استطاع الفنان السوري "إسماعيل محمود" كتابة لوحة تقرأ من أربع جهات، استخدم فيها تقنية الخط الفارسي وريشة واحدة ولوناً واحداً.

درس الفنان "محمود" الخط العربي لدى شيخ الكتّاب قبل خمسين عاماً في قريته "الدالية"؛ حيث يقيم اليوم متقاعداً من عمله كمدرس لمادة "الفنون" في مدارسها. وأثناء مشاركته في معرض "التراث الريفي" المقام في "جوفين" تحدث إلى مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 18 أيار 2015 قائلاً: «ما تختلف فيه لوحتي عن غيرها هو أنها تقرأ ليس فقط من اليمين إلى اليسار، بل من الأعلى إلى الأسفل وبالعكس، كما أنها كتبت باستخدام قصب نهري مجفف وحبر مصنوع من مواد محلية من البيئة».

يصعب العمل مع الخط الفارسي بتقنية التعليق هذه ولكنه عموماً مطواع للمد والسحب

قيمة اللوحة تضيف إلى عالم الخط العربي تجربة تدخل من باب التحدي اللغوي، يقول الفنان: «النص هو آية قرآنية من سورة "مريم" تقول: "كل في فلك" دون إكمال الآية بكلمة "يسبحون"، وتتمتها تنطلق من فلسفة الآية نفسها حيث تدور الكائنات حول دائرة الوجود، وهي الفلسفة التي جعلتني أقضي شهراً كاملاً في رسمها».

لوحة كل في فلك

تعد هذه اللوحة من التجارب المعروفة في التراث العربي، إلا أن كتابتها بالخط الفارسي أصعب أنواع الخطوط جعلت منها تجربة مميزة، يقول الفنان: «يصعب العمل مع الخط الفارسي بتقنية التعليق هذه ولكنه عموماً مطواع للمد والسحب».

تبلغ أبعاد اللوحة متراً في متر، كتبها على خشب من شجر السنديان، وقد كانت مفاجأة فنية جميلة، يقول الفنان والمصور الضوئي "عبد الحميد هلال" عن العمل: «فكرة اللوحة وغناها بالدلائل والرموز تجعلها تجربة قابلة للحياة والاستمرار، صحيح أنها ليست أول تجربة في تاريخ الخط العربي، ولكنها لأول مرة تقرأ من كل الجهات، إضافة إلى تنفيذها على الخشب بحبر محلي الصنع».

مع لوحته

الفنان "محمود" من تلاميذ الكتاب أيام زمان، تخرج في معهد الفنون بـ"دمشق" ومدرس متقاعد في ثانوية "الدالية"، من مواليد عام 1952، وأقام عدة معارض فردية آخرها في مركز ثقافي "عين الشرقية".

من أعماله السلم داخل الزجاجة