نجح المهندس الزراعي "بسام حداد" في إنتاج فوجين من ثمرة العنّاب في حقله الذي لا يزيد عمره على أحد عشر عاماً، ومساحته دونم واحد، منتجاً هذا العام طنّاً ونصف الطنّ من العناب.

يقع حقل المهندس "حداد" في قرية "المختارية" التي تبعد عن مدينة "اللاذقية" 14كم، وإنتاجه يتزايد عاماً بعد آخر، يتحدث المهندس "حداد" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 17 كانون الأول 2015 عن حقله قائلاً: «قمت بزراعة حقل العناب زراعة مكثفة بهدف الحصول على إنتاج كبير من مساحة صغيرة، حيث بدأ ينتج في السنة الثانية من زراعته، وتزايد الإنتاج بمعدل 100كغ كل عام، هذا العام استقر على طنّ ونصف الطنّ، فالتقليم الشديد لأشجار العناب لعب دوراً كبيراً في إعطاء عدة أفواج من الثمار، وكما هو معروف ينتهي موسم العناب في شهر أيلول، إلا أنني أقطف العناب من شهر آب حتى منتصف تشرين الأول، وأعتني بحقلي على مدار السنة، في الشتاء أقلّم الأشجار لتعطي فروعاً قوية تستمر بالنمو حتى فترة متأخرة من الصيف مع الريّ المستمر، فتزهر، وكنتيجة حتمية تعطي عدة أفواج من الثمار، الأفواج المتأخرة أكثر صلابة وحلاوة وصالحة للتخزين والشحن والنقل ونكهتها مركزة».

بعد القطاف أفرز كل نوع من الثمار؛ حيث يبدو متناسقاً حسب لونه وشكله وحجمه ووضعه في عبوات، كما أستفيد من الثمار الفاسدة بتحويلها إلى أسمدة عضوية من خلال وضعها في جورة التخمير (مخمر الغاز الحيوي)؛ وهو عمل رديف ومفيد لحقلي، تساعدني زوجتي وأولادي في العمل، وفي موسم القطاف أستعين بعمال

وعن أنواع العنّاب الموجودة في حقله، وأهميتها الاقتصادية يقول: «يحوي حقلي عدة أنواع من العنّاب: التفاحي (الكروي) حمله غزير، وثمرته حلوة المذاق، والبلحي يشبه ثمرة التمر، وثمرته صلبة قابلة للتخزين وحلوة المذاق، وتأخذ أعلى الأسعار، لكن إنتاجه ضعيف، والإيطالي ثماره متطاولة، وإنتاجه متوسط وأسعاره جيدة، وهناك البلدي ثماره صغيرة الحجم وغزير الإنتاج، والإجاصي يشبه ثمرة الإجاص مقارنة مع غيره، وأسعاره مميزة، أعتمد على الكروي والإجاصي من الناحية الاقتصادية، كما أعتمد النوع وجودته وليس الكمّ».

المهندس بسام حداد

يسوّق المحصول بطريقة تليق بالثمار، يقول: «بعد القطاف أفرز كل نوع من الثمار؛ حيث يبدو متناسقاً حسب لونه وشكله وحجمه ووضعه في عبوات، كما أستفيد من الثمار الفاسدة بتحويلها إلى أسمدة عضوية من خلال وضعها في جورة التخمير (مخمر الغاز الحيوي)؛ وهو عمل رديف ومفيد لحقلي، تساعدني زوجتي وأولادي في العمل، وفي موسم القطاف أستعين بعمال».

يعتني "حداد" بحقله في كل فصول السنة، حيث التقليم وإزالة الأعشاب، ووضع السماد العضوي والريّ، المهندسة الزراعية "رنا شعباني" تقول: «لديه حقل عناب مستقل، يعتمد إنتاجه على المثابرة في العمل ومراقبة الأشجار، كما يهتم بتوضيب المحصول للتسويق، وفرز الثمار بطريقة متناسقة، وتميز على مستوى منطقة "الحفة" بإنتاج أكثر من فوج باعتماده التقليم الشديد، حيث يستمر في الإنتاج إلى وقت متأخر من السنة، فيحصل على أسعار مميزة مقارنة بأسعار السوق، وفي موسم القطاف يقوم بتشغيل الأيدي العاملة».

حقول العناب

لا تقتصر خبرة المهندس "حداد" الزراعية على العناب فقط، فهو يسعى إلى التنويع في زراعاته بعد معرفة كيفية وأهمية تلك الزراعة؛ كحقل الكرمة الورقية الذي يوازي حقل العنّاب من كافة النواحي.