تمكن "عقبة غزال" من استثمار التربة الرملية على شاطئ قريته في زراعة الباذنجان، ليكون حلاً لبذور الأعشاب التي تنتشر في حقول القرية وتلحق أضراراً بالمزروعات.

يقول "غزال": «الباذنجان مقاوم لملوحة هذه التربة التي يفصلها عن البحر 50 متراً فقط، وزراعته فيها أفضل بكثير من الزراعة في باقي حقول القرية التي تعج ببذور الأعشاب الضارة».

الباذنجان مقاوم لملوحة هذه التربة التي يفصلها عن البحر 50 متراً فقط، وزراعته فيها أفضل بكثير من الزراعة في باقي حقول القرية التي تعج ببذور الأعشاب الضارة

استثمار هذه التربة لم يكن أمراً سهلاً بحسب "غزال"؛ الذي قال في معرض حديثه مع مدونة وطن "eSyria": إنه مع بداية الموسم يعمل على تجهيز الأرض عن طريق إقامة مصدات من القصب للحد من شدة الرياح ويغطيها بأكياس من النايلون.

يجني المحصول مساءً

ويضيف خلال زيارتنا لمزرعته الرملية في قرية "البصة" جنوب "اللاذقية" في 10 أيار 2015: «الرمل مثل الذهب، ولكنه يحتاج إلى عناية زائدة وتحضيرات خاصة، حيث يجب وضع طبقات كثيفة من مخلفات الدواجن فوق التربة -300 كيس لكل دونم- وبعدها تمديد شبكة ري بالتنقيط قبل زراعة الشتول، الأمر الذي يساعد على تخفيف تسرب المياه بسرعة إلى داخل التربة».

"غزال" وجد أيضاً حلاً للحشرات التي يسببها مكبّ النفايات القريب من مزرعته، والتي تلحق ضرراً بالزراعة، وذلك من خلال قيامه بزراعة بعض أنواع الخضار القرعية "اليقطين" على أطراف الحقل، فهي تنشر رائحة تنفر الحشرات وتبعدها عن المكان.

مزرعة الباذنجان

كما استطاع "غزال" استثمار نبع الماء القريب من أرضه؛ من خلال حفر بركة صغيرة خصصها لتربية الأسماك، يقول عن فوائد البركة: «وضعت فيها بعض أسماك "الكارب" لتزيد مخلفات الأسماك في هذه البركة من المادة العضوية التي تحتاج إليها التربة الرملية، وتزايد الإنتاج حتى وصل إلى 3000 سمكة مع بداية شهر شباط الفائت».

وبالتالي فإن للبركة فائدة زراعية للأرض وفائدة تجارية من الأسماك؛ حيث يصل وزن السمكة إلى 3كغ، ولا تحتاج إلى أي تكلفة فهي تتغذى على الخبز فقط، وتساعد عملية سحب مياه الري من البركة على تجديد الأوكسجين فيها حسب تعليق "غزال".

أثناء العمل

يعد مشروع "غزال" متكاملاً من وجهة نظر المهندس الزراعي في الوحدة الإرشادية بالقرية "غياث جيفة"، الذي يقول: «هذه التربة نقطة ضعفها تكمن في فقرها بالأملاح العضوية والمعادن، الأمر الذي ساعد على تخفيف هذه المشكلة هو قرب مكب النفايات من الشاطئ؛ وهو ما عزز المادة العضوية، كما أن المنطقة كانت مستنقعات وهي خير بيئة لتربية "الكارب"».

يُذكر أنَّ "عقبة غزال" من أكثر المزارعين المنتجين للباذنجان؛ وتعد قرية "البصة" أهم مصدر له في "اللاذقية".