استطاع فريق مبادرة "في أمل" التطوعي إثبات وجوده من خلال ما قدّمه من مساعدات لأطفال المرضى بالسرطان.

المتطوعة في مجال الدعم الإداري "تقى الأمير سليمان"، وفي حديثها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 شباط 2017، قالت عن بداية الفريق: «مبادرة "في أمل" قامت في البداية بجهود شخصية، كنّا خمسة أشخاص نأتي ونطمئن على أحوال الأطفال المرضى المصابين بالسرطان بدافع إنساني، والمشاركة ولو معنوياً بإنقاذ حياة شخص، وبدأ العدد يزداد، حتى أصبحنا بحاجة إلى تنظيم في المبادرة، بعد أن جمعنا الهدف الواحد في تأمين الأدوية والدعم النفسي للأطفال، وتقديم الرعاية والتفاؤل والأمل، ومواردنا المالية بدأت من المتطوعين، ثم اتسعت الحلقة وبدأ الدعم من المقربين والمحيطين».

عندما قمنا بمبادرة "العيد"، كان الهدف رسم الفرحة على وجوه الأطفال أول أيام العيد، فقمنا بتزيين الغرف وتوزيع الحلويات عليهم، فاندمجوا معنا حتى أصبح كل طفل يطالب بشخص معين من المبادرين دون غيره

وعن تقبل أهالي الأطفال المرضى للمبادرة، تضيف: «هذا الموضوع يتعلق بالأهالي، نحن نعطي القليل من الإرشادات عن تقبل المرض والحالة الجديدة لطفلهم، وضرورة العلاج. ولا يتقبل كل الأطفال موضوع إصابتهم بالمرض الجديد، لذلك قد لا يتم إخبار الطفل بحالته؛ لأننا نكون قد ضربنا جزءاً من المناعة النفسية لديه، قد يتم التمهيد للموضوع بأفكار إلى أن يتقبل كلمة "سرطان"، كان لدينا حالات تجاوبت معنا، وأخرى تجنبنا إخبارها، تعاملنا مع الأطفال يأتي من وعي شخصي وإرشادات من الأطباء المشرفين عليهم».

تقى الأمير سليمان

طلب الفريق التطوعي موافقات وتسهيلات من إدارة مستشفى "تشرين" في "اللاذقية" ليتمكن من دخول المستشفى، ثم تم تخصيص غرفة خاصة به في المستشفى، حيث قام الفريق بتجهيزها ببعض الألعاب ليخرج الأطفال من جوّ المستشفى والسرير والمرض، ولم يتلقَّ الدعم من مديرية الشؤون الاجتماعية؛ لأنه مرخص كمبادرة وليس جمعية، والعمل كمبادرة أسهل لهم كطلاب متطوعين؛ لأنهم لا يريدون الدخول بشروط وتعقيدات؛ فالهدف العمل الفعلي والنتائج الملموسة الواقعية.

المتطوع "مضر مسعود" يقول: «نقدم دعماً نفسياً وطبياً يتلخص باستشارات وربط مع الأطباء لتقديم الأدوية، ولا نقدم جرعات لأن أسعارها مرتفعة، لكننا نساهم بالعلاج من خلال تقديم أدوية "كورس" معين يتبعه، كما نقدم أدوية جانبية كأدوية تقوية الدم، والقضاء على الورم، وقد قمنا بتكفل هذا القسم من "الكورس" لبعض الأطفال بالكامل لأنهم غير قادرين على إكمال العلاج بسبب الوضع المادي، هم بحاجة إلى علاج لمدة سنتين، ويدفعون ما يقارب 300 ألف ليرة سورية شهرياً».

مضر محمد مسعود

وعن نشاطاتهم الإضافية، يتابع بالقول: «عندما قمنا بمبادرة "العيد"، كان الهدف رسم الفرحة على وجوه الأطفال أول أيام العيد، فقمنا بتزيين الغرف وتوزيع الحلويات عليهم، فاندمجوا معنا حتى أصبح كل طفل يطالب بشخص معين من المبادرين دون غيره».

الدكتور "عبد المنعم غانم" اختصاصي بالدم والأورام عند الأطفال، تحدث عن عمل المبادرة في المستشفى بالقول: «المبادرة جيدة وشفافة، واستطاعت بسرعة أن تدخل قلوب الأهالي، ليس فقط مادياً، بل بالرعاية المعنوية والاجتماعية والوقوف إلى جانب الأهالي والأطفال، والتعرف إلى مشكلاتهم الأخرى، وإقامة علاقات إنسانية راقية مع الطفل ومحيطه، وكذلك بتجاوبهم مع الأطباء. وما يميز الفريق روح الشباب والتعاون، وهم جميعاً بمرحلة الدراسة الجامعية، وقد أعطوا جزءاً مهماً من وقتهم لهؤلاء الأطفال، مع أنهم جميعاً غير موظفين، وليس لديهم دخل ثابت، ويعتمدون على ذويهم بتكاليف الدراسة».

علي عبد اللطيف