يحرث "جميل نوفل" الرجل الستيني أراضي قرية "عين التينة" الجبلية بالمحراث القديم (الصمد) منذ خمسين عاماً محافظاً على تراث أبيه وأجداده في القرية.

يقول "نوفل" لمدونة وطن "eSyria" في 15 تموز 2015، خلال زيارتنا له في أحد حقول "عين التينة": «الحراثة مهنتي القديمة والجديدة التي باتت من التراث الزراعي القديم، أحرث بمحراث حديدي يجره حماران، وعلى الرغم من تطور الوسائل الزراعية لم أستبدل محراثي القديم بالجرار، فالأراضي في المناطق الجبلية ضيقة وغير متناسقة، وتحتاج إلى الحراثة كل عام».

الحراثة مهنتي القديمة والجديدة التي باتت من التراث الزراعي القديم، أحرث بمحراث حديدي يجره حماران، وعلى الرغم من تطور الوسائل الزراعية لم أستبدل محراثي القديم بالجرار، فالأراضي في المناطق الجبلية ضيقة وغير متناسقة، وتحتاج إلى الحراثة كل عام

حافظ "نوفل" على إرث أبيه والتراث الريفي القديم، كما أنه يحرث ما يقارب 400 دونم على مدار العام، يقول: «أحرث أراضي القرية مقابل أجور بسيطة، وأحب العمل فيها، وعملي كموظف لمدة ثلاثين سنة لم يمنعني من ممارسة هذا العمل، وفي المواسم أقضي وقتي في حراثة الأراضي، أخرج الساعة الخامسة صباحاً، وأعود عند المساء، وأشعر بالسعادة حين أمنح الأرض جهدي لتنتج الخيرات، وكلما اعتنيت بها زاد الخير والعطاء».

تحضيرات العمل

أهل القرية يقصدونه ليحرث أراضيهم التي اعتادت يديه الأمينة، ويقول "جميل خليل" وهو صاحب أحد الحقول في القرية: «إنه مزارع من الطراز الأول، ويكدح ليكسب اللقمة الحلال من عرق جبينه، ولا يقتصر عمله على الحراثة، فهو يقدم النصائح المتعلقة بالأرض والتربة، وكيفية حراثتها وزراعته، وهو خبرة ومرجعية زراعية مهمة، فيجهز الحمارين ويضع "النير" عليهما ثم "الصمد" ويفلح الأرض على شكل خطوط متباعدة وهو ما نسميه "عيار"، وبعد ذلك يفلحها مرة ثانية على شكل خطوط متناسقة ومتوازية ويحددها بخطين بشكل أفقي من الجهتين، فمن خلال شق الأرض يقوم بتهيئة التربة وقلبها وتهويتها لتصبح جاهزة للزراعة، وهذه أفضل أنواع الحراثة وأكثرها أصالة».

العم "جميل نوفل" المعروف "أبو مجد" يحب الأرض، ويحييها بالتعب والوقت، عطاؤها الدائم يحيي في ذاكرته رحلته الطويلة معها.

العم "جميل نوفل"
في الحقل