كان آباؤنا وأجدادنا في ريف الساحل السوري يعتمدون المحراث الخشبي المعروف بـ"الصمد" كوسيلة لحراثة الأرض، إلا أن معظم الأبناء لا يعرفون شيئاً عن هذا الاختراع.

"عدنان علي" أحد الذين صنعوا هذا المحراث، سعى قبل أيام لتعريف الأجيال به مستغلاً مهرجان "عين البيضا للتراث الشعبي"، ويقول العم "علي" متحدثاً لمدونة وطن "eSyria" في 23 نيسان 2015، عن "الصمد": «إنه أفضل وسائل حراثة الأرض على الإطلاق، فبمجرد وقوف فلاح جيد خلفه يقلب الأرض جيداً، وكل خط من خطوطه يساوي عشرة من خطوط المحراث الحديدي».

الحداثة غيرت كل شيء، والناس رموا القديم واستبدلته بالحديث من دون أن يفكروا ولو قليلاً بامتيازات القديم وجودته

العم "عدنان" يعمل إلى الآن بحراثة الأرض معتمداً على هذا المحراث، كما أنه مستعد لصيانة أي محراث يريد أصحابه ذلك، ويقول: «الحداثة غيرت كل شيء، والناس رموا القديم واستبدلته بالحديث من دون أن يفكروا ولو قليلاً بامتيازات القديم وجودته».

منهمك بالعمل

وتابع "علي": «الإنسان في السابق كان عملياً أكثر ويمنح أرضه جل وقته لذلك كانت تمنحه الخير والعطاء، أما الآن فهو استهلاكي ولا يحب العمل، في الماضي كنت وجيراني نذهب جميعاً لحراثة الأرض بالصمد الخشبي وتسمع أصواتنا في الحقول تتعانق ونحن نغني أغاني التراث والقرية».

وعن تفاصيل "الصمد" يشرح "علي": «يصنع من خشب البلوط أو السنديان، وهو يعتمد على الخشب بالكامل باستثناء السكة فهي من الحديد، وتسمى أجزاؤه: (ساق، سكة، نشابة، كابوسة، مسمار خشبي، قطريب، وصلة الصمد بالنير؛ مسمار).. إلخ».

أدوات العمل

هذا ولم يعد الصمد الخشبي مستخدماً إلا نادراً في الساحل السوري، وبات الاعتماد على الجرارات التي توفر الوقت والجهد بحسب تعبير "عدنان فاضل" مختار قرية "عين البيضا".

يذكر أن العم "عدنان علي" قام بتطبيق المحراث أمام زواره في جناح "متحف برهان حيدر للتراث الشعبي" بمهرجان "عين البيضا".