تعتبر رمزاً يفتخر به أبناء "اللاذقية"، ومتنفساً للعديد منهم، أنشئت بمكرمة من القائد الخالد "حافظ الأسد"، حيث بنيت لتستضيف الدورة العاشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت في "اللاذقية" عام 1987.. إنها وباختصار مدينة "الأسد" الرياضية في "اللاذقية"، التي اعتبرت أعجوبة حقيقية في دورة المتوسط، نظراً لمساحتها الشاسعة التي تبلغ 156 هكتاراً، ولتجهيزاتها المتطورة التي أدت إلى إنجاح تلك الدورة بشكل كبير.

eLatakia قام بزيارة المهندس "رفيق أبو عيسى" مدير المدينة الرياضية بتاريخ 30/7/2008 الذي أطلعنا بشفافية كبيرة وبثقة أكبر على مرافق المدينة، وعلى المنشآت العديدة التي تحويها، حيث قال: «إن المدينة الرياضية تضم الاستاد الرئيسي الذي يتسع لقرابة 45000 متفرج، وهو يتكون من ملعبين تدريبيين، ومركز إعلامي للتعليق الإذاعي والتلفزيوني، بالإضافة إلى مجمّع المسابح الذي يتكون من خمسة أحواض تضم المسبح الأولمبي والمسبح الشتوي، والغطس، والأطفال، ومسبح خاص لغير السباحين، بالإضافة إلى مجمّع الصالات الذي يتألف من خمس صالات تخدم كافة الألعاب الرياضية في المحافظة مثل ألعاب كرة السلة والطائرة واليد، وتضم المدينة أيضاً مجمّع التنس الذي يتألف من 11 ملعب تنس أرضياتها تارتانية ورملية مع مبنى للمشالح، بالإضافة إلى مبنى خاص بالصيانة، ومبنى التدفئة والتكييف الذي يحوي أربع شلرات استطاعة كل واحد منها 393 طن تبريد، ومبنى الإذاعة والتلفزيون الذي يتبع مباشرةً لوزارة الإعلام، ومتحف الفن الحديث الذي يتبع إلى وزارة الثقافة، والذي يعتبر الأول من نوعه على طول امتداد البحر المتوسط».

إن جاهزية أي منشأة رياضية تظهر عند البطولات والدورات الرسمية وخصوصاً مهرجان المحبة في عامه التاسع العشر هذا العام، ونحن جاهزون في أي وقت

وتابع المهندس "أبو عيسى" قائلاً: «إنه وبموجب المرسوم رقم 7 لعام 2005 انتقلت ملكية المنشآت الرياضية من الإتحاد الرياضي العام إلى مديرية الإدارة المحلية والبيئة، وقد تم توصيف المدينة الرياضية، وإستاد "الباسل" في "اللاذقية" كمنشآت مركزية تتبع للإدارة بموجب القانون المذكور».

ثم انتقلت بنا العدسة إلى جولتنا على مجمع المسابح وتحديداً المسبح الشتوي حيث المياه الدافئة، وصالة اللياقة البدنية التي فاجأتنا باحتوائها على أجهزة متطورة وحديثة، وشملت أيضاً زيارة إلى ملعب العشب الصناعي الجديد الذي يتم انشاؤه طبقاً للمواصفات الفنية الدولية للاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث ذكر المهندس "أبو عيسى" بأنه تم تجهيز الملعب الجديد، وهناك خطة لإنشاء ملعب آخر لتخفيف الضغط على ملاعب المدينة، حيث نقوم الآن بإنشاء سور لإحتواء الملعبين الجديدين».

تلك المساحات الشاسعة الخضراء والأشجار المثمرة والبساتين، التي تحيط بأطراف المدينة الرياضية والتي تزيدها رونقاً وجمالاً وسحراً، وهذه المسطحات الخضراء ونتيجةً لطغيان الأبنية في المدن أصبحت متنفساً للعديد من المواطنين الذين يأتون بشكل مستمر إلى المدينة الرياضية ليستنشقوا الهواء العليل، بعيداً عن ضجيج المدينة وصخبها، وقد أشار لنا المهندس "أبو عيسى" إلى ضرورة الاهتمام بتلك المواقع والأراضي قائلاً: «إننا نقوم بتخديم هذه الأراضي بشكل مستمر ونقوم حالياً بإنشاء دورات مياه عامة للحفاظ على نظافة المدينة، وتابع بأنه يوجد كادر زراعي متخصص مهمته العناية بالأشجار والحوليات والمسطحات الخضراء بالمدينة والتي تقدر بحدود 900 دونم، من قص وتعشيب وتشذيب».

أما عن جاهزية المنشأة تحدث المهندس "أبو عيسى" بأن الجاهزية شبه كاملة من ناحية التجهيزات ولكن الذي ينقصها هو معالجة الجملة المعدنية في الاستاد الرئيسي والذي تقدر مساحتها بحدود 31000 م2، بالإضافة إلى إعادة دراسة شبكة السقاية كي تغطي المدينة كاملةً بسبب وجود أماكن كثيرة غير مخدّمة، بالإضافة إلى تحديث وتطوير بعض الأنظمة والتجهيزات بسبب مرور العمر الزمني وحدوث بعض التطورات على الأنظمة والقوانين الدولية الرياضية وبكافة الألعاب والرياضات.

أما عن أعمال الصيانة التي تجري في المدينة ذكر لنا المهندس "أبو عيسى" بأنه تم في العام الماضي توقيع عقد صيانة دوري مع مؤسسة الإسكان العسكرية (الجهة المنفذة للمشروع) وهذا العقد يجدد بشكل سنوي، وهو يتضمن تشغيل وصيانة وتنظيف المدينة الرياضية من خلال كادر فني متخصص، وبالنسبة للصالات ذكر لنا بأن أعمال العزل انتهت بتاريخ 2006، وهي حالياً بوضع ممتاز، وتابع: «إن جاهزية أي منشأة رياضية تظهر عند البطولات والدورات الرسمية وخصوصاً مهرجان المحبة في عامه التاسع العشر هذا العام، ونحن جاهزون في أي وقت».