تعلم "صالح شحوارة" القراءة والكتابة عند كتّاب القرية، وحفظ القرآن بعمر الحادية عشرة في تسعة أشهر، وما زال إلى اليوم يكتب الشعر الشعبي ويغنيه على الربابة.

"أهلا وسهلا بمدونة وطن، أهلا وسهلا فيها على عدد ما مشت خطوات نحونا، قعدتك معنا بركة وفهمك كالبحر ما هو بركة، ومع أهل العلم لو بركتي بركي بيدل التايهين عالصواب"؛ بهذه الكلمات استقبل الشاعر "صالح شحوارة" مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21 تشرين الأول 2015؛ متحدثاً عن حياته: «ولدت في قرية "رأس العين" عام 1919، كنت أذهب مع مجموعة من الشبان إلى الغابة، ونجلس على ضفاف نهر "السخابة" لنتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم بعيداً عن الفرنسيين الذين كانوا يعاقبون الشيخ وتلاميذه عند معرفتهم بذلك».

يتمتع بصحة جيدة، وعالمه محاط بالمحبة والإخلاص، ومنزله مملوء بالزوار من أهل القرية والقرى المحيطة، فهم يحفظون شعره ويرددونه في جلساتهم، وعمل على توثيق حياتهم بشعره المحكي

بدأ "صالح" قول الشعر الشعبي في العشرين من عمره، يقول: «صنع لي الشيخ "علي حبيقة" في ذلك الوقت ربابة من جلد السمك، وشعر من ذيل الفرس وعود من الخيزران، وأشعر بأن هناك انسجاماً كبيراً بين شعري وربابتي، صوتها يعانق روحي، أغني الشعر وأعزف على الربابة، فأحسها تغني كلماتي وأشعر بالاتحاد معها، أستقي كلماتي من الحياة الريفية البسيطة، وأقولها بطريقة الشعر المحكي: (كنا بالماضي عايشين كلنا سرور.. وكنا لبعض ع المحبة والإخلاص نزور.. وناكل خبز مخبوز ع التنور.. ونرجع نسهر تاني مرة تيزكزك العصفور.. ويكون اسا ديك الجيجات عم يصيح كمان كنا دايماً نفيق بكير.. ونروح ع الفلاحة وحاملين ع كتفنا الصمد والنير.. ونزرع الحنطة والعديس والشعير)، وكنت أغني الشعر والعتابا في سهرات القرية، ننتقل من منزل إلى آخر ونحيي السهرات».

أحد الدفاتر التي يكتب فيها

عام 1978م انتقل للعيش في قرية "الزهيريات" ونقل معه سهراته وغناءه، وقد مثّل "شحوارة" ذاكرة للقرية بين الماضي والحاضر، ما يزال يسجل أخبار وقصص القرية وكل مكان يزوره بأسلوبه الخاص (الشعر المحكي)، الابن الأكبر "فايز شحوارة" يقول: «يتمتع بصحة جيدة، وعالمه محاط بالمحبة والإخلاص، ومنزله مملوء بالزوار من أهل القرية والقرى المحيطة، فهم يحفظون شعره ويرددونه في جلساتهم، وعمل على توثيق حياتهم بشعره المحكي».

يذكر أن "صالح شحوارة"، كتب سيرة حياته بطريقة الشعر المحكي، وأن منزله مقصد للشعراء والفنانين للتزود بشعره وكلماته، وخبرة شارفت المئة سنة.

وهو يغني
فايز شحوارة