلات الفحم وصناعة "التنك" وسوق "القزازين" ومحلات "النجارة"».

وعن تاريخ "العوينة" تحدث "ساعي": «حي "العوينة" كان في أغلبية مساحته بساتين البرتقال في المحافظة لوفرة المياه فيه».

شارع القناصل

ومن أهالي الحي التقينا الحاج "يحيى قلاب" -مبيض أواني منزلية- تحدث عن مهنته التي تعد من المهن المهددة بالإنقراض حيث قال: «كما ترون الدكان موجودة هنا منذ عشرات السنين، وبسبب ابتعاد الناس عن الأواني النحاسية أصبحت هذه المهنة من المهن المهددة بالانقراض عكس الماضي عندما كانت مطلوبة؛ وأنا هنا أقوم باستلام الأواني من الزبائن وأقوم بتجميعها لأيام حتى أقوم بعملية التبييض».

الأستاذ "ياسر صاري" الباحث التاريخي، تحدث عن "حي العوينة" بالقول: «يقع حي"العوينة على عتبة مائية واسعة كانت وراء إطلاق هذه التسمية عليه.

ولقد أطلق العثمانيون عليه اسم "حير صولاق" وهو مأخوذ من كلمة تركية تعني الماء وهي "صو" ويزخر حي "العوينة" بتراث غني حيث يضم جامع "العوينة" والذي بناه "سليمان باشا العظم"، والجامع "الجديد" إضافة إلى المطرانية والتي اعتبرت أعطية للسكان المسيحيين بعد استرجاع "اللاذقية" على يد الناصر "صلاح الدين الأيوبي" ولا ننسى خان "الحنطة" الشهير المواجه لجامع "الجديد"».