تجد الصبية "راما إسماعيل" من قرية "بسنديانا" في ثمار الخوخ المجففة التي تحضرها لها جدتها "يمنى إبراهيم" طعاماً أطيب من السكريات الصناعية التي تشتريها من المحال.

تنتظر "راما" ذات الخمسة عشر عاماً أن تنتهي جدتها من تجفيف فاكهتها المحببة وهي الخوخ، وهي فاكهة قلة من الناس يقومون بتجفيفها عادة، حيث تنمو في القرية التي تبعد عن "جبلة" 25كم أشجاره إضافة إلى مختلف أنواع الفواكه التي يعتني بها سكانها جيداً، ويعملون على بيع جزء منها والباقي يقومون بتحويله إلى حلوى مجففة تؤكل في الشتاء؛ وهذا من أعمالهم المحببة في شهري أيلول وتشرين الأول.

لا تصلح كل أنواع الخوخ للتجفيف، بل تقتصر على نوع واحد اسمه "الخوخ الباذنجاني" الذي يمتاز بالقساوة أكثر من الأنواع الأخرى، إضافة إلى سهولة فتح الثمار وانتزاع البذور من داخلها؛ الأمر الذي يساعد على بقاء كتلة الحشوة محتفظة بعذوبتها مع التجفيف

مدونة وطن "eSyria" التقت السيدة "يمنى إبراهيم" بتاريخ 9 أيلول 2015، من سكان القرية، فتحدثت لنا عن خطوات تجفيف ثمار الخوخ قائلة: «أواخر فصل الصيف نترك ثمار الخوخ على أشجارها حتى تصل إلى درجة مناسبة وجيدة من النضج، نقطفها ونغسلها جيداً ثم ننزع بذورها كل ثمرة على حدة، ثم نقوم بنشرها تحت أشعة الشمس لعدة أيام على أعواد نبات "الوزال" المعروف في القرية باسم "الشمبوط" المخصص لتجفيف الفواكه؛ مراعين أن يكون المكان خالياً من الغبار والحشرات».

السيدة يمنى إبراهيم

تتابع حديثها قائلة: «بعد عدة أيام نقوم بجمع الثمار وغسلها جيداً بالماء المغلى للتخلص مما علق بها من الغبار أو الشوائب، ثم نعيد نشرها لبضع ساعات لتتخلص الثمار المجففة من الرطوبة العالقة بها، وأخيراً نقوم بتعبئتها في أكياس مخصصة لها ليتم تناولها في الشتاء صباحاً عادة».

أما عن أنواع الخوخ المخصصة للتجفيف فيتحدث لنا الأستاذ "زين أسعد" من أهالي القرية قائلاً: «لا تصلح كل أنواع الخوخ للتجفيف، بل تقتصر على نوع واحد اسمه "الخوخ الباذنجاني" الذي يمتاز بالقساوة أكثر من الأنواع الأخرى، إضافة إلى سهولة فتح الثمار وانتزاع البذور من داخلها؛ الأمر الذي يساعد على بقاء كتلة الحشوة محتفظة بعذوبتها مع التجفيف».

راما إسماعيل

لا تقوم السيدة "يمنى" ببيع الخوخ المجفف، بل يبقى المنتج للاستخدام ضمن البيت، على أن هذا يجعلها محط ضيوف دائمين ينتظرون الخوخ المجفف على مائدة الضيافة.

عملية جمع الخوخ للتخزين