تهرب من الدراسة عندما كان في الصف الثامن مدفوعاً برغبته بأن يكون صياداً، ومن يومها بدأت قصة عشقه لهذه المهنة التي تتطلب صبراً، في البحر كما في النهر حيث يصيد الآن.

يسكن الصياد "شوقي حميشة" اليوم على ضفاف نهر "الكبير الشمالي" في قرية "الدامات" في ريف "اللاذقية" بعد أن تعلم الصيد النهري، متقناً فنونه وأسراره، ليعود من صيد البحر إلى صيد النهر، في حديث إلى مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23 أيار 2015، عن تجربته في الصيد البحري والنهري فقال: «نزلت إلى البحر مبكراً، ونتيجة ظروف اجتماعية معينة في سن المراهقة بدأت الصيد بالديناميت، وكان شائعاً في تلك الفترة من دون أي رقابة، لكن بعدها بسنة أو سنتين، نضجت وتخليت عن طرائق الصيد غير المشروعة، البحر هو من علمني ذلك وبعد أن اقتنيت "لنشاً" في عمر السابعة عشرة تعلمت الصيد باحترافية وبطرائقه المشروعة».

في أكثر الأحيان لم نكن نعتمد على شباك الصيد الجاهزة في السوق، بل نصنعها بأنفسنا عبر الاعتماد على الشِباك حيث نضيف إليها الفواشات والرصاص الخاص، ونتحكم بقياساتها التي نريد، كذلك تشربت روح المغامرة والصبر والعمل

لم يكن الصيد بالنسبة له مجرد هواية، بل كان مصدراً لرزقه، يقول: «بقدر ما يعطي البحر، بقدر ما يأخذ كما يقال: "مال البحر للبحر". هناك أساليب متنوعة وكثيرة للصيد عندنا، كـ"الشِباك، الشرك، الأقفاص، الجرجيرة، البولس". أما عالم الصيد النهري فهو أقل تنوعاً وأهمية فهو يقتصر على الشِباك فقط، ومصروفه خفيف وليس بحاجة إلى لنش كبير بل إلى قارب ومجدافين».

مع قاربه

«أغلب الأسماك المتواجدة عندنا هي أسماك عابرة، المستوطنة قليلة بسبب تدمير البيئة على امتداد سنوات نتيجة الصيد غير المشروع، إضافة إلى محدودية أراضي الصيد في الشريط الساحلي بما لا يتناسب مع الأعداد الكبيرة للصيادين، كما أن أنواع السمك النهري أقل تنوعاً منها: "الكارب، المشط، السللور، الحنكليس، الفراتي، البوري"».

في قصة مثيرة عن صيد "البوري" البحري الذي يعيش في المياه العذبة أيضاً حدثنا "شوقي": «"البوري" يظهر في الربيع كأسماكٍ صغيرةٍ، يربى في النهر وينزل في تشرين الثاني إلى البحر كي يتكاثر، وهو نوعان "اللّبد والدوبارة"، وله طريقة خاصة في الصيد تسمى "التحويق"، حيث نراقبه في نقطة معينة ونقفل عليه الشِباك بشكل دائري وبسرعة كبيرة، وندخل في قلب الدائرة ونخبط بالمجاديف فيجفل السمك بسرعة ويرتطم في الشبِاك من دون أن تتاح له الفرصة في القفز فوقها».

من السمك المصطاد

"طارق حميشة" الابن البكر لـ"شوقي" رافق والده في رحلاته مكتسباً خبرة يقول عنها: «في أكثر الأحيان لم نكن نعتمد على شباك الصيد الجاهزة في السوق، بل نصنعها بأنفسنا عبر الاعتماد على الشِباك حيث نضيف إليها الفواشات والرصاص الخاص، ونتحكم بقياساتها التي نريد، كذلك تشربت روح المغامرة والصبر والعمل».

يختم "شوقي" حديثه لنا بقوله: «يعطيك الصيد بقدر ما تعطيه من اجتهاد وإيمان بعملك».

في انتظار السمك.