اكتشف المهندس "ميلاد يوسف" طريقة جديدة وآمنة بيئياً ومجدية اقتصادياً لمكافحة آفة ذبابة الزيتون التي تعدّ المسبب الأول لخسائر الزيتون، ونال الجائزة الدولية لأبحاث الزيتون "قلعة كانينا" في إصدارها الثالث.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع المهندس "ميلاد يوسف" بتاريخ 20 شباط 2016، عبر "الفيسبوك"، حيث تحدث عن فكرة البحث قائلاً: «دخلت كلية الهندسة الزراعية لحبي للطبيعة والكائنات الحية الموجودة فيها، واخترت اختصاص وقاية النبات لأنه النواة الرئيسة لهذا الفرع المهم، وبناء على معدلي المرتفع تم إيفادي إلى "إسبانيا"، التي تعد المنتج والمصدر الأول في العالم للزيتون. وتعد "سورية" من الدول المتقدمة في زراعة الزيتون، وتعاني من "آفة ذبابة ثمار الزيتون"، وهي السبب الرئيس لخسائر تقدر بملايين الليرات السورية، ومكافحتها تتم بالمبيدات الكيميائية التي لها تأثير ضار بصحة الإنسان والبيئة.

على الرغم من ظروف الحرب استطاع أن يحقق هذا الإنجاز المهم على مستوى البلد أولاً، الذي سينعكس إيجاباً على محصول الزيتون؛ وهو ما سيؤدي إلى تخفيض الأسعار، وتحسين الإنتاج، وقد لاقى ترحيباً من الصحف الإسبانية لإنجازه هذا

يتوجه العالم حالياً نحو الزراعة العضوية النظيفة، وهدفي إيجاد حل نظيف لتلك الآفة، وكنا اكتشفنا إصابة ذبابة الزيتون بفطر يسبب موتها؛ ومن هنا أتت فكرة البحث من اعتقادنا أن الحشرات لها أمراض كالإنسان، فلماذا لا نستغل مسببات الأمراض لدى الحشرات للقضاء عليها».

أثناء تطبيق الفطر في الحقل

وعن الخطوات التي اتبعها أضاف: «خلال أربع سنوات من البحث والتجربة؛ قمنا بعزل الفطر وتربيته مخبرياً وتجربته على هذه الآفة، وقد أعطى نتائج باهرة؛ فانتقلنا إلى الحقل حيث المكان الذي تتجه إليه يرقات الذبابة لقضاء فصل الشتاء، وتوصلنا إلى نتيجة وهي أن استخدام الفطر يمكن أن يخفض الآفة بنسبة 70 بالمئة، ونكون بذلك حققنا شيئين مهمين جداً في عالم الزيتون، من حيث مكافحتها بطريقة آمنة ومن دون استخدام مبيدات حشرية، والثانية تطبيق الفطر لا يتم على ثمار الزيتون وإنما على التربة، وبالتالي ليس هناك تلامس مع المحصول، مع العلم أنه لا يسبب أي ضرر للإنسان أو الحيوان».

ويتابع: «حاز البحث الذي تقدمت به كأفضل بحث علمي تطبيقي، وذلك بعد تقييمه من قبل لجنة الحكم المؤلفة من ثمانية اختصاصيين من كبار العلماء في هذا المجال، أربعة منهم من جامعة "خايين" في "إسبانيا"، وأربعة من جامعة "كاليفورنيا" في "الولايات المتحدة الأميركية"، وستتم طباعته باللغتين الإنكليزية والإسبانية على شكل كتاب من ألف نسخة. والفضل الأكبر في هذا النجاح يعود إلى وطني الذي منحي الثقة لإكمال دراستي».

اثناء متابعة النتائج

بدورها رئيسة فرع "إسبانيا" للاتحاد الوطني لطلبة سورية "وفاء كنعان" تحدثت لمدونة وطن عبر وسائل الاتصال الاجتماعي عن إنجاز "يوسف" قائلة: «على الرغم من ظروف الحرب استطاع أن يحقق هذا الإنجاز المهم على مستوى البلد أولاً، الذي سينعكس إيجاباً على محصول الزيتون؛ وهو ما سيؤدي إلى تخفيض الأسعار، وتحسين الإنتاج، وقد لاقى ترحيباً من الصحف الإسبانية لإنجازه هذا».

يذكر أن "ميلاد يوسف" من مواليد "اللاذقية" 1986، حصل على "جائزة الباسل للتفوق العلمي"، وأُوفد لنيل شهادة الدكتوراه من "إسبانيا" باختصاص المكافحة المتكاملة لآفات الزيتون.

تهنئة اتحاد الوطني لطلبة سورية