نجح المهندس "عدي عباس" باستخدام تقنية "التحريض المغناطيسي" لفصل الحديد المسلح من البيتون المهدم بطريقة آمنة وصفت بأنها صديقة للبيئة، وتقلل استهلاك الطاقة بنسبة 70%.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 أيار 2016، المهندس "عدي" ليحدثنا عن مشروعه قائلاً: «التزايد السريع بالبناء والهدم يُولد الكثير من مخلفات الإنشاءات، وبالنظر إلى الظروف الحالية نرى أنها ولدت ملايين الأطنان من مخلفات الأبنية المهدمة، حيث يمثّل الحديد جزءاً مهماً منها، وسيكون من المجدي اقتصادياً استخلاصه من الركام وإعادة استخدامه؛ خاصةً أننا قادمون على مرحلة إعادة الإعمار؛ ولا بد من إيجاد حلٍ مجدٍ بأقل التكاليف؛ لكون عملية تفتيت الأنقاض تتم حالياً عن طريق "الباكر"؛ وهو ما يتطلب طاقة كبيرة، إضافة إلى أصوات الضجيج؛ فبدأت البحث بين عدة أفكار إلى أن كانت فكرة تسخين الحديد داخل البيتون بالتحريض المغناطيسي هي الأجدى».

البنّاؤون والمقاولون ينفقون مرتين؛ واحدة عندما يجهزون البناء، وأخرى عندما يرحلون الأنقاض، وكشخص يعمل بهذا المجال أرى أنه يجب التفكير بكيفية الاستفادة منها وليس ترحيلها؛ وهذا ما عمل عليه المهندس "عدي" في مشروعه؛ حيث طُبق المشروع على عينة صغيرة، وكان الأداء عالياً. ونحن كعاملين بهذا المجال نتطلع إلى تلك الأفكار التي توفر من الناحية المادية والأيدي العاملة؛ لأن ذهاب الأنقاض إلى المدافن ليس فقط فقداناً بالموارد، بل بالأموال

وفي شرحه عن آلية عمله والفائدة منه يضيف: «بعد العودة إلى الإنترنت ودراسة مجال التحريض المغناطيسي والأفران التحريضية خلصت إلى نتيجة أن تصميم ملف "نحاسي" قابل للتركيب على رأس "الباكر" بدلاً من رأس "النقار" سيفي بالغرض؛ بعد ذلك يوضع على البيتون المراد تحطيمه ونمرر في الملف النحاسي تياراً متناوباً يقوم بدوره بتحريض تيار كهربائي في الحديد، وهذا يرفع درجة حرارته وتمدده، ويتسبب بتفتت البيتون وإمكانية استخلاص الحديد منه؛ الذي أغلب الأحيان يكون بأطوال كبيرة يمكن إعادة تقويمه، وتحويله إلى حديد مسلح بمواصفات أقل ومناسب للمواقع غير الحرجة إنشائياً مثل: سقوف المنازل، وأسوار الحدائق، والأدراج. أما الكتل البيتونية الناتجة فيمكن استخدامها في الرصف الأولي للشوارع قبل تعبيدها، أو طحنها لاستخدامها في تصنيع بلاط الأرصفة أو بناء أسوار الحدائق والمدارس؛ وبهذا نكون قد وفَرنا الحديد بتكلفة بسيطة، وتأمين كتل حجرية لأعمال الردم؛ وهو ما يساهم في التقليل من التشوه البيئي الناتج عن تراكم الأنقاض، وتوفير استهلاك الطاقة بنسبة 70% فيما لو استخدمنا طرائق أخرى».

فاروق حمدان

السيد "فاروق حمدان" يعمل بمجال الإنشاءات، يقول حول هذا المشروع: «البنّاؤون والمقاولون ينفقون مرتين؛ واحدة عندما يجهزون البناء، وأخرى عندما يرحلون الأنقاض، وكشخص يعمل بهذا المجال أرى أنه يجب التفكير بكيفية الاستفادة منها وليس ترحيلها؛ وهذا ما عمل عليه المهندس "عدي" في مشروعه؛ حيث طُبق المشروع على عينة صغيرة، وكان الأداء عالياً. ونحن كعاملين بهذا المجال نتطلع إلى تلك الأفكار التي توفر من الناحية المادية والأيدي العاملة؛ لأن ذهاب الأنقاض إلى المدافن ليس فقط فقداناً بالموارد، بل بالأموال».

يذكر أن المهندس "عدي عباس" من مواليد "اللاذقية" عام 1973، حاصل على أكثر من براءة اختراع عن مشاريعه التي تخطت العشرين؛ معظمها يصب في مجال الطاقة والزراعة وتدوير الأنقاض.