حبّه للتفوق ورغبته بتحقيق مرتبة علمية بعمر صغير كانا السلّم الذي صعد عليه الطالب "جعفر بدور" ليحجز شهادة تقدير في المسابقة الدولية "IPhO 46th" في مادة الفيزياء، ويصنف بالمرتبة الثانية عربياً.

يعدّ دراسة مادة الرياضيات والفيزياء رحلة سياحية ممتعة ورياضة ذهنية، التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 تشرين الأول 2015، فحدثنا قائلاً: «منذ أن كان عمري سبع سنوات أحسست بأن لكل شيء سبباً، ولأن مادة الرياضيات والفيزياء تقومان على المنطق والبرهان والحجة فهما المفضلتان عندي، وأردت أن أثبت قدرتي على التفوق؛ حيث إنني لم أكن راضياً عن علاماتي في الصف التاسع، فتقدمت لامتحانات القبول لمركز المتميزين؛ الذي يعدّ أعظم صرح علمي في "سورية" لطلاب المرحلة الثانوية، ونجحت باختبارات القبول والذكاء؛ وهناك علمت بالأولمبياد العلمي فاخترت مادة الفيزياء، وتم تدريبنا من قبل مدرّسي المركز للتحضير للمسابقة الوطنية، وتم اختياري لأكون عضواً في الفريق الوطني».

تعدّ المسابقة تجربة رائعة وغنية، فهي مؤلفة من مرحلتين: الأولى نظرية وهي عبارة عن مسائل عن تصميم مفاعل نووي فحصلت على 14 من أصل 30. أما القسم العملي فهو قياس أبعاد أجسام صغيرة من خلال الانعراج فحصلت على 7.5 من 20؛ فكان مجموعي 21.5 من أصل 50

وعن تحضيراته للمشاركة بالأولمبياد العالمي في الهند قال: «رغبتي بتحقيق مرتبة عالمية -على الرغم من أنني طالب بكالوريا- دفعتني إلى تنظيم وقتي واستغلال كل ثانية، فعلى الرغم من الجهود المبذولة مني ومن قبل أساتذتي المشرفين على تدريبي كنت بحاجة إلى التدريب أكثر، حيث بدأت المسابقة بعد عشرة أيام من تاريخ انتهاء فحص البكالوريا، واستفدت من خبرتي من مشاركتي الماضية في المسابقة الدولية، التي أقيمت في باستانا - كازاخستان 2014؛ حيث تعرفت إلى الأجهزة المتطورة غير الموجودة لدينا، التي تمثل عقبة لنا أثناء خوضنا لمثل هذه المسابقات».

أعضاء الفريق الوطني لمادة الفيزياء

يضيف: «تعدّ المسابقة تجربة رائعة وغنية، فهي مؤلفة من مرحلتين: الأولى نظرية وهي عبارة عن مسائل عن تصميم مفاعل نووي فحصلت على 14 من أصل 30. أما القسم العملي فهو قياس أبعاد أجسام صغيرة من خلال الانعراج فحصلت على 7.5 من 20؛ فكان مجموعي 21.5 من أصل 50».

التقينا الدكتور "عقيل سلوم" المرافق للفريق والأستاذ والمحاضر في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا وعضو اللجنة العلمية المركزية للأولمبياد الوطني السوري، إذ قال: «هناك عدة مراحل؛ تبدأ باختيار الفريق الوطني عبر سلسلة امتحانات لانتقاء الفائزين الأوائل على مستوى "سورية"، ثم يتم وضع برامج تحضيرية لردم الفجوة بين التعليم الثانوي والمستوى المطلوب للمشاركة بالأولمبياد العلمي العالمي، ويشترط بالطلاب المشاركين ألا يكونوا قد سجلوا في الدراسة الجامعية، وألا يكونوا قد تجاوزوا العشرين من عمرهم عند المشاركة في المسابقة، وطلاب الثالث الثانوي لديهم الفرصة الأكبر في تحقيق نتائج مهمة.

"جعفر بدور" مكرماً من السيدة الأولى

لكن طلابنا يولون التحضير لامتحان الثانوية العامة اهتمامهم الأول دون سواه، وذلك لتحصيل الدرجات اللازمة للتسجيل في الفرع الذي يرغبون به، وهذا يعيق تحضيرهم للأولمبياد العالمي. يُمكن حل هذه السلبية -وهذا ما يحدث في بعض الدول- بالسماح لمن يحصل على نتيجة مهمة في الأولمبياد العالمي بالتسجيل في الفرع الجامعي الذي يرغب به».

ويتابع: «تعدّ المسابقة في غاية الأهمية لأنها تحفز الطلاب الطموحين على تأهيل أنفسهم تأهيلاً ذاتياً، وهذا ما حصل مع الطالب "بدور"؛ حيث إن مشاركته لعام 2015 كانت جيّدة، إذ بذل جهوداً خاصة ساهمت في رفع مستواه العلمي، ودلت نتائجه على أنّ لديه ما يلزم لتحقيق نتائج أفضل؛ حيث إنّه حصل على شهادة تقدير بفاصل ضئيل عن الدرجات المطلوبة للحصول على الميدالية البرونزية، وتحقيقه لشهادة تقدير يدل على أن مستواه يسمح له بمتابعة دراسته الجامعية في أرقى جامعات العالم».

الدكتور عقيل سلوم وفريق الفيزياء

شارك بالمسابقة العالمية في الفريق الوطني للفيزياء كلّ من: "جعفر بدور - طوني مقدسي - محمود منذر - عدنان سعود"؛ التي جرت من 4 إلى 11 تموز 2015، وشارك في هذه المسابقة نحو 83 دولة.

يذكر أن "جعفر بدور" من مواليد "جبلة"، 1997.