الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الشخص عن العطاء، وليست إعاقة الجسد؛ هذا ما أكدّته الشّابّة "جورجينا حسن" من خلال إتقانها لعدد من الحرف اليدوية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 تشرين الأول 2015، الشّابّة "جورجينا حسن" وهي مصابة بضمور في أطرافها السفليّة منذ ولادتها؛ لتحدثنا عن تحدّيها للإعاقة بالقول: «منذ أن كان عمري ست سنوات دخلت معهداً للإعاقة الجسديّة في "دمشق"، وتعلّمت فيه العديد من الأشغال اليدوية كالخياطة والكروشيه والرسم على القماش والزّجاج والتّطريز وشك الخرز، وعلى الرّغم من أنّني أتقنتها جميعها إلا أنني أجد نفسي في حرفة الرسم على الزجاج أو القماش لصنع علب للهدايا والضيافة وتغليف العبوات الزجاجيّة الفارغة أكثر من غيرها».

منذ أن كان عمري ست سنوات دخلت معهداً للإعاقة الجسديّة في "دمشق"، وتعلّمت فيه العديد من الأشغال اليدوية كالخياطة والكروشيه والرسم على القماش والزّجاج والتّطريز وشك الخرز، وعلى الرّغم من أنّني أتقنتها جميعها إلا أنني أجد نفسي في حرفة الرسم على الزجاج أو القماش لصنع علب للهدايا والضيافة وتغليف العبوات الزجاجيّة الفارغة أكثر من غيرها

وعن تطويرها لعملها قالت: «بدأت العمل منذ عشر سنوات، وكنت أتابع كل جديد على الإنترنت لأطوّر مهاراتي، وحاولت أن تكون أعمالي ورسوماتي بطابع تراثيّ ومحليّ، أكثر ما استخدمته في عملي هو من الطّبيعة كالخشب والأوراق وعملت زهريّات من اليقطين (الخفيف)؛ حيث أقوم بتجفيفه وإفراغ محتواه من البذور ثمّ أرسم عليه وأزيّنه وأضع اللّكر عليه، واستخدمت الخرز في معظم أعمالي وصنعت عناقيد عنب وورود وأغطية من الخرز، إضافة إلى حياكة الكروشيه، ولأنّني أصنع علب الهدايا والمحارم وشالات الكروشيه وأحذية صوفيّة؛ معظم زبائني من النّساء وربّات المنازل اللّواتي يردن أن يضفن إلى بيوتهنّ أشياء مميّزة تضيف طابع التّجديد إليه، وبالنّسبة لي أحبّ الأشياء الّتي تعطي انطباعاً بأنّها تراثيّة».

أعمال من الخيش والحبوب

وتابعت: «هناك عدّة صعوبات واجهتني؛ فعندما انتقلت نتيجة الأحداث من "دمشق" إلى "اللّاذقيّة" وجدت صعوبة في تأمين المواد الأوليّة، إضافة إلى غلائها، والمردود المادي قليل مقارنة بالعمل، وبسبب إعاقتي الجسديّة لا أستطيع الخروج من المنزل لإحضار موادي للعمل، لذلك اقتصرت أعمالي على طلب الزّبائن، وبعضهم يحضر لي المواد الأوليّة وأنا أصنع لهم ما يريدونه».

وفي لقاء مع "نجاة أحمد" والدة "جورجينا" حدثتنا عن تحدي ابنتها للإعاقة بقولها: «منذ ولادتها أخبرني الطبيب أنها معوقة، فأدركت حينها أن الحياة بالنسبة لنا ستكون صعبة، بالبداية حاولت دمجها بالمجتمع بإرسالها إلى مدرسة تؤهل المعوقين جسدياً لتتعلم وتتقن مهنة تمكنها من متابعة حياتها بطريقة طبيعية، فأدركت منذ طفولتها ميلها وحبها للأعمال اليدوية، حيث كانت تحاكي أي قطعة فنية لمجرد أن تراها، واستخدمت الخيش بتغليف العلب الكرتونية والقوارير الزجاجية، واستطاعت أن تصنع بأدواتها البسيطة وأناملها السحرية التحف ولوحات فنية رائعة، وأشعر بالفخر لأن ابنتي أصبحت إنسانة منتجة وليست عبئاً على المجتمع، وأتمنى أن تلقى دعماً يساعدها في تأمين المواد الأولية التي تستخدمها في عملها».

علبة من "البلاستر"

وفي لقاء مع "أريج حجة" مديرة روضة تابعة للاتحاد النسائي، حدثتنا عن أعمال "جورجينا" قائلة: «جذبتني مشغولاتها من خلال القطع الرائعة المشغولة بحرفيّة، إضافة إلى رسمها المتقن للصور، فأعمالها مميزة ولا توجد أي قطعة مكررة عندها، فكلّ لوحة أو قطعة مميّزة لا تشبه شيئاً صنعته من قبل، وبعد رؤية أعمالها كلفّتها برسم لوحات تعبيريّة في روضتي وعلقتها على الجدار، وأثبتت "جورجينا" من خلال عملها أن الإعاقة تطلق على الشخص الذي لا يعمل لا على الإنسان المصاب بمرض ما يمنعه من الحركة».

يذكر أن "جورجينا" من مواليد شباط 1979، وهي من "اللاذقية".

"فازة" من اليقطين "الخفيف"