يصنع "يوسف الأطرش" حصير القش منذ قرابة خمسين عاماً في قريته "عين البيضا"، وقد كانت منتجاته قبل عقود من الزمن موجودة في كل بيت من بيوت قريته.

"الأطرش" مازال إلى الآن يعمل في مهنته التي تعتمد على القش، ويصنع إلى جانب "الحصر" الكراسي و"السريجة" التي كانت تستخدم في نقل الماء.

طول الحصير بين (2 إلى 3 أمتار)، وهي تصنع بطريقة الجدل، وكل جدلة نسميها ضلعاً، ويصل عدد الأضلاع إلى "200" تقريباً

يقول الرجل الستيني في حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21 نيسان 2015، إنه يحضر القش من المستنقعات القريبة من أنهار قريته، ويضيف: «عند جمعه يكون أخضر اللون، حيث نعرضه لأشعة الشمس حتى يأخذ اللون "الأشقر" ثم نخزنه لكي نستخدمه، وهو على أنواع أهمها (السعيدة) وهي ورقة ثلاثية الأضلاع».

منهمك في العمل

الحصر هي الصناعة الأهم بالنسبة للعم "يوسف" الذي يشرح عنها بالقول: «طول الحصير بين (2 إلى 3 أمتار)، وهي تصنع بطريقة الجدل، وكل جدلة نسميها ضلعاً، ويصل عدد الأضلاع إلى "200" تقريباً».

مازال الحرفي القروي محافظاً على طريقة الأجداد في صناعة الحصر، حيث ينطلق من نقطة الوسط وتتسع إلى أن تصبح بحجم متر مربع حينها يساعده شخص آخر في الجدل ويأخذ كل واحد منهما جهة إلى أن يصلا إلى مرحلة النهاية المتمثلة في ربط الحصير بما يعرف بالملك (الطرف)، وهي أيضاً تعتمد على الجدل.

العم "يوسف الأطرش"

الرجل الذي اتخذ ركناً في قريته يبيع فيه منتجاته حزين على مهنته التي لا يجد من يرثها عنه، ويقول إنها مهنة ممتعة ومنتجاتها تدوم لعمر طويل، ويضيف: «ما على الناس إلا منع الرطوبة عن هذه المنتجات لكي تعيش معهم لعقود من الزمن، وكنا نستخدمها في بيت "التراب" حيث نفترش أرضه بها».

منتجات "يوسف" كانت محط إعجاب زوار مهرجان "عين البيضا" للتراث الشعبي، ويقول "مازن يونس": «إنه يتفنن في صناعة هذه الأشياء البسيطة بطريقة إبداعية، نفذ بعض الأعمال أمامنا، وبدا كثير الدقة والسرعة في آن معاً».

يذكر أن منتجات "يوسف الأطرش" كانت جزءاً من متحف "برهان حيدر للتراث الشعبي" في مهرجان "عين البيضا" الذي أقيم مؤخراً.